التدفق
التدفق! يطرح الكاتب ميهالي كسيسنتميهالي في هذا الكتاب ما يُعرف بالانغماس المطلق في أي عمل نقوم به والذي يوصلنا إلى درجة عالية من التركيز. لا نشعر معها بمرور الوقت. ، ويقدم الكاتب كيفية بلوغ هذه الحالة من الانغماس واستغلالها في العمل والدراسة. وهي تساهم وبشكل كبير في تحقيق سعادة داخلية، وإعلاء سقف الإنتاج.
فيما يخص التدفق, نحن عامة نصل هذه الحالة من التركيز عند الانغماس في بعض ألعاب الفيديو، أو مشاهدة الأفلام. ونحن في مثل هذه الحالات نكون مجرد متلقين. لذلك ينبغي العمل على بلوغ هذه الحالة في كافة أعمالنا ونشاطاتنا اليومية. حتى الأكل والمشي، علما وأن حالة الانغماس تساعدنا على الاستمتاع بحياتنا، وتفادي التشويش من حولنا.
ويرى الكاتب أن الوصول إلى هذه الحالة من التدفق يعتمد على ثلاث عوامل:
• من الضروري تحديد هدف واضح ومحدد للنشاط الذي نقوم به
لأن ذلك يمكننا من أن نقيس مع الوقت مقدار تقدمنا فيه، ويعتبر ذلك حافز لمواصلة العمل. وإلا فقدنا ذلك الحافز وخرجنا من حالة الانغماس، فقياس ما أُنجز من العمل يحمسنا ويعطينا دافعا للاستمرار.
• إن الأعمال التي تتميز بردود الأفعال وسرعة النتائج هي أعمال يسهل الانغماس فيها
لأنها لا تفقدك حماسك واهتمامك، إذ إنها تعرض لك أثر عملك بشكل سريع مما يشجعك على الاستمرار. وتأمل مثلا التصوير الجرافيكي؛ كل عمل تقوم به يعطيك نتيجة معينة وهكذا حتى تصل إلى النتيجة الختامية.
• عليك أن تسعى لتوفير مستوى التحدي في أي عمل تقوم به
، سواء كان عملا صعبا أو سهلا، لأنك خلال العمل الصعب ستغضب وتنزعج ثم تتركه. وإذا كان العمل سهلا ومتكررا فستشعر بالملل وتتركه أيضا. ولتجاوز ذلك ينبغي ضبط مستوى تحدٍّ معين لكل عمل فالصعب تقسمه إلى مهام صغيرة وسهلة، والسهل تحرص خلاله على إنجاز أكبر قدر منه في أقل وقت ممكن. واعلم أن تحديد مستوى التحدي يساعدك في الوصول إلى حالة الانغماس.
ختاما؛
إذا نجحت في الدخول في حالة الانغماس فإن ذلك سيشعرك بسعادة كبيرة. حتى وإن تطلب ذلك جهدا ووقتا كبيرين إلا أن النتيجة ستبهرك وترضيك، وستنسيك ما عانيته في سبيل تحقيقها.