أسباب وطرق علاج الحقد والكراهية
الحقد والكراهية من السلوكيات الغير محبوبة و التي نهى عنها الإسلام. حيث تعرف بالرغبة في الانتقام مضمرة في نفس الحاقد حتى يحين وقت النَّيل ممن حقد عليه. وهو إبطان العداوة والكره في القلب والتربص لفرصة الانتقام ممن حقد عليه.
ويتصف الإنسان الحقود بعداوة القلب وقساوته، والحقد محرم بين الناس، لأنه يشيع الكراهية والكيد بينهم، وله نتائج خطيرة على الفرد والمجتمع على حد سواء . ومنها الحسد الذي يجعل الحاقد يتمنى زوال النعمة عن الآخرين فيحزن بنعمة الله لهم ويفرح بمصيبة أصابتهم ويشمت بما أصابهم من البلاء. ويتكلم الحاقد في حق المحقود عليه بما لا يحل من كذب ونميمة وغيبة وربما الافتراء ويفشى سره ويهتك ستره ويعتدي عليه. كما يمنعه حقده من قضاء الدين وصلة الأرحام ورد المظالم الى اصحابها.
وقد تجد فئة من الناس صعوبة في السيطرة عليها فتزداد الأمور سوءا. ويتطور الأمر إلى حقد مدمر ومؤذي بشدة للنفس وللغير، وقد يتطور إلى اكتئاب نفسي يصيب الحاقد ويضعفه. لذا يجب السعي للعلاج من هذا المرض قبل فقدان السيطرة عليه، وحدوث ما لا يحمد عقباه.
سوف نعرفك هنا في هذا المقال من فسرلي أسباب الحقد والكراهية والغل، وكيفية التخلص من الكره والحقد وعلاج هذا المرض النفسي المشؤوم.
أسباب الحقد والكراهية
تتعدد العوامل التي من ِشأنها أن تعلب دوراً هاماً في توليد الشعور السلبي تجاه أشخاص أو جماعات، وفيما يلي أبرزها:
- سرعة الغضب والانفعال: يعتبر الغضب السريع من أكثر أسباب الحقد والكراهية انتشاراً، وذلك أن الانفعال السريع يؤدي إلى زيادة المشاحنات اللفظية والجسدية والتي تعزز من الكراهية بين الناس.
- الخوف من الآخر: ينتج شعور الحقد نتيجة شعور الشخص بالتهديد من الآخرين، الأمر الذي يولد استجابة طبيعية داخلية بالشعور بالحقد والكره تجاه مصدر التهديد.
- عدم الرضا عن الذات: قد يؤدي عدم شعور الشخص بالرضا الداخلي والشعور بأن الآخرين أفضل منه إلى توليد شعور بالكره والحقد على الآخرين.
- المنافسة: قد تتطور المنافسة بين الأشخاص في مجال ما لتأخذ منحى آخر يصل إلى مشاحنات وكراهية بين الأطراف المتنافسة.
- قلة الثقة بالنفس: تؤدي الشخصية المهزوزة والتي تفتقر للثقة بالنفس إلى الشعور بالحقد والغل على الأشخاص الذين لهم كاريزما قوية في المواقف الاجتماعية المختلفة.
علاج الحقد والكراهية
يعتبر التحكم بمشاعر الغضب والانفعال هو الخطوة الأولى في علاج الغل والحقد، كما يجب تعزيز وترسيخ عدد من المفاهيم الدينية والسلوكية والاجتماعية التالية:
- مجاهدة النفس والزهد في الدنيا، والإيمان المطلق بقدرة الله وأنه سبحانه وحده بيده الأمر والنهي لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه.
- حسن الظن بالآخرين. فكلما وسوس الشيطان بسوء الظن للآخرين فيجب على الإنسان التعوذ بالله منه والاستغفار والتوبة.
- من أصابه داء الحقد فإن عليه أن يكلف نفسه أن يصنع بالمحقود عليه ضد ما اقتضاه حقدُهُ فيبدل الذمَّ مدحاً، والتكبُّر تواضعاً.
- أن يضع الحاقد نفسه في مكان المحقود عليه ويتذكر أنه يحب أن يُعامل بالرفق والوُدِّ فيعامله كذلك. وأن يقلع الإنسان الحقود عن غليه وغضبه وكيده، ويصلح سيرته، وأن يصلح من شأنه ويطيب خاطره واثره.
- أن يلين الطرف المحقود عليه ويسمح ويتقبل العذر، وبهذا تموت الأحقاد وتحل المحبة والألفة والمودة.
الدعاء بأن يطهر الله قلوبنا من الغل والحقد والحسد والكيد وترديد «ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا».
في حال الشعور بفقدان السيطرة على مشاعر الكراهية وزيادة الشعور بالتوتر والقلق، فيجب الاستعانة بأحد المستشارين النفسيين للمساعدة في السيطرة على الغضب والانفعال وعلاج الحقد والكراهية والتخلص من هذا الخُلق المذموم.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
إذا وجدت صعوبة في علاج الحقد والكراهية والتخلص من المشاعر السلبية تجاه الآخرين، فبإمكانك التواصل مع استشاري نفسي متخصص عبر منصة وتطبيق فسرلي بكل سرية وخصوصية، حيث تقدم المنصة حلول علاجية متكاملة لتحسين سلوكك ورفع استحقاقك ونوعية حياتك لتكن قادرًا على التعامل مع المحيطين بك بشكل جيد باستخدام أفضل التقنيات العلاجية الحديثة.