fbpx
التنمية البشرية

الحكمة: قصور أهل السلام في كل زمان

الحكمة: قصور أهل السلام في كل زمان، و من منا لا يريد أن يون حكيما، إنها مرتبة أهل الفضل و الشرف، و لمن لكي يكون حكيما لابد أن يدرك معنى الحكمة

كما لابد به أن يتعلمها و يتدرب عليها، و قد يعبر عن الحكمة بانه وضع الشيء

في محله، مدركا لصوابه، ومُنتبها لطبيعة آثاره ،

فيكون عين الحكم بعين الحكم ، متجانسين في الحروف و متفقين في المعاني، والحكمة في أصلها وسيلة تربوية وأخلاقية

تجعل من الناس يتصرفون بالطريقة المرضية في كل الأحوال،

ولهذا كانت منهجا تعليما وتربويا يتوارثه الحكماء والعلماء عبر التدريس وتدوينها وكتابتها في المجامع والمدارس والمساجد

و الجدران و غير ذلك و الغاية من ذلك أن تحفظ هذه الحكم و تصير نسيجا اجتماعيا يتفق عليه الناس و ينتظمون تحته، وفضلا أن تجمع في الكتب و تدرس،

إن مرتبة الحكمة عالي على مرتبة العلم، فإن كان في العلم إدراك فإن الحكمة حسن تصرف في الزمان و المكان المناسب، و أما

الحكمة فقد قال لقمان لابنه: أي بني، إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك. و من جملة ما كتب في الحكمة :

مكتوب في الحكمة: إن رأس الحكمة خشية الرب عز وجل.

والرفق رأس الحكمة.

وكما ترحمون ترحمون.

وبُنَيَّ، لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك بسيطًا، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.

أحب خليلك، وخليل أبيك.

لا تخن الخائن؛ خيانته تكفيه.

اشكر لمن أنعم عليك، وأنعم على من شكرك.

أنصت للسائل حتى ينقضي كلامه، ثم اردد عليه برحمة، وكن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للمظلوم ناصرا، لعلك تكون خليفة اللَّه في أرضه.

الحكمة: قصور أهل السلام في كل زمان، فمثل هذه الحكمة توجيه لطيف وجميل في كيفية تعامل الإنسان

مع هذا الوجود، كيف يتعامل مه خالقه ومع حوله ومع نفسه، والحكمة بحر واسع لا ساحل له، إن الحكمة تَقول

:” من طلبني فَلم يقدر عَليّ فليعمل بِأَحْسَن مَا يعلم وليدع أشر مَا يعلم”.

وإن الناسك ان لم يقبل الحكمة ولا الموعظة ولا النصيحة من العدو والصديق والسفيه والحليم فنسكه نسك الملوك. وكما لا ينبت الوابل الصفا

كذلك لا تثمر الحكمة بقلب محب الدنيا ومن ألف هواه قل أدبه ومن خالف دلالة علمه كثر جهله ومن

لم ينفعه دواءه كيف يداوي غيره.

لا ينبغي أن للعاقل أن يعرض عن الحكمة، قال عيسى ابن مريم عليه السلام للحواريين: يا معشر الحواريين، لا تلقوا اللؤلؤ للخنزير؛

فإنه لا يصنع به شيئا، ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها؛ فإن الحكمة أحسن من اللؤلؤ، ومن

لا يريدها أشر من الخنزير. ومن لا يكون عالما بما ورد عليه من الله يوشك ألا يكون عالما بما ورد على الله تعالى منه

إن الحكمة تحتصر تلك المعاني الطويلة والتجارب الكبيرة، والأحداث المترابطة، لتعطيك معنى لطيف يستشعر الإنسان قوته،

و يحاول أن يقرأ من كتب الحكمة و يجالس كبار السن و هو صغير حتى يفهم حقيقة الوجود،

ويحسن كيفية قرارته و اختياراته، وفي هذا الزمان الذي أعرض الناس فيه عن فهم الحكمة و تعلمها ،

الملاحظ أن الشعوب و الأمم و المجتمعات التي تتوارث الحكمة و تنشرها يكونوا أحسن حالا و أكثر فهما و أحسن أدبا ،

فلنحافظ على الحكمة و نعرف قيمته و قدرها و دورها في تكوين الشخصية و ترتيب العقل و الاستعداد لكل ما هو آت .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى