fbpx
الأسرة والطفل

التربية السليمة بلا صراخ!

في التربية السليمة, كثيرا ما يفقد أحد الوالدين صبره أمام بعض تصرفات طفله فيلجأ للصراخ في وجهه ولكن هذا الصراخ هو في نهاية الأمر سلوك سيء لا تُرجى منه فائدة؛ لا للآباء ولا للأبناء.


وفي هذا الكتاب يسلط هال إدوارد رانكل الضوء على ظاهرة الصراخ مقدما نصائح مهمة لتربية الأبناء وعلاقة أسرية من دون صراخ.

يرى الكاتب أنه ولتفادي الصراخ على الطفل إذا أخطأ التصرف، ينبغي للأب أن يكون أبا استباقيا بحيث يربي ابنه ويوجهه نحو التصرفات السليمة. وذلك حتى ينعم بحياة أفضل.


كما وتقوم الاستباقية على رسم الحدود اللازمة بين الأب وطفله وجعل الطفل يشعر أن أباه داعم له وليس مسيطرا عليه، مع تفادي الصراخ في وجهه في كل مرة يخطئ فيها. والحفاظ على هدوئه للوصول إلى حياة أسرية ممتعة.

اعلم أيها الأب المربي أن أهم ما يحتاجه الطفل هو بيئة مناسبة للنمو. وعليك أن تعطيه الفرصة والمساحة المناسبة للاستكشاف ولا بأس بارتكاب الأخطاء فهذا أمر طبيعي. كما أن المحاولة والخطأ يساعدان الطفل على التعلم والاستفادة.


وإذا عبر ابنك عن رفضه لأمر ما فينبغي لك احترام ذلك وتقبله. لأن ذلك يوفر لهم المساحة المطلوبة للنمو عقليا وفكريا. كما أن إعطاء ابنك تلك المساحة يجعلك أنت في المقابل تتخلى عن حس السيطرة.


وعليك أن تدرك أن إجبار الآباء لأبنائهم على تبني معتقداتهم هو أمر قلما ينجح. والحالات تشير إلى أن الكثير من الأبناء الذين قبلوا معتقدات آبائهم في الصغر، غيروها وتخلوا عنها عندما كبروا.


في الواقع إن هؤلاء الأطفال يحبون أن يكونوا أذكى مما تظنه أنت. وهم لا ينفكون عن اختبار آبائهم واستفزازهم.

لا شك أن الطفل وكما قلنا يحتاج إلى مساحة ولكن الحرية المعطاة في هذه المساحة يجب أن تكون لها حدود. نعم هي حرية ممتعة ولكن أيضا لها حدود وعواقب وهذا ما ينبغي للطفل أن يستوعبه. الأمر بسيط؛ اعرف واجباتك وواجبات طفلك.

أمثلة على التربية السليمة:


على سبيل المثال إذا ضايقك ابنك بكسر أشياء ليست ملكه فينبغي أن تعلمه أن لك ليس من حقه وهو خارج حدود حريته. فتخبره أن ألعابه الخاصة مهمة ولا نسمح لأحد بكسرها والأمر سيان بالنسبة لألعاب الآخرين.


دعك من التهديد والعقاب لأن الأجدى والأنجح من ذلك أن تعلمه وتظهر تعاطفك معه وتشرح له الأمور في وقتها.
على سبيل المثال أيضا إذا علمت أن ابنك المراهق يدخن فيجب أن تجلس معه وتناقشه بخصوص ذلك. وتبين له مخاطر ذلك وأنه لا يجب أن نقلد الأصدقاء في كل ما يفعلونه.


عليك أن تدرك أن التهديد الفارغ ليس أقل سوءا من الوعود الكاذبة. لأن كليهما يجعل صورتك في عين ابنك تهتز وهو ما يتسبب في فقدان الثقة بينكما.

هل تعلم من الشخص الذي يجب أن يكون أكثر أهمية بالنسبة لك؟ إنه ليس زوجتك وليس أبناؤك. إنه أنت!
اعلم أن اهتمامك بعائلتك مرتبط ارتباطا وثيقا باهتمامك بنفسك أولا.


إن للحب مستويات بينها الكاتب الفرنسي كليرفو؛ أولها أن تحب نفسك لأجل مصلحتك أنت، وثانيها أن تحب الآخرين لأجل مصلحتك، وثالثها أن تحب شخصا لأجل مصلحته هو، وهو أمر جيد يتجلى فيه نكران الذات، أما رابع هذه المستويات فهو أن تحب نفسك لأجل الآخرين.


وهذا المستوى الرابع هو غين ما يجب أن يكون عليه الآباء، لأن سعادتك الشخصية تساعدك على أن تحظى بحياة جميلة ومستقرة مع عائلتك.


وأيضا لا ننسى قاعدة ثق بنفسك أيها الأب، ولا تقارن نفسك بغيرك من الآباء ولا ابنك بغيره من الأبناء لأن لكل عائلة ظروفها الخاصة، فاحذر من الوقوع في فخ المقارنة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى