عندما تسمع كلمة صدمة نفسية، أول شيء تفكر به هو الأنماط السلوكية الغريبة والانطوائية، التي تتخذ أشكال متعددة، وتترك آثار جانبية جسدية وعاطفية قوية على الإنسان، في الحقيقة إنها كذلك بالفعل، لأن أعراض الصدمة النفسية حادة وتتزايد مع مرور الوقت مخلفة ردود فعل صادمة وغير متوقعة، لكن هل الصدمة النفسية تسبب الجنون؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال…
هل الصدمة النفسية تسبب الجنون؟
يعيش الكثير من الناس فترات طويلة قد تصل لسنوات مع أعراض الصدمة النفسية تاركة آثار مدمرة إذا لم يتم معالجتها، تتسلل إلى كافة جوانب الحياة حتى تدمرها، ومن هذه الآثار فقدان المعتقدات والمبادئ، والانفصام الاجتماعي والشعور بسلبية وصولًا للتدمير الذاتي، وهذا شيء طبيعي نتيجة لطبيعة الحدث الصادم، وعدم توافر الدعم اللازم والرعاية الطبية النفسية حيال الموقف، مما يسبب مشاكل في الصحة العقلية ، فالدراسات الحديثة أثبتت أن الصدمة النفسية تسبب :
- انكماش في خلايا الدماغ.
- تغييرات تؤثر على بنية المخ.
- ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول.
- التأثير على العاطفة ومستوى الذاكرة.
جميعها تولد الضغط النفسي الشديد وتصل بالشخص المصاب بالصدمة النفسية إلى حد الجنون.
كيف تصل الصدمة النفسية للجنون؟
تتطور الصدمة النفسية بالتدريج نتيجة لقوة الحدث الصادم، وتبقى بعد مرور الحدث لتتحول إلى سجن كبير يسلب من الشخص المصدوم حريته وحياته الطبيعية، ويتركه مقيدًا بسلاسل أفكاره وسيناريو الحدث العالق في ذهنه، تسمى هذه الحالة مرحلة اضطراب ما بعد الصدمة، وتكون حينما يمر على الحدث الصادم أكثر من شهر دون ظهور أي تحسن على الأعراض مما يجعل الشخص المصاب بالصدمة النفسية معرضًا للجنون إذا لم تتم معالجته، ويصاب الشخص باضطراب ما بعد الصدمة في هذه الحالات:
- التعرض لصدمات نفسية متكررة وفي سن مبكرة.
- الشعور أن حياته في خطر وأنه قريب من الموت.
- الشعور بالألم الجسدي إذا تعرض للعنف والأذى الجسدي.
- عدم الحصول على الدعم اللازم من العائلة والأصدقاء والأطباء النفسيين.
- المعاناة الشديدة من أعراض الصدمة النفسية مثل الكوابيس والاكتئاب المزمن.
ما هي علامات الجنون الناتجة عن الصدمات النفسية؟
كما تحدثنا في أول المقال عن آثار الصدمة النفسية على الدماغ، نريد أن ننوه أن علامات الصدمة النفسية المسببة للجنون تتركز بشكل مضاعف حول المخ مسببة اضطرابات في مركز الذاكرة في مخ الإنسان، من أهم هذه العلامات التي تؤدي إلى الجنون إذا اجتمعت:
- النسيان المستمر بسبب ضعف الذاكرة.
- الضغط والتوتر الشديد بسبب تلف خلايا المخ.
- التقلبات المزاجية نتيجة ارتفاع مستوى الكورتيزول.
- التشتت وقلة التركيز بسبب إرسال إشارات خاطئة للمخ.
- حدوث اضطرابات في النوم نتيجة خلل في وظائف الدماغ.
- العصبية الزائدة عن الحد والشعور المستمر بالقلق والخوف.
- الوسوسة القهرية التي تؤدي إلى توهم رؤية الأحداث أو سماع الأصوات.
- انعدام الحياة الاجتماعية والرغبة في العزلة وفي الابتعاد عن الأماكن المختلطة.
- تضارب المشاعر فبعض الأحيان يشعر المصاب بالفرح الشديد ثم الحزن الشديد بدون سبب.
كيفية الخروج من صدمة نفسية قبل الإصابة بالجنون؟
بمجرد ظهور أعراض الصدمة النفسية على الجسم يجب الإسراع في علاجها قبل أن تتفاقم وتتطور ويصعب حينها السيطرة عليها، لكن المهم هو عدم الخجل من طلب المعونة، إليكم طرق علاج الصدمات النفسية:
- الحصول على العلاج الدوائي الذي يعاكس أعراض الصدمة النفسية ويثبطها مثل المهدئات.
- العلاج النفسي المتمحور حول السلوك والمعرفة، من خلال مواجهة المخاوف وإعادة برمجة تفكير الشخص المصدوم حول الحدث.
- العلاج بتعريض المريض للصدمة النفسية أثناء استرخائه للتحكم في العواقب، وتكرار ذلك حتى يصبح ذكر الحدث أمرًا عاديًا لا يعرقل حياته ولا يقوده للجنون.
في الختام تجدر الإشارة إلى أن أعراض ما بعد الصدمة النفسية عديدة وواضحة، تنشأ من مواقف وتجارب وأحداث صادمة تسببت في التأثير النفسي والجسدي على الشخص، وتمثلت على شكل أعراض وعلامات تستمر لفترات مختلفة تبعًا لقوة الصدمة النفسية، وبالرغم من وجود الكثير من الأشخاص القادرين على تجاوز الأمر والتغلب عليه، إلا أنه يوجد الكثير منهم أيضًا من يغلبه حزنه ويتمكن منه متسببًا في جنونه وإنهاء حياته أيضًا خاصة إذا لم يتلقى العلاج المناسب، فربما أنت وربما أحد أقاربك، حدد الآن من تريد أن تكون ويكون عليه أقاربك؟!
هل تحتاج لمساعدة؟
منصة فسرلي تقدم استشارات نفسية واحتماعية اونلاين بكل ثقة وخصوصية مع نخبة من أفضل المستشارين والمختصين في الوطن العربي، ويمكنك التواصل مع مستشار بشكل مباشر من خلال المنصة أو من خلال التطبيق المتوفر للأندرويد والآيفون.
