العاقبة أو النهاية أمر يغفل عنه الكثير من الناس
العاقبة أو النهاية أمر يغفل عنه الكثير من الناس، العاقبة قد تكون في الأمور الاعتيادية أن ينظر في كيف تكون النهاية
والعاقبة تكون في حالة غير اعتيادية أي في حالة انفعال والمراد بالانفعال كل ما يكلف النفس تحمله وقد يتعلق بالجانب النفسي أو الفكري،
فعلى العاقل أن يحترس و يحترز من فوران يحترس من الغضب، وثوران الحمية، و قوة الحقد، و ضرر الجهل،
ومن تمام التفكير أن يعرف في هذا الشيء أمران، الأول: كيف يدفع عن نفسه هذه الانفعالات،
و الثاني: أن يتفكر جيدا في النتائج المترتبة على هذا الانفعالات، و كيف هي صورته عند الانفعال إلى تمامه ،
كيف يرى هو نفسه ، و كيف يراه الناس ،
و هل كل هذا في مصلحته أم لا؟، فليعد للغضب كثيرا من الحلم، وليعد للحمية كثيرا التفكر، و ليعد للحقد كثيرا من الروية،
فإذا أدرك هذه العاقبة اضطر حينها إلى طلب الفضيلة، و من وأبصر العاقبة فأمن الندامة.
وبالمقابل إذا لحق الإيذاء من طرف كثير من الأشخاص سواء من محيطه الاجتماعي و الوظيفي فتعرض للغدر و الإهانة و التعدي عليه،
فعليه أن يصبر و يستبصر في هذه الأمور
و ليعلم يقينا أن صاحب الحق يرجع إليه الحق و لو طال الزمن، و الأولى هنا للعاقل أن يتعظ بما يحصل حوله من قصص وحوادث
تبين له عاقبة من أضمر الشر لغيره، و سعى في الضرر به.
العاقبة أو النهاية أمر يغفل عنه الكثير من الناس، ومن تمام النظر إلى العاقبة
أن يحسب الإنسان تغير الأحوال واختلاف الأوضاع، وليعلم أن لا شيء في هذا الوجود قد يبقى على حاله، ومن الأمثلة البسيطة التي يمكن القياس عليها إفشاء السر وإذاعته،
فقد يضيق به سره ويفشيه غيره ثم يندك عليه، وفتح عيونه وأمعن نظره فإن الخوف من مرارة العاقبة أمرٌ يعفي على حلاوة العاجل.
العاقبة أو النهاية أمر يغفل عنه الكثير من الناس، والأحسن
من ذلك كله أن يتجه الشخص إلى مشورة من يجمع بين القوة العلمية و النظر الثاقب والأمانة و الديانة،
فإنه يجد في آرائهم و كلامهم ما يكن ختامه مسك في كل الأحوال، فإن من يحظى بأجل الخبرة ويسعد بحميد العاقبة.
و مما ينبغي أن يحذره الإنسان هنا و جدير أن يعلمه أن غلبة الطبيعة تبطل المعرفة وتنسى العاقبة ولو كانت المعرفة ثابتة لكانت هي الغالبة،
فلتكن إذا معرفة طبيعة طبيعة الإنسان و طبيعة العاقبة بنفس المقدار و الأهمية، و المعرفة جد مهمة هنا، فقد وجدنا كثير من الحكماء و العلماء يحذرون من بعض الأمور و السلوكيات الخاطئة للأفراد و المجتمعات،
و يبينون كيف تكون نهايتهم، فمن أبصر فقد أبصر لنفسه و من عمي فقد عمي عليها، و خير من هذا كله أن يلتزم الإنسان طريق السلامة فلا يغامر بنفسه و لا بغيره ،
و لا يتحمل من المسؤوليات ما يكون وبالا و خسارة عليه ، و يكون أيضا بحمل النفس على الرضى بما هو عليه و بما قدر له في كل عاقبة محمودة ،
وليحذر أيضا من الغفلة عن النظر في عن كل عاقبة مذمومة.
ومن أهم ما لا ينبغي الإغفال عنه، بل يجب أن يستبين أمره، ما يتعلق بحسن الختام بأن يتوفى الشخص على أحسن حال على المستوى النفسي و البدني و الديني،
و الأكثر من ذلك أن لا يغفل عن كيف يلقى الله سبحانه على تمام الرضى.