الصدمة النفسية .. أسبابها وأنواعها ومراحلها وآثارها
الصدمة النفسية مفهوم يحمل في طياته الكثير من العقد والآثار النفسية التي تستحق أن نقف عندها لبرهة من الوقت من أجل تقديم العلاج المناسب للقلب المجروح والعودة إلى الحياة الطبيعية بسلامة، في هذا المقال سوف نناقش الصدمة النفسية وآثارها وأنواعها ومراحلها.
ما هي الصدمة النفسية؟
هي استجابة الشخص لموقف يحدث نتيجة المرور بتجربة مؤلمة بشكل مفاجئ أو على عكس التوقعات المحتملة، لتسبب خسارة غير متوقعة وكوارث خارج السيطرة مثل الموت أو الإصابات الجسدية أو الاعتداءات الجنسية، وذلك في حالة عدم كفاية إمكانيات الشخص الطاقية لتخطي الموقف، وشعوره بالعجز عن التقبّل، ويتولد بناءً عليه ضغط نفسي كبير يصيب نفسية الشخص بالأذى ويحطم إحساسه بالأمان، لكن هذا لا يعني أن كل شخص يمر بظروف سيئة سوف يصاب بالصدمة طويلة المدى، فالكثير من الصدمات تختفي بمجرد اختفاء أعراضها.
ما هي مراحل الصدمة النفسية؟
يضع كيوبلر روس الطبيب النفسي الأمريكي نموذج يوضح مراحل الصدمة النفسية وهي:
1. الإنكار
تقبل الصدمة ليس بالأمر السهل، والإنكار هو الطريق الأقصر للحدث، فتبقى عبارة “أنا بخير” “لا يمكن ذلك” هي أول ما يتلفظ به الشخص الذي تعرض للصدمة، طريقة غير واعية للإنكار سواء كانت لفترة طويلة أو فترة قصيرة.
2. الغضب
عندما يدخل الشخص في المرحلة الثانية يدرك حينها أن الإنكار لم يعد يفيد، تنتابه نوبة من الغضب مما حدث، لاعتقاده أن الغضب هو ملجأه لدفن آلامه ومشاعر الحزن التي تخترق صدره.
3. المساومة
المرحلة الثالثة من مراحل الصدمة النفسية هي مرحلة المساومة التي تبث في روح المصدوم الأمل، فهو يتفاوض بها على أي طريقة تمكنه من السيطرة على النفس والتكيّف مع الألم.
4. الاكتئاب
في هذه المرحلة يبتعد الشخص عن الحياة الاجتماعية، يرفض مقابلة أحبائه ويمضي وقته صامتًا لا يتكلم، معتقدًا عدم وجود أي فائدة من حياته، فيدخل في نوبة اكتئاب قد تؤدي به إلى الموت.
5. الاستسلام
مرحلة نهاية الصراع، يستسلم بها الشخص المصاب بالصدمة النفسية وتبقى صدمته جزء من تاريخ حياته، يتذكرها من الماضي، ويمضي متقبلًا مكملًا طريقه بدون أي مقاومة.
ما هي المواقف والأسباب التي تؤدي إلى صدمة نفسية؟
أي شخص يواجه موقف مفاجئ خارج عن توقعاته هو شخص معرض للإصابة بها، وقد يصاب أيضًا بالصدمة بسبب فعل أشخاص آخرون، يشكلون عليه ضغط نفسي ثقيل، ومن المواقف التي تسبب صدمات نفسية هي:
- الحوادث والكوارث الطبيعية.
- العنف الجسدي والإيذاء الجنسي.
- صدمات الطفولة أو مرحلة الشباب.
- التهديد بالإيذاء البدني أو القتل العمد.
- الإهمال والشعور بقلة القيمة وعدم الاحترام.
- الإصابة بالأمراض الخطيرة أو الخضوع للعمليات.
ما هي أنواع الصدمات النفسية وعلاجها؟
معرفة نوع الصدمة التي تصيب الشخص يسهل طرق السيطرة عليها، والتحكم بأعراضها، وحسب مراجع علم النفس يتم تقسيم أنواع الصدمات النفسية إلى:
-
الصدمة الحادة
ضغط نفسي شديد ينتج بسبب حدث واحد صادم وخطير خلال فترة زمنية قصيرة.
-
الصدمة المزمنة
أحداث نفسية متتالية ومرهقة ناتجة عن الإهمال أو سوء المعاملة لفترة طويلة من الزمن.
-
الصدمة المعقدة
التعرض لتجارب وأحداث شديدة الخطورة تهدد الشخص وتفقده إحساسه بالأمان.
-
الصدمة الثانوية
هي صدمة غير مباشرة تصيب الشخص الذي يتصل مع شخص آخر مصاب بالصدمة النفسية.
ما هي الطرق الشائعة لعلاج اثار الصدمة النفسية؟
تترك الصدمة النفسية ندوب وجروح في حياة الأشخاص، خاصة أنه لا يستطيع تجاوزها بسهولة، وتترك آثارها حتى بعد مرور الحدث السيء، لكن يوجد العديد من الطرق التي تساهم في تسريع التعافي، منها:
- العلاج الذاتي: وهي محاولة الشخص المتعرض لموقف صادم تفريغ الطاقة السلبية المختزنة بداخله بسبب الحدث أو الذكرى المؤلمة، من خلال الاسترخاء والتأمل وتنظيم المشاعر.
- العلاج المعرفي السلوكي: وهو علاج نفسي يتم بالكلام مع معالج سلوكي من أجل تقييم الأفكار والمشاعر حول الصدمة وإعادة ضبطها.
- الأدوية: علاج مؤقت لأعراض ما بعد الصدمة، مثل القلق والاكتئاب والتوتر المفرط، ويتم صرفه من خلال طبيب مختص.
وفي الخاتمة، عاجلًا أم آجلاً سوف يمر كافة الأشخاص بحدث صادم خلال مرحلة ما من حياتهم، وسوف يتعرضون إلى الإصابة بصدمة نفسية مرهقة وتبقى آثارها لفترة طويلة من الزمن، لكن البعض منهم سوف يتعافى خلال فترة قصيرة من خلال وضع خطة علاجية فعالة تحسّن من جودة حياتهم، نتمنى أن نكون وضحنا مفهوم الصدمة النفسية وأنواعها وأشكالها في هذا المقال، وانتظرونا في المقال القادم لنتحدّث عن طرق العلاج والتعافي بشكل موسع.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
منصة وتطبيق فسرلي تقدم استشارات نفسية واجتماعية وحلول علاجية لصحة نفسية أفضل لتكن قادرًا على التعامل مع المحيطين بك بشكل جيد باستخدام أفضل التقنيات العلاجية الحديثة.