الذكاء الاجتماعي
الذكاء أنواع، ومما يوليه علماء النفس اهتماما بالغا الذكاء الاجتماعي والمتمثل في مدى قدرة الشخص على التواصل اجتماعيا ومواجهة ما يعترضه من مواقف.
وفي هذا الكتاب يعرض لنا دانيال جولمان المفهوم الصحيح للذكاء الاجتماعي وإمكانية تطويره.
• الدقة العاطفية وعلاقتها بالذكاء الاجتماعي:
احرص على اكتساب الدقة العاطفية ويكون ذلك بتنمية قدرتك على قراءة تعبيرات الآخرين؛
قد تتعرض في حياتك لموقف ما كأن يداهمك لص، ومن المهم هنا أن تحاول قراءة تعبيرات وجهه وحركاته وذلك سيساعدك على اختيار
الطريقة التي ستحمي بها نفسك.
إن هذه الدقة العاطفية ستفيدك كثيرا خلال مراحل حياتك المختلفة،
فهذه الدقة ستجعلك أيضا تتخيل نفسك مكان الآخرين، وهو ما سيجعلك تتمتع بالذكاء الاجتماعي الذي يساعدك على بناء علاقات اجتماعية ناجحة.
فيكتور بيسونيت أحد علماء النفس يؤمن أن الشخص الذي يتمتع بالدقة العاطفية هو شخص يحظى بعلاقات اجتماعية أكثر قوة واستمرارية من غيره.
• من علامات الذكاء الاجتماعي الشعور بالآخرين:
عندما يحادثك أحدهم فمن سوء الأدب أن لا تعيره انتباهك، فكيف إذا كان محدثك يعاني من أمر ما ويشعر بالحزن؟
كثير منا يوقع نفسه في مواقف محرجة وغير لائقة بسبب ضعف الذكاء الاجتماعي لديه
فهو لا ينتبه لمعاناة غيره، وقد ذهب العالم الياباني توكيو دوي إلى أن هذا يتجاوز
الأفراد أحيانا ليكون سمة لفئة ما أو لشعب ما، وقد ذكر أنه وعند زيارته لأمريكا ووصوله
إلى العائلة التي سيقيم معها سألوه إن كان جائعا أو لا،
ولكنه وبسبب تصرفهم هذا أخبرهم أنه لم يكن جائعا رغم أنه كان جائعا جدا،
فالبنسبة له كان تصرفهم هذا مناف للذكاء الاجتماعي، وكان يجدر بهم أن يلاحظوا شعوره بالجوع من تعبيراته وحركاته.
• كيمياء المخ وتأثيرها على الذكاء الاجتماعي:
وفق دراسة قام بها العالم جيرومي كاجان على مجموعة من الأطفال حيث كان يستبدل ألعابا جديدة
بألعابهم القديمة ليرى مدى إقبالهم عليها أو رفضهم لها، تبين أن المخ يحتوي على مادة كيميائية قد تؤث
ر في مدى مواجهة الشخص للمواقف الاجتماعية التي يتعرض لها، وتجعله يشعر بالخجل ويفضل الانسحاب وعدم المواجهة.
ولكن هذه المشكلة
من الممكن تجاوزها مع مرور الوقت بمساعدة الوالدين
، ولكن من يفشلون في ذلك هم عادة أطفال تعرضوا لتربية خاطئة من قبل آبائهم حيث كان لديهم
خوف مفرط على أبنائهم ولا يسمحون لهم بخوض تجارب جديدة، وعليه فمن الطبيعي أن ينمو هؤلاء الأطفال وينمو معهم خجلهم وخوفهم من المواجهة.
في حين أن الأطفال الذي عاشوا مع آباء يدعمونهم ويشجعونهم على خوض تجارب جديدة
استطاعوا تخطي الخجل والخوف من المواجهة.
وبذلك يكون للتربية دور كبير في تنمية الذكاء الاجتماعي.
• الخوف وعلاقته بالذكاء الاجتماعي:
على عكس ما يعتقده كثير منا فإن الخوف قد يكون محفزا على الذكاء الاجتماعي،
وهنا يسرد المؤلف قصة حفيدته مع الخوف، فعندما كان عمرها سنتين كانت تحب فيلم هروب الدجاج
وهو فيلم مخيف لمن هم في مثل سنها ولكنها كانت ورغم شعورها بالخوف تحبه.
الشاهد ليس كل خوف هو خوف سلبي،
فتعرض الطفل لشيء من الخوف قد ينميه عاطفيا، فقط يجب أن ننتبه لكمية الخوف التي يتعرض لها الطفل،
لأن كل شيء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، ولكن تعرض الشخص للخوف عموما أمر جيد لأن ذلك يجعله جريئا وجسورا.
• امتلاك الذكاء الاجتماعي لا يمنع عن الشخص الانهيار أحيانا:
أثبتت بعض الدراسات أن كثيرا ظن الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي
جيدا قد ينهارون فجأة إذا افتقدوا الدعم العاطفي، فهؤلاء تجدهم يهتمون كثيرا بأحبابهم ويدعمونهم عاطفيا،
ولكن هم أيضا بحاجة إلى الدعم.
وهو ما أكدت عليه الكاتبة لورا هيلين براند حيث نشرت مقالا تتحدث فيه عن فترة معاناتها
من متلازمة الإرهاق المزمن، وكيف وقف زوجها بجانبها ودعمها وساعدها، ولكنه لاحقا أصيب بنفس المتلازمة.
وهذا يؤكد على أهمية التواصل الاجتماعي ودوره في رفع معنويات الآخرين وبخاصة المرضى،
ومحاولة مساعدتهم بطرق شتى لتجاوز محنتهم والتخفيف مما يشعرون به.
• علاقة الذكاء الاجتماعي بالتفوق المدرسي:
كانت ميفا طالبة مشاغبة ولا تهتم بدروسها، ولكن مدرستها باميلا لم تتركها
هكذا وإنما اقتربت منها واستطاعت أن تكون معها علاقة جيدة، وحرصت على مساعدتها
على تحسين مستواها الدراسي بتدارك ما فاتها من دروس، وفعلا تغيرت ميفا
وأصبحت طالبة مجدة والفضل في ذلك لباميلا التي نجحت وبذكائها الاجتماعي في دعم ميفا والنهوض بها.
ختاما؛ الذكاء الاجتماعي يمكننا أولا من فهم ذواتنا وما نريده، ثم فهم الآخرين وبناء علاقات اجتماعية جيدة، تسعدنا وتسعد غيرنا.
كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية موضوع قد يهمك أيضاً أكمل القراءة من هنا