قبل الحديث عن الأخطاء التربوية, “التربية” مهمة إنسانية أوجبها الله على جميع بنى البشر. وجعلها من موجبات الرحمة للإنسان، كما نفهم من الآية الكريمة: (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء: 24).
وهى من أعظم الأعمال بعد توحيد الله عز وجل، التي يقوم به الإنسال طوال عمره. وثمرةٌ يحصد المرء خيرها في الدنيا والآخرة.
فمن أهم ما يمكن أن يصنعه الإنسان فى حياته هو أنه يربى ولدًا صالحًا. أي يصنع إنسانًا جيدًا يشكِّل فكره على قناعات وسلوك حميد. وبِنْية نفسية قوية تجعل منه شخصية واثقة قوية ومبدعة، فيعمر الأرض كما أراد الله له.
وإليكم بعض الأخطاء التربوية التي من المهم تجنبها، حتى نكون أمام عملية تربوية صحيحة مثمرة:
قلة الصبر: على المربى أن يتحلى بالصبر وطول البال، فالطفل يحتاج إلى التكرار حتى يتعود على ما يوجَّه إليه من قِبَل والديه. فقد يصعب على الطفل في البداية أن يعتمد على نفسه في بعض الأمور. كأن يلبس حذاءه بمفرده أو يتناول طعامه بيده. فينبغي توجيه الطفل برفق، مع الصبر عليه، والمتابعة الهادئة.. حتى يتقن الأمر ويعتاد عليه.
إصدار الأوامر باستمرار: من الخطأ اعتقاد المربي أن الطفل ملكية له ورهن الإشارة، فيكون كلامه للطفل على مدار اليوم أوامر وتعليمات؛ مثل: “كُل، نام، البس، اسكت.. إلخ”. وعلى الأم ألا تتجاهل حق الطفل في اختيار اللعبة التي يريد، ما دام ذلك لا يشكل خطرًا ولا ضررًا على سلامته.. وله أن يرفض نوعية الطعام الذي لا يحبه، وهكذا.. وإن كان من المهم لفت نظره برفق للأطعمة المهمة لنموه، وتشجيعه وتحفيزه على تذوقها، دون إجباره وإكراهه.
التساهل: بعض الآباء تكون مطالبهم من أبنائهم قليلة جدًا مقابل تلبية كل رغباتهم، ويتسامحون معهم في كل الأخطاء دون توجيه أو عقاب، بحجة: الولد صغير “اتركه يفعل ما يريد”، وكل شيء مباح له.. فتكون النتيجة أن ينشأ الطفل على الفوضى، ويعتبر كل شيء من حقه، وكل ما يفعله صحيحًا.. فتتعقد شخصيته في الكبر لأنه لا يجد من المجتمع ما كان من والديه، وقد يكون ذلك سببًا لفشله في العمل والزواج فيما بعد!
عقاب الطفل على مشكلات خارجة عن إرادته: مثال ذلك التبول الليلي.. فلا يجوز عاقب الطفل على شيء لا يملك فيه إرادة المنع.. وكذلك قلة التحصيل الدراسي؛ فقد يكون هذا بسبب مشكلة في الذكاء الأكاديمي.. أيضًا الخوف؛ فلا ينبغي أن نستخدم الضرب كعقاب لمنع الطفل من خوفه من شيء ما، كخوفه من الظلام أو من ولد آخر يتنمر عليه أو غير ذلك.. وإنما يجب البحث عن السبب لعلاجه؛ فإذا زال السبب اختفت المشكلة من أساسها.
التهديد المستمر للطفل: كثيرًا ما يلجأ بعض الآباء إلى تهديد الطفل، وخاصة في البيوت التي تعاني خلافات بين الزوجين.. فتجد الأم تهدد بترك البيت أو الانتحار، وقد يهدد الأب بعدم الإنفاق على الأسرة أو مغادرتهم إلى حياة زوجية أخرى.. مما يترتب على ذلك مشاعر مضطربة، وفقد الإحساس بالأمان، ومن ثم فقد التوازن النفسي والانفعالي.. وتكون النتيجة شخصًا تعيسًا غير سوي!