أعراض الصدمة النفسية وطرق العلاج والتعافي منها
يحاول الكثير من الأشخاص الذين تعرضوا إلى صدمة نفسية في حياتهم إلى إيجاد طرق تخفف عنهم اعراض الصدمة النفسية، وتساعدهم في تجاوز الحدث وتخطي الموقف ومواصلة الحياة من جديد، سوف نناقش في هذا المقال كيفية الخروج من صدمة نفسية، وكيفية تفادي مضاعفاتها الخطيرة، وما هي علاماتها والنتائج المترتبة عليها.
أعراض ما بعد الصدمة النفسية
يمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة لأي شخص ولأي فئة عمرية، بعد خوض تجربة مؤلمة وأحداث مأساوية مختلفة، تتشارك جميعها في الأثر السيئ الذي تتركه في النفس والجسد، ومن أعراض الصدمة النفسية على الجسم والنفس:
الأعراض النفسية
نتيجة للضغط النفسي الصعب يصاب الشخص باضطرابات نفسية تؤثر على مجرى حياته، وتفقده الشعور بالرضا والسعادة، وتعطل الكثير من الأمور الروتينية التي كان يعتاد عليها، وإذا لم يتم معالجتها تتطور ليصبح الشخص غير قادر على التكيّف معها، وهي:
- استرجاع الحدث مرارًا وتكرارًا وتتجلى بالأعراض بالذكريات المؤلمة والكوابيس المتكررة وعدم الراحة النفسية.
- الانعزال عن العائلة والأصدقاء وعدم التعبير عن المشاعر، بالإضافة إلى الانعزال عن الأماكن التي قد تذكره بالحدث.
- الاستجابة المبالغ فيها، مثل نوبات الغضب والشعور الدائم بالقلق والتوتر، بالإضافة إلى صعوبة التركيز وصعوبة النوم.
- الشعور الدائم بالذنب عند تذكر الحدث، ولوم النفس والتفكير بسلبية دائمة عن الذات، وعدم الاهتمام بالأعمال الروتينية.
الأعراض الجسدية
يستجيب الجسد للصدمة النفسية بتوجيه كل طاقته إلى الحالة الغريبة التي أصابت الجسم، مما يوقف عمل الجهاز المناعي، مما يجعله قابل للإصابة بالأمراض والمشاكل الجسدية بشكل أكبر، وتتمثل أعراض الصدمة النفسية على الجسم بـ:
- آلام جسدية مزمنة بسبب ارتفاع مستوى الكورتيزول مما يؤدي إلى زيادة توتر العضلات والمفاصل وإصابته بالالتهاب والألم الشديد.
- مشاكل في عمل الجهاز الهضمي والشعور بألم في المعدة و القولون وعسر الهضم والإعياء المستمر، بالتالي تقل طاقة الجسم بشكل ملحوظ.
- ارتفاع او انخفاض في ضغط الدم والشعور بالصداع المستمر نتيجة احتباس الصوديوم والماء داخل الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن أيضًا.
- برودة شديدة في الأطراف بسبب عدم تدفق الدم لهما، و الإصابة بالخدر وبالتعرق الشديد من أجل تنظيم التنفس ودرجة حرارة الجسم الداخلية.
كيفية التعامل مع الصدمة النفسية؟
ليس كل من يتعرض إلى حدث مؤلم في حياته يصاب بصدمة نفسية ترهقه، فهي عبارة عن أعراض قد تختفي وتتلاشى من تلقاء نفسها أو تكون طويلة الأمد، ويبقى السؤال الذي يراود الشخص المصاب بالصدمة هو كيف اتخطى الصدمة النفسية؟.
حسنًا من أجل تخطي وعلاج الصدمة النفسية يحتاج الشخص إلى تعامل خاص سواء من قِبله ومن قبل المحيطين به، ولتتعرف على كيفية الخروج من صدمة نفسية تساعدك الطرق التالية:
- التواجد بجانب الأهل والأصدقاء المقربين الذين يرغب بهم بجانبه خلال فترة الصدمة وقضاء الوقت معهم.
- مواجهة المشاعر السلبية التي تخطر بباله وتجنب التفكير في تفاصيل الحدث الصادم التي توتره وتزعجه.
- الاهتمام بالذات ورعايتها وممارسة الهوايات التي تحسن من الحالة النفسية مثل ممارسة الرياضة والتأمل.
- الصبر ومنح الذات الوقت الكافي للتعافي، فأي حدث سيء تكون له استجابة قوية تتسبب بالصدمة النفسية.
- النقاش مع الأشخاص الداعمة مثل المدربين والمختصين عبر الإنترنت لوضع خطة علاج سريعة التأثير.
- تغيير أسلوب الحياة واتباع نظام جديد يقلل من اعراض ما بعد الصدمة النفسية مثل ممارسة الرياضة والأكل الصحي.
- الحصول على الدعم من الأهل والمقربين ومجموعات الدعم الخاصة من كافة أنحاء العالم.
تقنيات علاج الصدمة النفسية
مع الأسف كثير من الأشخاص الذين يعانون من اعراض ما بعد الصدمة النفسية يتجهون إلى الأدوية المخدرة وشرب الكحول من أجل التكيّف مع الصدمة والتخفيف من أعراضها، ربما تنجح هذه الطرق في النسيان لكنها طرق غير مشروعة وشديدة الخطورة، بالإضافة إلى أنها لا تعالج السبب الرئيسي للصدمة النفسية.
إليكم بعض من تقنيات علاج الصدمة النفسية الفعالة والمؤثرة وهي:
الحركة لإعادة ضبط الجهاز العصبي
من الطرق الفعالة لعلاج الصدمات النفسية هي الحركة من أجل تشتيت انتباه العقل، فبدلًا من التركيز على الجسم والمشاعر السلبية، يتحول التركيز إلى كيفية إعادة التوازن الطبيعي للجسم، والسيطرة على الأفكار، مثل ممارسة الرياضة يوميًا، وتهدئة النفس بالاسترخاء والتأمل وتمارين التنفس، من أجل تخفيف الاكتئاب والقلق والخوف وغيره.
الاستعانة بالطبيب المختص
التخلص من الصدمات النفسية الحادة والمزمنة ليست بالأمر السهل، خاصة عندما تمر فترة طويلة دون ظهور أي تحسن، هنا يلزم مساعدة خبير مختص ليصف العلاجات اللازمة لتعجيل التعافي من الصدمة النفسية، ومنها:
- الأدوية المضادة للمشاعر السلبية المصاحبة لاعراض الصدمة النفسية، مثل أدوية الاكتئاب، والقلق، والأدوية المضادة للأرق والمساعدة على النوم، لتقليل الكوابيس وإراحة الجسد والعقل.
- الجلسات الجماعية مع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصدمة النفسية، لمناقشة الأعراض وتلقي الدعم النفسي اللازم من الآخرين.
- العلاج السلوكي المعرفي الذي يناقش المشاعر والسلوكيات مع المعالج السلوكي، بهدف مساعدة الشخص الذي تعرض للصدمة في تغيير طريقة تفكيره وتصرفاته، والتعرف على طرق وأساليب التعامل مع الأحداث الصادمة، من أجل السيطرة على المشاعر السلبية وعدم لوم الذات، وهو يعتبر العلاج الأنسب لكافة الفئات العمرية.
الصدمة مؤلمة وقد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة أبدًا قد تصل إلى إيذاء الذات، لكن كلما تمكن الشخص المتعرض للصدمة من الوصول إلى مستشار نفسي، كان التعافي من الصدمة النفسية أسرع، فمن خلال اتباع تقنيات علاج الصدمة النفسية يمكنك التخلص من آثار الصدمة بكل سهولة وبدون معاناة، ناقشنا في هذا المقال أهم الأعراض والطرق السليمة للتعامل مع الصدمة النفسية والتعافي منها.