fbpx
الاستشارات النفسية

الفوبيا: أسبابها وأعراضها وأنواعها وطرق علاجها

لا شك أن الخوف هو من المشاعر الفطرية الموجودة عند كافة البشر، وهو عبارة عن استجابة طبيعية للجسم عند وجود مصدر للتهديد أو خطر على الحياة، ولكن هناك مخاوف مفرطة تتواجد عند بعض الأشخاص تجاه أشياء معينة تجلعهم يشعرون باضطراب انفعالي وقلق كبير، حيث تعرف هذه الحالة بالفوبيا.

ويصنف العلماء الفوبيا بالمرض النفسي، وذلك لإدراك الشخص بأن مخاوفه غير عقلانية وليس لها أي مبرر، ولكنه يجد صعوبة في التخلص من هذه الحالة المرضية، الأمر الذي يدفعه إلى لمراجعة طبيب لمساعدته على العلاج.

ويوضح علم النفس الفرق بين الخوف والفوبيا في أن الخوف العادي يستثار عندما يكون هناك موضوع أو موقف خارجي يهدد كيان الشخص، وهو انفعال طبيعي لمواجهة المواقف سواء بالدفاع أو الهروب، وبالتالي الحفاظ على الحياة، أما الفوبيا فهي خوف شديد وغير عقلاني واحساس ذاتي بعدم ارتياح مرتبط بحالة معينة أو كيان معين، حيث تسبب القلق الشديد المصحوب بأعراض جسدية.

ومن خلال هذا المقال الشامل الذي نقدمه لكم عبر مدونة فسرلي، سنوصح معنى الفوبيا وأسبابها، وأنواعها، وأعراضها وطرق علاجها والتخلص منها.

معنى الفوبيا

هي الرهاب أو الخوف المرضي والناتج عن رد فعل مصحوب بخوف مفرط وغير منطقي، يحس فيه المريض بخوف عميق أو ذعر عندما يواجه مصدر هذا الخوف أو العامل المحفز له، ويمكن أن يكون الخوف من مكان أو موقف أو شيء معين، وعلى عكس اضطرابات القلق العامة، عادة ما يرتبط الرهاب بشيء محدد ومستمر.

ويتراوح تأثير الرهاب من مزعج إلى معيق شديد، إذ غالبًا ما يدرك الأشخاص الذين يعانون من الرهاب أن خوفهم غير منطقي، لكنهم لا يقدرون على القيام بأي شيء حيال الخوف ومصدره، ويمكن أن تؤثر مثل هذه المخاوف على الأداء بالعمل والمدرسة والعلاقات الشخصية.

أسباب الفوبيا المرضية

مازالت الأسباب المباشرة للفوبيا المرضية غير معروفة، ويحاول العلماء الربط بين عوامل اجتماعية ونفسية وثقافية وبين الإصابة بها، وقد توصل العلماء إلى وجود علاقة مباشرة مع هذه العوامل:

  • الوراثة: ربط العلماء بين المخاوف المبالغ بها عند الأبناء وعند الآباء وتبين أن هناك ارتباط جيني وراثي في تناقل هذا الاضطراب تجاه أشياء معينة.
  • مواقف سابقة: استنتج العلماء بأن الأشخاص الذين تعرضوا لحدث أو موقف أليم في الماضي يجعله يراكم أفكار سلبية في دماغه تتحول فيما بعد إلى مصدر قلق مفرط.
  • تعاطي المخدرات: يؤثر تعاطي المواد المخدرة وبعض الأدوية على سلامة التفكير وتكوين مخاوف غير مبررة.
  • الاكتئاب: ويؤثر من خلال الاضطرابات السلوكية الكبيرة التي ترافق الشخص المكتئب الأمر الذي يولد حالة من الذعر لديه تجاه كيانات معينة.

أنواع الفوبيا وأسمائها

هناك أنواع مختلفة للمخاوف تم اعتمادها كاضطراب قلقي من خلال منظمة الصحة النفسية العالمية، وذلك بناء على تقسيم الأشخاص على حسب الشيء الذين يشعرون بالخوف تجاهه، ومن أكثرها شيوعاً:

  • فوبيا الثقوب أو النخاريب:

وهي من أكثر المخاوف المرضية شيوعاً، يعاني فيها الشخص بالانزعاج الشديد والنفور والاشمئزاز، وذلك عند رؤية ثقوب أو أشكال مخرمة أو دوائر قريبة من بعضها ضمن نمط معين.

  • فوبيا المرتفعات:

وذلك عند التواجد في أماكن عاليا كالوقوف على الجسر أو سطوح المباني أو حتى ممارسة الرياضات المرتفعة مثل التسلق أو الطيران المظلي أو ركوب المنطاد و الخوف الشديد بمجرد النظر من النافذة.

  • فوبيا الاماكن الضيقة:

وهي حالة خوف وذعر تصيب بعض الأشخاص عند وجودهم في محيط ضيق مثل التواجد في في غرفة بلا نوافذ أو الاحتجاز في مصعد مزدحم أو القيادة على الطريق السريع المزدحم. 

  • فوبيا الدم:

وتعرف هذه الحالة أيضا بالهيموفيليا وهي الخوف من الدم والجروح. ومن يعانون من هذا النوع من الرهاب لا يكونون قادرين على اجراء تحليل الدم أو رؤية الإبرة و حتى من المستحيل أن يتمكنوا من التبرع بالدم. وقد يؤدي بهم الحال الى تسارع دقات القلب و التعرق و أخيرا الإغماء في بعض الحالات الشديدة.

  • فوبيا الطيران:

يعاني الكثير من الأشخاص من الخوف من الطيران أو ركوب الطائرة. من جهة أخرى، قد يكون هذا الشعور مرتبطا بمخاوف أخرى، مثل الأماكن المغلقة أو الخوف من المرتفعات. وقد وضعت الكثير من شركات الطيران خطة للتعامل مع هذه الحالة .

  • فوبيا الكلاب:

يتولد الرهاب إثر صدمة تعرض لها الشخص في مرحلة الطفولة.. رهاب الاحتجاز  يشعر الشخص الذي يعاني من الرهاب بضيق في التنفس، والدوخة، وتسارع دقات القلب فضلا عن التعرق المفرط حين التواجد في أماكن صغيرة أو ضيقة كركوب المصعد أو الدخول في نفق / فيعتقد أنه بذلك سيختنق و يتوقف عن التنفس.

  • فوبيا العواصف:

هو الخوف غير العقلاني من العواصف الرعدية والبرق. وتنتشر هذه الحالة خاصة لدى الأطفال، ويكون لها أعراض مختلفة مثل عدم انتظام دقات القلب،والتعرق، والذعر والغثيان. وغالبا ما يلجأ الأطفال للإخباء تحت السرير أو في الخزانة أو في غرفة دون نوافذ.

  • فوبيا الليل:

بعد حلول الظلام، يبدأ الأطفال بتخيل الخيالات والأشباح و صورا مشوهة للواقع و جميعها تكون من وحي خيالهم.

  • فوبيا العناكب:

تعتبر هذه الحالة أحد أنواع الخوف غير المنطقي من العناكب ، و قد يحرمون من بعض جماليات الحياة الاجتماعية فعلى سبيل المثال قد يرفضون الخروج برفقة أصدقائهم للذهاب للحدائق.

أغرب أنواع الفوبيا

  • البعبع (Bogyphobia)
  • النمل (Mirmecofobia)
  • قيادة السيارة (Driving phobia)
  • القيء (Emetophobia)
  • الماء (Aquaphobia)
  • المصعد (Escalaphobia)
  • اللمس (Haphephobia)

أعراض الفوبيا الجسدية والنفسية

تختلف الأعراض عن الأمراض النفسية الخطيرة مثل الفصام، ففي الفصام، يعاني المريض من هلوسة بصرية وسمعية، وأوهام، وجنون العظمة، أما الفوبيا فبرغم كونها غير منطقية إلا أن الأشخاص الذين يعانون منها لا يفشلون في اختبار الواقعية.

أكثر أعراض الفوبيا شيوعًا وتعطيلًا هي نوبة الهلع، وتتضمن ميزات نوبة الهلع الناتجة ما يلي:

  • تسارع النبض.
  • ضيق في التنفس.
  • سرعة الكلام أو عدم القدرة على الكلام.
  • جفاف الفم.
  • اضطراب المعدة.
  • الغثيان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • رجفة بالجسم.
  • آلام في الصدر مع ضيق.
  • إحساس بالاختناق.
  • شعور بالدوار أو الدوخة.
  • غزارة العرق.
  • شعور بالهلاك الوشيك.

علاج الفوبيا

يمكن أن يتضمن علاج الفوبيا والرهاب المرضي بمختلف الأنواع تعديل سلوكيات وتمارين علاجية أو أدوية أو مزيجًا من كليهما، وذلك وفقاً لما يقرر الأخصائي النفسي، وفيما نبذة مختصرة عن كل منهما:

  • العلاج السلوكي المعرفي

 هو العلاج الأكثر شيوعًا ويقوم على تعريض الشخص لمصدر الخوف في بيئة مراقبة لمراقبة سلوكياته وتقييم أدائه الدوري لزيادة أو تقليل محفزات الخوف لديه، هذا العلاج يمكن أن يطمئن ويقلل من القلق.

ويركز العلاج على تحديد وتغيير الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة وردود الفعل السلبية للحالة الخائفة، باستخدام تقنيات العلاج السلوكي المعرفي الجديدة يتم وضع المريض في واقع افتراضي لتقريب الشخص من مصدر رهابهم بأمان دون الحاجة إلى وضعهم بشكل واقعي مع محفزات الخوف.

  • العلاج الدوائي

يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق في تهدئة ردود الفعل العاطفية والجسدية للخوف، وفي كثير من الأحيان، يكون الجمع بين الأدوية والعلاج المهني هو الأكثر فائدة.

ويمكن تعزيز سبل الوقاية من خلال تثقيف الناس بهذا المرض، ليتعاملوا معه ويعلموا كيف يعاملون أحبائهم المصابين، ويستهدف التثقيف بالمقام الأول الأفراد المعنيين الآخرين كمعلمي الأطفال لتكون لديهم أدوات فعالة في منع حدوث الفوبيا أكثر من أي وقت مضى.

كيف يمكن التغلب على المخاوف؟

هناك طرق يمكن للأفراد الذين يعانون من فوبيا العمل بها من أجل التغلب على مخاوفهم، وتشمل هذه الاعتراف بالمخاوف والتحدث عنها، والامتناع عن تجنب المواقف التي قد تكون مرهقة لهم، وتخيل أنفسهم دائما يواجهون مخاوفهم، مع إعطاء عبارات إيجابية لأنفسهم مثل “سأكون على ما يرام”، ففرص العلاج تزيد عندما يتم دمج طرق المساعدة الذاتية مع العلاج النفسي لفترة وجيزة، بل قد يحقق المرضى تحسنًا كبيرًا في أدائهم تجاه محفزات الخوف.

هل تحتاج إلى مساعدة؟

يمكنك عبر منصة وتطبيق فسرلي التواصل مع استشاري نفسي متخصص يساعدك في علاج الفوبيا والمخاوف المرضية بكل خصوصية وأمان، كما تقدم المنصة الحلول العلاجية لصحة نفسية أفضل وتساهم في تحسين سلوكك ورفع استحقاقك ونوعية حياتك لتكن قادرًا على التعامل مع المحيطين بك بشكل جيد باستخدام أفضل التقنيات العلاجية الحديثة.

اطلب مساعدة من استشاري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى