اضطراب تعدد الشخصيات: الأسباب والأعراض والعلاج
هل سمعت من قبل عن اضطراب تعدد الشخصيات؟ ربما أول شيء يخطر إلى ذهنك عن مفهوم هذا الاضطراب هو أن يتقمص الشخص أكثر من شخصية مختلفة، ويعيش بها وكأنها شخصيته الحقيقة، ليصبح شخص متعدد الشخصيات، ممثل بارع ومحترف يمكنه إقناع الأشخاص المحيطين به بتصرفاته وأفكاره غير الحقيقية، سوف نتعرف في هذا المقال على إحدى أمراض اضطرابات الشخصية وهو مرض تعدد الشخصيات، أعراضه وكيفية علاجه….
ما هو اضطراب تعدد الشخصيات؟
يطلق على تعدد الشخصيات في علم النفس باضطراب الشخصية التفارقي، ويسمى أيضًا اضطراب الانفصام، حيث يحدث بسبب خلل في وظائف العقل، ويظهر على شكل انفصام بين شخصيتين أو أكثر، وهم شخصية المريض الحقيقية وشخصيات أخرى من خياله، تُحدث اضطراب في وعي المريض وتفصل بين تفكيره وسلوكياته وذاكرته، وقد يصاب به أي شخص من أي فئة عمرية لكنه يزداد عند الإناث.
ما هي أسباب الإصابة باضطراب تعدد الشخصيات؟
تعدد الشخصيات هو مرض نفسي ناتج عن معاناة أصابت المريض في مرحلة الطفولة، نتج عنها حدوث مرض عقلي يتمثل بتعدد الشخصيات، فالطفل في مرحلة المراهقة وما دون ذلك ما يزال في مرحلة حساسة قد تعرضه للإصابة باضطراب الشخصية التفارقي، حيث تسيطر على المريض أعراض الهلوسة والأوهام، وتجعله يتصرف بشكل غريب مع الآخرين، فمن أسباب الإصابة باضطراب تعدد الشخصيات:
-
التربية العنيفة
العديد من أساليب التربية القاسية تسبب المرض النفسي للأطفال، منها العنف الجسدي واللفظي، التوبيخ الدائم، أسلوب الأمر والنهي، فقدان الحب والحنان، فلا يجرؤ الطفل على التعبير ولا يجد طريقة للتفريغ النفسي، بالتالي سوف يتخيل شخصيات جديدة ويعيش دورها مهما بلغت من سوء.
-
مشاكل الطفولة
تعرض الطفل للعديد من الصعوبات في الطفولة يزيد احتمالية الإصابة باضطراب تعدد الشخصية، مثل الاعتداءات الجسدية، أو التحرش الجنسي.
ما هي أعراض تعدد الشخصيات؟
تختلف درجة الأعراض ما بين بسيطة ومتوسطة وشديدة، ولكنها جميعها تسبب مشاكل لحياة الشخص الاجتماعية والمهنية وقد تتطور للأسوأ مع مرور الوقت، نذكر بعض من هذه الأعراض وهي:
أعراض نفسية
- الشعور بالقلق المفرط
- تقلب المزاج لحد الاكتئاب
- الانفصال التام عن الواقع
- فقدان التركيز وتشوش الذهن
- الهلوسة والتوهم والهذيان
- الإدمان وإيذاء الجسد
- تغيير في مستوى الأداء
أعراض جسدية
- الصداع الشديد والمزمن
- آلام في أجزاء أخرى الجسم
- ضعف في الوزن وانسداد الشهية
- إرهاق عام بسبب اضطراب النوم
اختبار مرض تعدد الشخصية
يتم تشخيص اختبار مرض تعدد الشخصيات من خلال تحديد أعراضه، ومدة الإصابة بالمرض فقط، فلا يوجد اختبار محدد لهذا المرض، يقوم الطبيب بالاستعانة بالأمور التالية من أجل تحديد الإصابة بالمرض:
- الفحص السريري
- التقييم النفسي للمريض
- تحديد التاريخ الطبي للمرض
- إجراء فحوصات طبية لاستبعاد وجود أمراض صحية بالأشعة أو الرنين المغناطيسي أو فحوصات الدم
ما هو علاج تعدد الشخصيات؟
تتعدد طرق علاج مرض تعدد الشخصيات بناءً على كل حالة واحتياجاتها، وفي كل الأحوال يجب زيارة الطبيب النفسي المختص لحماية المريض من أفكاره السلبية المدمرة، ومهما اختلفت طرق العلاج المتبعة جميعها تعمل على التحكم في أعراض هذا الاضطراب، والتخفيف منها، من طرق العلاج المستخدمة:
العلاج بالأدوية
تتم السيطرة على معظم أعراض حالات مرض تعدد الشخصيات باستخدام الأدوية النفسية مثل: الأدوية المثبطة للقلق، والأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية التي تساعد على تنظيم النوم، وعلاج انسداد الشهية، لكن بشكل عام لا يوجد علاج دوائي لمرض اضطراب الشخصية التفارقي.
العلاج بالتنويم المغناطيسي
يتم اللجوء إلى العلاج بالتنويم المغناطيسي من أجل استعادة الذكريات المؤلمة المدفونة داخل المريض، ومن خلال ذلك يستطيع الطبيب معرفة أسباب المرض ويعمل على التخلص منها، حتى لا تتحكم في سلوكياته وتصرفاته وأفكاره الذهنية.
العلاج المعرفي السلوكي
يخضع المريض إلى جلسات علاجية بالكلام، يتذكر بها المريض التجارب التي تسببت في تعرضه للصدمة، ويعمل المعالج السلوكي على تقويم سلوك المريض، وتأهيله لمواجهة الصدمات والتحكم بردة فعله، ويعتبر هذا العلاج هو الشائع في علاج مرض تعدد الشخصيات.
العلاج المساعد
مرحلة التأقلم مع الصدمة يقوم الطبيب النفسي بتجربة الأنشطة التفاعلية والحركية، من أجل ضبط أجزاء المخ التي تعرضت للتلف، ومساعدة المريض على التواصل الذاتي والإجتماعي.
كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات؟
تتغير شخصية مريض تعدد الشخصيات فجأة وتتحوّل لشخصيات أخرى مختلفة، فيجب الحرص حين التعامل معه لضمان عدم خروجه عن الشعور الطبيعي.
ومن أهم الأمور الواجب مراعاتها من أجل التعامل الصحيح مع سلوكيات المريض هي:
- اكتشاف الأعراض التي يعاني منها المريض
- فهم ما يشعر به المريض وما يفكر به فعليًا
- عدم الحكم على المريض من سلوكياته وردود أفعاله
- عدم السخرية منه وإثارة غضبه وسلوكه الانفعالي
- الإنصات له وعدم التشكيك في أقواله والتقليل من شأنه
- دعمه وتشجيعه على حضور جلسات العلاج النفسي
في الختام، يواجه جميع الأشخاص الكثير من المشاكل في حياتهم اليومية، قد تتسبب في إصابتهم في أمراض الإنفصام النفسي.
فإذا كنت تعرف أحد الأشخاص المصابين باضطراب تعدد الشخصية، ننصحك أن تساعده للوصول إلى الطبيب النفسي المختص والحصول على العلاج المناسب.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
اذا كنت تبحث عن تحسين صحتك النفسية وتعزيز ثقتك بنفسك، منصة وتطبيق فسرلي توفر جلسات استشارات نفسية بكل سرية وخصوصية مع نخبة من الاستشاريين النفسيين المتخصصين في الوطن العربي، ويمكن التواصل مع المستشار وإرسال أسئلتك بشكل مباشر.