fbpx
التنمية البشرية

فوائد التأني والتريث في الأمور

التأني عنوان البشائر، وهو صفة جميلة قد يعبر عنها بالتريث، ويضادها العجلة وهي صفة مذمومة لما فيها من المحاذير، وهي حالة نفسية حاصلة بعد فهم عميق ونظر دقيق، وفي هذا قيل:

  •  تأن في أمرك وافهم عني  فليس شيء يعدل التأني

ومن هذا الباب أردت في هذا المقال أن يفهم من يقرأ حقيقة التأني وعدم العجلة، فتكون صفة فيه راسخة، وشعارا له حتى يصل إلى كل أموره وهي واضحة.

ومن الأمور التي تعين الإنسان على التأني على الصبر، فإنه من يكابد الصبر تزداد عزيمته وتقوى إرادته، ويكون تصرفه وفعله في الوقت المناسب ومحققا لكثير من الفضائل و المكاسب، فبحسن التأني تسهل المطالب.

فمن استطاع أن يمنع نفسه من الأشياء الذميمة كان خليقا أن لا ينزل به كبير مكروه، من هذه الأشياء العجلة فإن من فثمرة العجلة الندامة ، وقد قال أَبُو حاتم البستي :

“العجلة موكل بها الندم، وما عجل أحد إلا اكتسب ندامة واستفاد مذمة، لأن الزلل مع العجل والإقدام على العمل بعد التأني فيه أحزم من الإمساك عنه بعد الإقدام عَلَيْهِ”.

ولا يكون العجول محمودا أبدا، والعاقل يعلم أن العجز في الأمور يقوم في النقص مقام الإفراط في السعي فيتجنبهما معا ويجعل لنفسه مسلكا بينهما، و هذا كلام جميل غاية في النفاسة، فليوظف في حياة الناس جميعا، و قد كانت تربية الملوك على هذا النحو.

وقد كتب عمرو إلى معاوية يعاتبه في التأني: أما بعد: فإن التفهم في الخير زيادة ورشد وإنه من لا ينفعه الرفق يضره الخرق ومن لا تنفعه التجارب لا يدرك المعاني أو قَالَ المعالي ولا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله وتصبره شهوته ولا يدرك ذلك إلا بقوة الحلم.

فوائد التأني وعدم العجلة

أن يدرك الشخص حقيقة التأني وحقيقة العجلة، ويوازن بينها، فليس التأني كله خير، وليست العجلة كلها خير، بل كل منهما يحمل على ما يقتضيه الحال ويمكن تقديره، وفي هذا قيل:

  • قد يدرك المتأني بعض حاجته    وقد يكون مع المستعجل الزلل
  • وربما فات قوما جل أمرهم  من التأني وكان الحزم لو عجلوا

وعلى هذا ينظر إلى الخير فإن استدعى الأمر عجل، وإن تطلب التريث تأنى.

و من أساليب أن لا يبادر إلى الحكم على الأشياء و الأشخاص و القضايا، بظن صادر منه، و لا تخمين تطرق إليه، بل عليه أن يقف على حقيقة الأمور معاينة، فيحسب لكل أمر حسابه، ويعرف كيف يأتيه و يطرق بابه.

فإذا اجتمعت النية الصادقة و البينة الناطقة، استوفت حينها الحقوق، فأخذ كل شخص ما له أو ما عليه، و هذا من العدل الذي يحفظ الأسر و المجتمعات، و يصون الأعراض والحرمات.

فالتأن في الكلام و الاستفهام مطلوب، و في السؤال و معرفة الأحوال، و التعليم و التفهيم، والتحدث و التكليم و الخطاب، و التريث في الأمور والتفقد والتصرف واتخاذ الأسباب.

و قد جمع هذا كله قول المصطفى صلى الله عليه و سلم “مَنْ تأَنَّىَ أَصابَ أَوْ كادَ، وَمَنْ عَجِلَ أَخْطَأَ أَوْ كادَ”، فعود نفسك حالة من السكون و الاستبصار ، و أقدم على أمورك كوضوح الشم شفي عز النهار، فالتأني صفة يحبها الله تعالى سبحانه ، و كما قيل :

  • لا تعجلن لأمر أنت طالبه     فقلما يدرك المطلوب ذو العجل
  • فذو التأني مصيب في مقاصده      وذو التعجل لا يخلو عن الزلل

تعرف على شخصيتك عن قرب وبسرية تامة وعبر هاتفك، واستمع لإرشادات مستشار تحليل الشخصيات حول نقاط ضعفك وقوتك وكيفية تخطي العوائق اليومية التي تواجهك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى