التشتت الذهني وعدم التركيز .. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
يعاني العديد من الأشخاص من عدم القدرة على الانتباه والتركيز الفعال في حياتهم، الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرتهم على إنجاز مهامهم اليومية سواء كان موظف أو طالب أو حتى عند الأطفال، حيث تعرف هذه الحالة طبياً بالتشتت الذهني، والذي سنقوم بالتعرف عنه وإيضاح أعراضه وأسبابه وطرق علاجه من خلال هذا المقال.
ما هو التشتت الذهني؟
هو أحد الاضطرابات التي تحصل على مستوى الذهن والتفكير، بحيث يتم التفكير في أكثر من موضوع في آن واحد وتصبح عملية التركيز على أمر واحد صعبة، وقد أصبح تشتت الذهن وضعف التركيز علة شائعة جدّاً، خاصة في زماننا هذا. ذلك بسبب كثرة المشاغل وضغوطات الحياة التي تؤثر شكل سلبي جدا على التفكير عند العديد من الأشخاص وعلى قدرتهم على التركيز أو حل العديد من الأمور. هذه المشكلة التي تسمى بالتشتت الذهني، تترك الكثير من الانطباعات السلبية عند الشخص وتجعله غير مدرك تماما لأفضل الطرق في التصرف. ومن هنا نقدم لكم في هذا الموضوع كل ما يجب أن تعرفوه عن علاج التشتت الذهني.
أعراض التشتت الذهني
تظهر العديد من العلامات والأعراض على الأشخاص الذين يعانوا من عدم التركيز وتشتت الذهن، والتي من أهمها:
- عدم التركيز في التفاصيل الدقيقة. ومواجهة صعوبات كبيرة في التركيز في أمر محدد.
- شعور عام بالملل عند ممارسة النشاطات المختلفة وعدم القدرة على إكمال العمل حتى النهاية.
- عدم القدرة على الإصغاء لفترات طويلة وصعوبة في الإحاطة بكافة الأمور التي تم التحدث عنها.
- فقدان الأشياء وفوضى عامة في الحياة مع حالة من الارتباك الدائم.
- صعوبة التخطيط و تحديد الأولويات مع شعور بالقلق والتوتر المستمرين.
- صعوبة في التعامل مع المشاكل المختلفة و التحدث بكثرة و الاندفاع الكبير مع النشاط الزائد.
أسباب تشتت الذهن وعدم التركيز
وفقاً للأبحاث والدراسات التي أجرها المختصون في الاستشارات النفسية، فإن هناك عدد من العوامل التي تسبب التشتت وعدم التركيز والتي من أهمها:
-
القلق النفسي
يعتبر القلق النفسي من الأسباب الرئيسية لضعف التركيز. والقلق النفسي قد لا يظهر بكل مكوناته من توتر وعصبية. ولكن سوء التركيز وضعفه هي من المؤشرات المهمة لوجوده لذلك من المهم محاولة عدم الحزن والتفائل في التفكير والتوجهات.
وعندما يعاني شخص من أي فقدان ذاكرة أو أي مشكلة متعلقة بالمخ يجب أولا سؤاله إذا كان طرأ له أي تغيير مؤخرا كتغيير الحمية الغذائية أو الخضوع لجراحة مؤخرا أو تغيير أي نوع من العقاقير الطبية أو حتى الإصابة بالأرق أو الإصابة بالحساسية من أي شيء فكثير مما ذكرناه تكون إحدى أعراضه الجانبية عدم القدرة على التركيز وتشتت الذهن بشكل ملحوظ.
-
تناول الأدوية
إذا تحدثنا عن الأدوية والعقاقير، فهي من الممكن أن تسبب العديد من التغيرات المتعلقة بعمل الدماغ. ولا نعني بذلك أن العقاقير سيئة ولكن يجب مراعاة الآثار الجانبية لكل دواء وعدم الإفراط في استخدامه. فقد تؤثر بالسلب على كيفية عمل الدماغ وقد تسوء الحالة لتتطور إلى الإصابة بفقدان مؤقت للذاكرة. فإذا تناولت نوعا جديدا من الدواء يجب الحرص على معرفة كل آثاره الجانبية. وإذا شعرت بأي منها فعليك المسارعة باستشارة الطبيب المختص.
-
اضطرابات النوم
من أهم العوامل الأخرى التي تسبب التشتت الذهني هو اضطرابات النوم والتوتر الزائد، والطبيعي أن التوتر مرتبط بالأرق فإذا أصبت بالتوتر ستجد صعوبة في النوم، ومن هنا تسوء حالة عمل الدماغ، وكل ما عليك هو إعطاء إجازة لدماغك والتخلص من الأرق أو ممارسة تمارين الاسترخاء كاليوغا والتوقف عن التفكير قليلا لإراحة الدماغ حتى يستطيع أن يعاود عملة بكفاءة مرة أخرى .
-
أمراض الدماغ
وهي شيء لا يمكن الاستهانة أو التقليل من خطورته، ويجب عليك استشارة الطبيب إذا شعرت بوجود أي مشكلة متعلقة بالدماغ أو الذاكرة. ولا تحاول تشخيص حالتك فقد توجد بعض الأعراض التي تغفل فتسوء الحالة أكثر.
طرق علاج التشتت الذهني
هناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكن اتباعها من أجل علاج تشتت الذهن وعدم التركيز، والتي من أهمها:
- اتباع العادات الصحية والسليمة: والتي تتمثل في النوم لساعاتٍ كافية، وشرب الماء بكميات كافية لتفادي الجفاف وتجديد خلايا الجسم. وزيادة تدفق الدم إلى الخلايا وممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق لزيادة وصول الأكسجين إلى المخ.
- الحصول على تغذية سليمة ومتوازنة: من خلال الحرص على تناول وجبة الإفطار للحصول على الطاقة و تغذية الجسم والعقل. لأن انخفاض السكر في الجسم من شأنه أن يؤدي إلى ضعف عام في التركيز والانتباه.
- التخطيط والتنظيم الجيد للأمور: من خلال تحديد الأولويات والمهام التي يجب القيام بها، وتخصيص وقت محدد لكل منها. وذلك لتفادي النسيان واختلاط الأفكار مع بعضها البعض وزيادة التشتت.
- محاولة التحكم في الانفعالات المختلفة: وذلك من خلال زيادة المرونة بصورة تمكن الشخص من التعامل مع المشكلات والأزمات، والحيلولة دون تأثيرها على استقراره النفسي وسلامة التفكير لديه .
- الحصول على الراحة اللازمة للذهن: الحرص دائما على أخذ فترات كافية من الراحة والاسترخاء الجسدي والعقلي. حيث في بعض الأحيان نجد أنفسنا في تسابق شديد مع واجبات الحياة وكثرة المشاكل والمشاغل والمهام، وهو الأمر الذي يحرمنا من الراحة المطلوبة. الراحة مهمة جدّاً لأنها تؤدي إلى استقرار بيولوجي ونفسي وكيميائي، وهذا يحسن كثيراً من التركيز.
- ممارسة الرياضة: فهي مفيدة جدّاً لتفوية التروية الدموية للدماغ الأمر الذي يساعد على التركيز وزيادة الانتباه، فيجب أن تجعل لنفسك نصيباً منها. أيضاً قراءة القرآن الكريم بتمعن وترتيل أيضاً تحسن كثيراً من التشتت الذهني وضعف التركيز.
هل يوجد أدوية لعلاج التشتت الذهني؟
في الحقيقة يعتمد علاج الأدوية للاضطرابات النفسية والعقلية على تقييم الحالة من قبل مختص، حيث أن في معظم الحالات يكون الخيار الأول في العلاج من خلال تعديل السلوكيات والممارسات اليومية وتطبيق عدد من التمارين العلاجية التي من ِشأنها المساهمة في التخلص من الاضطراب ذو المنشأ النفسي.
وقد يلجأ الأطباء في بعض الحالات التي تظهر عليها أعراض قلق واكتئاب إلى وصف الأدوية الطبية في سبيل تعزيز البرنامج العلاجي السلوكي، ويتم تحديد الجرعات والمدة الزمنية لأخذ العلاج بناء على تقييم الحالة. ويعتبر التشتت الذهني من الاضطرابات التي من الممكن علاجها والتخلص منها من خلال اتباع أسلوب حياة سليم وصحيح.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
منصة وتطبيق فسرلي تتيح لك التواصل مع طبيب نفسي متخصص وطلب استشارة بكل خصوصية وأمان، وتقدم الحلول العلاجية لصحة نفسية أفضل وتساهم في تحسين سلوكك ورفع استحقاقك ونوعية حياتك لتكن قادرًا على التعامل مع المحيطين بك بشكل جيد باستخدام أفضل التقنيات العلاجية الحديثة.