fbpx
الاستشارات النفسيةتحليل الشخصية

النفس بين أعتاب الفرح و تبعاته

النفس بين أعتاب الفرح : الفرح شعور شخصي وارد عن حصول ما يعتبره الإنسان خيار له،

فيغير مزاجه حتى يتسم بالخفة، وتميل النفس إلى التعبير عنه بأنواع الابتسامات و الضحك و قد يزداد الأمر إلى الرقص و الطرب ،

و يتوسع لتبقى لذته وقتا طويلا ، تتخلله لذة الإنجاز و الحظ والانتقال من مرحلة إل أخرى تتسم بالحلاوة و الاستقرار ،

هذا في غالب الأمر ، وقد يكون عبى نيل المراد في أنواع من الخصومات والصراعات أو حدوث شفاء إلى غير ذلك من الأسباب ، وأسوأ أنواع الفرح أن عن جناية و جرم و جريمة ،

بالاعتداء على ما يعتبر ممنوعا و مدفوعا ، كفرح شارب الخمر بحلاوة الشراب و طرب الصاخب في المجلس ،

و بمن حوله من الندماء و الأصدقاء و غير ذلك من صروف المنهيات التي يأبى عقال الناس مقاربتها و ينأون فيبتعدون عن مقارفتها ،

فإن من القرف التلف كما لا يخفى . و إذا كان الأمر كذلك، كان لزاما على العاقل أن يفقر بين الفرح الذي هو ترياق و دواء ،

وبين الفرح الذي هو كالسم باق ، و إنما تظهر آثاره ، إذا اشتدت في النفس أنهاره ،

خاصة إذا وقعت سكرة الفرح ، فتحاشى عن النفس تلك الآثار الوخيمة بعد انتهاء النشوة و ذهاب الشهوة ، فالفرح لذة تعم جميع البدن ، و تستشعرها النفس في كيانها .

تبعات الفرح:

لا بد هنا من التنبيه على أمور ضرورية، وهي أن لا تتسع دائرة الفرح ، ولا أن تمتد أكثر من مدتها المعلومة ،

و التي يقتضيها واقع الحال ، فإن التأمل و الفرح بعير الشيء الحادث و لا المتوقع ،

ضرب من الخيال تعيش به النفس في أحلامها ، لتستفيق ربما على خيبات صادمة ، و وعود كاذبة ،

و خير الأمور أن يتزن فيها الإنسان فيحكم الإنسان عقله بين ما هو ممكن و مستحيل ، مع تغليب شيئ من الرجاء و الأمل ،

دون الاسترسال في الفرح و قد خفيت أسبابه ، فلربما بعد ذلك يطول غيابه،

ولهذا كان الجيل الأول من الحكماء و العلماء و العقال يصونون قلوبهم عن الفرح بكل شيء دق أو جل.

وقد يكون في الفرح إذا اشتد في النفس إلهاء عن كثير من الواجبات اليومية والوظائف الحياتية

، كالفرخ بالغنى والولد والمال، وسائر وبقية الأعمال، فإن الفرح سلطان قد يدعو النفس

إلى الانبساط بأنواع الاكل والشراب واللباس، وهنا ينبغي أن يتبه الإنسان إلى أمر مهم،

وهو أن النفس إذا كانت تميل إلى الانبساط عند الفرح، فإنها قبل الفرح قد تدعو إلى تحصيله بكل طريق وسبب مهما كان.

وليحذر من يفرح أن يظهر فرحه في الوقت غير اللائق، خاصة عند المحزون والمصاب،

الذي يكابد من ظروف الحياة المشاكل والأوصاب، فإن مسايرة المحزون بمواساته أولى من إظهار الفرح في أوقاته،

إلا إذا تنازل فأذن بذلك، رغم من يجده من الأسى، وقد يظهر هو الفرح رغم ما يكابده.

ومن أسمى أنواع الفرح، الفرح بالله سبحانه فيما قضاه وقدره، من أنواع التوفيقات،

وما أتمه من جميع المسرات، وهذا يستوجب الجمد كما يستوجب التهاني، فإن هذا من طيب الأوقات وأجمل الأماني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى