fbpx
الاستشارات النفسية

العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري: الخطوات والتقنيات والتمارين

هل تركت الموقد يعمل؟، هل أغلقت الباب جيدًا؟، هل نظفت يدي من الجراثيم؟ هل أكرر الوضوء والصلاة؟

جميع هذه الأسئلة وغيرها هي هواجس نفسية تنبثق من داخل الأشخاص بدون قيود عليها، لتثير في داخلهم مشاعر الشك والقلق بشكل غير مقبول، إنه الوسواس القهري، جملة قصيرة تحمل بين حروفها الكثير من الأفكار الوسواسية والمخاوف غير المنطقية، شكوك تتحول إلى طقوس تتمثل في أفعال تسبب الضيق والقلق، وتصرفات تعيق ممارسة الحياة العادية بشكل طبيعي.

ويجهل الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري أهمية العلاج النفسي السلوكي، ويحرمون أنفسهم من تجربة العلاج السلوكي المعرفي الذي أثبت فعاليته العالية في معالجة هذا الاضطراب النفسي الصعب، إما بسبب اعتقادهم أنها حالة مؤقتة أو أنها غير حادة ولا تستحق الخضوع للعلاج، في الحقيقة مرضى الوسواس القهري في أمس الحاجة للحصول على المساعدة والعلاج، سوف نتكلم في هذا المقال عن مفهوم العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري بالتفصيل..

ما هو العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري؟

يتصف مرضى الوسواس القهري بالبصيرة المنخفضة، فهم يدركون وجود خطأ ما لكنهم ينكرون ذلك، معتبرين أنها وصمة عار قد تغير نظرة المجتمع لهم، لكن في الفترات الأخيرة بدأت تتلاشى هذه الأفكار من المجتمعات، وخاصة بعد ظهور علاج سلوكي للوسواس القهري، وهو علاج نفسي بالكلام قصير الأجل، يستخدم به المعالج السلوكي أدوات وتقنيات منهجية تنتزع الأفكار المتطفلة التي تراود مريض الوسواس وتغرقه في مستنقع القلق والخوف المستمر.

برنامج العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

وضع آرون بيك مؤسس فكرة العلاج المعرفي السلوكي نهج يعتمد على التحليل النفسي على شكل برنامج يتضمن 3 تقنيات رئيسية لعلاج الوسواس القهري، وهي:

  • التعرض الواقعي

هو تواجد المريض في بيئة مليئة بالمواقف والأحداث المثيرة للقلق والضيق فترة كافية، من أجل استفزاز وسواسه منها، فالمواجهة المعتمدة تقلل من الشعور بالقلق من تلقاء نفسه، فمثلًا لو يشعر الشخص بالاشمئزاز من التواجد في الأماكن العامة بالتعرض سوف يتعلم عدم الهروب من الأماكن العامة، لأن البقاء بها فترة كافية سوف يقلل الشعور بالقلق، وسوف تعتاد عليها ولن تبقى منزعجًا منها للأبد.

  • التعرض التخيلي

هو تصوّر المريض في ذهنه الضرر الناتج من الأفكار المخيفة التي في خياله، وطرق مواجهتها، على سبيل المثال يتخيل مريض الوسواس أنه نسي الموقد يعمل وحدثت الحريق ويتصور في عقله صور مفصلة للحريق، تدريجيًا سوف تختفي الفكرة من ذهنه ويقل الوسواس القهري المرتبط بهذه الفكرة.

  • الوقاية من الطقوس

من أحد تقنيات علاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري هو منع السلوكيات الطقوسية التي يقوم بها مريض الوسواس، فمثلًا مغادرة المطبخ دون فحص الموقد أكثر من مرة، سوف تكسر هذه التقنية الارتباط الحاصل بين الشعور بالضيق وبين الأفعال والسلوكيات التي تثير الشعور بالضيق، نعلم أنها ليست تقنية بسيطة وسهل التطبيق، لهذا السبب يقوم المعالج السلوكي بتعليم المريض كيفية التوقف عن هذه الطقوس بطرق فعالة وسهلة.

تمارين العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

يوجد العديد من التمارين الناجحة التي يستخدمها المعالج السلوكي في علاج اضطراب الوسواس القهري، ويمكن أيضًا أن يقوم بها المريض بنفسه في المنزل حينما تراوده الأفكار الوسواسية

  • التدريب على التعود

يقوم المعالج السلوكي بالطلب من مريض الوسواس القهري بذكر الأفكار المهووسة التي تخيفه، والمشاعر التي تجعله يشعر بالضعف وفقدان السيطرة ويدونها بالقلم على دفتر الملاحظات، أو يسجلها بالصوت ببطء من أج إبطاء التفكير السلبي والتخفيف من حدة التوتر بالتدريج .

  • التدريب على الاسترخاء

  • أثناء الخضوع للعلاج السلوكي يتعرف المريض على طرق للاسترخاء وتقليل التوتر، من خلال التأمل أو تهدئة الذات وغيرها من الطرق التي تقوي اتصال المريض الذاتي مع نفسه، وتقلل الصراعات الداخلية.

    التدريب على التنفس العميق

القيام بالتنفس العميق من الأنف لثواني معدودة وحبس الأنفاس ثم التنفس مرة أخرى مع التكرار المستمر، تعتبر وسيلة رائعة للتخلص من الطاقة السلبية وإراحة العقل من الأفكار الوسواسية.

  • تمارين التركيز

تمرين رائع لإعادة الشخص للحظة الحالية، ننصح مريض الوسواس القهري بالذهاب إلى مكان مريح سواء داخل المنزل أو خارجه للتصوّر والتخيّل ثم العودة للحظة الحالية بهدوء وأمان.

خطوات العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

تمر جلسات العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري بخطوات مختلفة تمكن المعالج السلوكي من مساعدة المريض على السيطرة على أفكاره وردود أفعاله وهي:

أولا: جلسة التثقيف النفسي

في هذه الجلسة يتعرف المعالج على أعراض الوسواس القهري وطبيعة الاضطراب التي يتعرض له المريض، والأسباب الكامنة وراء الوسواس القهري، يراعي هنا المعالج الفئة العمرية للمريض ومستوى وعيه وإدراكه ونموه العقلي والجسدي.

ثانياً: جلسة التقييم الشخصي

هنا يتم تقييم شخصية المريض وطرق مواجهته للمشكلة وما إذا خضع المريض لأي علاجات سلوكية أو دوائية مسبقة، ويتم ذلك بمراعاة الخصائص الاجتماعية والثقافية للمريض، من أجل تحديد طرق مواجهة الوسواس التي تناسبه.

ثالثاً: تقييم العواطف

يقوم المعالج السلوكي بتقييم المشاعر التي تثير الخوف لدى مريض الوسواس، يستخدم المعالج أسلوب تصنيف الأفكار والطقوس باستخدام أدوات معيارية معينة، يتمكن من خلالها تقييم مدى صعوبة أو سهولة مقاومة أعراض الوسواس القهري.

وأخيراً، يعد العلاج السلوكي من أنسب العلاجات وأكثرها قدرة على تقليل مخاطر انتكاسات الوسواس القهري، عبر تصميم برنامج برنامج مخصص للوسواس القهري يساعد المرضى في تصحيح الأفكار السلبية والهواجس النفسية المضطربة، ويمكّنهم من إصدار أفكار عقلانية تحميهم وتحمي الآخرين من خطورة الموقف، وتعيدهم إلى الجانب الآمن، بالتعرض وبالمواجهة وبعدم ممارسة أي طقوس يدرك مريض الوسواس القهري عدم وجود ضرر حقيقي يؤذيه.

لا تتردد في طلب المساعدة

يمكنك عبر منصة وتطبيق فسرلي التواصل مع استشاري نفسي متخصص يساعدك في التخلص من الوسواس القهري عبر العلاج المعرفي السلوكي بكل خصوصية وأمان، كما تقدم المنصة الحلول العلاجية لصحة نفسية أفضل وتساهم في تحسين سلوكك ورفع استحقاقك ونوعية حياتك لتكن قادرًا على التعامل مع المحيطين بك بشكل جيد باستخدام أفضل التقنيات العلاجية الحديثة.

اطلب استشارتك الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى