الاضطرابات النفسية: أسبابها وأنواعها وطرق تشخيصها

تشير الاضطرابات العقلية والنفسية إلى الكثير من الأمراض النفسية، التي يتعرض لها الكثير من الأشخاص بمختلف العوامل المؤدية لذلك، مما يتسبب في الشعور بالضيق المزمن والذي يؤثر على إنتاجية الفرد في حياته العملية والعلمية، أو في علاقاته مع الآخرين، وفي الآونة الأخيرة ازدادت تساؤلات الناس عن الأمراض النفسية والعقلية، لهذا السبب نود أن نعلمكم في هذا المقال ما هو الاضطراب النفسي، أنواعه وأسبابه وكيفية علاجه.

تعريف الاضطراب النفسي

الاضطرابات العقلية والنفسية هي حالات عقلية وسيكولوجية تؤثر على تفكير وسلوك الفرد، وتؤثر على قدرته على التواصل مع الآخرين،قد تكون حالات عرضية مؤقتة أو مزمنة طويلة الأمد، أو متحولة على شكل نوبات منفردة، تنتج بسبب الشعور بالعجز أو فقدان الحرية، يتم تشخيصها من قبل أخصائي متخصص في علاج اضطرابات ومشاكل الدماغ، من الأمثلة عليها: انفصام الشخصية، الإدمان، والاكتئاب، واضطرابات الشهية.

أسباب الاضطرابات النفسية

تنقسم أسباب الإصابة بالأمراض النفسية إلى:

• عوامل بيولوجية

تتأثر الإصابة بالاضطرابات النفسية والعقلية بناءً على الكثير من العوامل الوراثية والجينية والعوامل العصبية واضطرابات وظائف الدماغ.

• عوامل بيئية

من أهم الأساليب التي تسبب اضطراب نفسي للأشخاص هي البيئة المحيطة بهم، ومن أهمها الأسرة والمجتمع والدوافع الداخلية والخارجية.

أنواع الاضطرابات النفسية

يتم تصنيف الاضطرابات النفسية بناءً على اختلاف أعراضها، إلا أنها تتفق جميعها باضطراب سلوك المريض و تشوش أفكاره، وتصرفه بشكل غير طبيعي، هناك 5 أنواع للاضطرابات النفسية وهي:

• انفصام الشخصية

هو اضطراب نفسي وعقلي حاد يحدث خلل في طريقة تفكير الفرد وطريقة تعبيره عن مشاعره وإحساسه بذاته، ينتشر عادة بين صغار السن والمراهقين، متسببًا في أعراض خطيرة ومؤذية، مثل عدم التمييز بين التفكير الحقيقي والوهم، أو الاعتقاد الدائم بإساءة الآخرين لهم، والتغييرات في السلوك والأفكار، بالإضافة إلى الإصابة بالهلوسة والأفكار المشوشة وكأنها أفكار شخصًا آخر قد تم زرعها في دماغهم.

يتم تشخيص حالة الانفصام من قبل المختصين النفسيين بعد التحقق من الأعراض و استبعاد جميع الأسباب الأخرى المحتملة مثل الاضطراب ثنائي القطب، أما العلاج فيكون بالأدوية النفسية وبالدعم النفسي الاجتماعي والعلاج السلوكي المعرفي.

• اضطراب ثنائي القطب

يسمى الاكتئاب الهوسي وهو حالة مرضية يعاني فيها المريض من نوبات هوس واكتئاب تسبب تغيرات في مزاجه لمدة قصيرة وقد تمتد لسنوات، وهي حالة شائعة إلى حد ما بسبب الظروف المحيطة والمواقف المجهدة للشخص، حيث يتم تشخيص حالة واحدة من بين كل 100 شخص تقريبًا، تؤثر نوبات الهوس هذه على معنويات الشخص ومزاجه، وتضخم تقديره لذاته وتصيبه بفرط النشاط وقلة الحاجة إلى النوم، وقد تسبب العكس أيضًا كنقص الطاقة وصعوبة التركيز والنسيان، بالإضافة إلى أن الشخص يمر بحالات من المزاج الطبيعي.

يتم تشخيص الحالة المرضية بناءً على أعراض المرض وتاريخه وحالة العائلة، ويتم الطلب من المريض إجراء فحوصات الغدة الدرقية، أما عن العلاج تتوفر وسائل علاج فعالة ومتطورة للحد من أعراض الاضطراب ثنائي القطب وتقليل عدد نوبات الهوس أو الاكتئاب، للحفاظ على استقرار المزاج وتوفير حياة طبيعية للمريض، منها الأدوية العلاجية وجلسات الدعم النفسي.

• اضطراب الوسواس القهري

حالة مرضية تسيطر بها أفكار الفرد على عقله بشكل قهري وغير منطقي، وتجبره على التصرف بتصرفات مكررة بشكل مبالغ فيها، مما يعيق أعماله اليومية ويؤثر على عاداته الشخصية، وذلك نتيجة مخاوف وأفكار وسواسية مزعجة، من أكثر هذه الأفكار المتداولة هي النظافة المبالغ بها وتكرار التأكد من الأمور بشكل مفرط، وتختلف أعراض الوسواس القهري من مريض إلى آخر بلا سبب صريح.

يتم تشخيص الوسواس القهري بالتقييم النفسي ويتم الأخذ بالاعتبار المشاكل التي يمر بها المريض والأحداث المؤلمة التي أثرت عليه، أما عن العلاج فهو يختلف حسب شدة الحالة، إما علاج نفسي للحالات الشديدة باستخدام العلاج المعرفي السلوكي، أو علاج دوائي للحالات المتقدمة كمضادات الاكتئاب ومعالجة القلق.

•  الأرق واضطراب النوم

حالة نادرة للدماغ تسبب القلق المزمن للمريض أو النوم في أوقات غير مناسبة، تختلف أسبابها لكن السبب المتعارف عليه هو القلق والتفكير الزائد عن الحد إما بسبب الخوف من موضوع ما أو الخوف من مجهول، مما يجعل المخ غير قادر على تنظيم سلوكيات النوم والاستيقاظ، وتصبح لديه حالة مرضية تسمى اضطراب النوم، تصيب الشخص بالضعف والنعاس المفرط وتؤثر على جميع محاور حياته وتعيق أي تطور بها، تختلف الأعراض من حالة إلى أخرى بناءً على العمر والمناعة والإصابة بالأمراض الجسدية المختلفة، لكنها تتحول إلى مرض مزمن مع تقدم العمر.

يتم تشخيص اضطراب النوم عن طريق مراقبة المريض وملاحظة الأعراض، أما عن العلاج قد يصف الطبيب المختص الأدوية المنشطة أو الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد يطلب من المريض تغيير نمط حياته والابتعاد عن العادات السيئة التي توتره، مع الحرص على الاسترخاء والتأمل.

• اضطراب اكتئابي

من أشهر أنواع الاضطرابات النفسية، والتي يعاني فيها المريض من اضطراب في المزاج يتسبب في شعوره بالحزن المزمن ونقص تقدير الذات وفقدان الرغبة في الحياة، بالإضافة إلى الهلوسة والأوهام الكئيبة، ويصاحبها العديد من الأعراض الجسدية مثل الصداع وآلام العضلات وفقدان الشهية، والتي بدورها تؤثر على حياته الروتينية وتزيد تفكيره باليأس وبالانتحار، تزداد الإصابة بهذا النوع من الاكتئاب خلال موسم الشتاء للكثير من الأشخاص وفترة ما بعد الولادة للنساء خاصة، تختلف الأعراض من شخص لآخر بناءً على حدة المرض ومدة الإصابة به.

يتم تشخيص الاضطراب الاكتئابي حسب التاريخ العائلي والحالة الشخصية الصحية للمريض والمشاكل العضوية التي يعاني منها، أما عن العلاج يتم باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للأرق، ويحذر الأطباء من ايقاف العلاج بشكل مفاجئ أو تغيير الجرعات بدون استشارة الطبيب، أما عن العلاج النفسي فهو يشمل، العلاج المعرفي السلوكي، وجلسات العلاج النفسي، ويا حبذا لو تم الدمج بين العلاج النفسي والدوائي معًا.

وفي الختام، الاضطرابات النفسية لا تقتصر على المشاكل العقلية المتعارف عليها، وإنما تشمل كافة المشاكل الصحية التي تؤثر على حياة الفرد الاجتماعية والعلمية والمهنية، وقد تكون اضطرابات مؤقتة تتعافى بتعافي السبب أو تكون اضطرابات مزمنة طويلة الأمد وتحتاج إلى رعاية خاصة، لكن بشكل عام لا يوجد أي طريقة نمنع بها الإصابة بالاضطرابات النفسية، لكن هناك بعض الطرق التي تعالج المريض وتخفف عليه الأعراض النفسية والجسدية وتعزز ثقته واحترامه لذاته.

هل تحتاج إلى مساعدة؟

منصة وتطبيق فسرلي تقدم علاج نفسي اونلاين بكل سرية وخصوصية، وتقدم الكثير من الحلول العلاجية لصحة نفسية أفضل وتساهم في تحسين سلوكك ورفع استحقاقك ونوعية حياتك لتكن قادرًا على التعامل مع المحيطين بك بشكل جيد باستخدام أفضل التقنيات العلاجية الحديثة.