fbpx
الأسرة والطفل

تعلمي كيف تربي طفلك بعيدا عن تأثير المجتمع والبيئة المحيطة!!!

كيف تربي طفلك تربية سليمة نفسيًا بعيدًا عن المؤثرات الخارجية

تسعى كل أم للإجابة عن سؤال كيف تربي طفلك الهام جدًا في حياتها منذ بداية زواجها وبدء الحمل، إننا وإن كنا بالأمس لا يروقنا تدخل الأجداد والخال والعم في تربية أبنائنا، فإن أبناءنا اليوم قد باتت تربيهم معنا الأجهزة الذكية والشبكة العنكبوتية وما يُبث لنا من خلالها.

فما الحل لتفادي تأثير المجتمع في تربية طفلك؟ وكيف تربي طفلك تربية آمنة سليمة؟

أساسيات الإجابة عن سؤال كيف تربي طفلك

تنبني علاقتك بطفلك على ثلاث أساسيات:

  • الحب: ينبغي أن تجعل طفلك يشعر بأنه محبوب ويلمس ذلك، وليس المقصود هنا بالحب الاهتمام المبالغ فيه، والذي يؤدي إلى التدليل المفرط الذي يدمر شخصية  الطفل ويضعفها، وإنما المقصود الحب الذي يشعر الطفل بحنانك وودك ولطفك مما يؤثر إيجابا على صورته الذهنية التي هو بصدد رسمها عن نفسه.

والمحبة التي يشعر بها الطفل بين أهله هي التي تجعله يتأثر بهم، فلا يمكن لشخص أن يتأثر بشخص لا يحبه وليس بينهما ألفة.

وهذا أيضا يعزز من ثقة الطفل بنفسه، فإن رأيت طفلك يسعى لكي يحظى باهتمام أصدقائه فاعلم أنه يفتقد لذلك منكم أنتم أهله.

وهذا الحب أيضا يمكنك من زرع القيم والمبادئ الأخلاقية التي تريد في طفلك، ولأن الطفل فطريا يراك قويا قادرا على كل شيء فمن المطلوب أن تستغل هذه النظرة جيدا لإشباع رغبات واحتياجات طفلك، فكل ما يحتاجه الطفل أن يكون محل اهتمام وحب وثقة، فإن أنت منحته ذلك منحك الطفل في المقابل لينا وتجاوبا يساعدك كثيرا على تربيته.

هل تعلم أن أهم ما يشد طفلك إليك ويجذبه نحوك هو ابتسامتك؟ نعم، تعابير ابتسامتك وتعابير وجهك تشعر طفلك بالارتياح، وحاول أن تعرف الأشياء المفضلة والمحببة لديه وفاجئه بين حين وآخر.

ثم إياك وضيق الصدر وقلة الصبر في معاملتك لطفلك لأن ذلك يشعره بأنه ليس محبوبا فينطلق للبحث عن المحبة والاهتمام خارج إطار البيت.

وإن وجد ضالته فسيبدأ بالتنازل تدريجيا عن المبادئ والقيم والأخلاق التي تربى عليها، وستبدأ أنت بإلقاء اللوم عليه، في حين إنك لو اهتممت به وأعطيته الحب والحنان والاحترام ولبيت احتياجاته العاطفية لما ذهب يبحث عنها بعيدا.

أنت كأب تحتاج إلى تغيير نمط تعاملك مع طفلك إن كنت حاد الطبع، وثق تماما أنه سيتغير بتغيرك أنت.

أساسيات التعامل مع الطفل:

  • اللين لا يعني الضعف: يجب أن يكون ذلك وسطا فلا تدليل مفرط يضعف شخصية الطفل.

وأهمية الابتسامة وانطلاقية الوجه والحديث مع الطفل بطريقة محببة لدى الطفل تغذي فيه قبوله الاجتماعي.

الحزم:

  • والحزم لا يعني الشدة وحدة الطبع والانفعال والعصبية،
  • الحزم هو جعل الطفل يدرك مدى سلطتك عليه،
  • وأنك قادر على إملاء أوامرك عليه متى شئت ودون أن يضطرك ذلك للانفعال في كل مرة،
  • فقط تحتاج إلى الجدية في ملامح وجهك والنظر إلى عيني الطفل بثقة وجدية.

عليك أن تجعل طفلك يفرق بين خطي الجد والمزح لديك، وإياك أن تجعله يشعر بأن أوامرك وقراراتك التي تمليها عليها قابلة للأخذ والرد، نعم تناقشه وتجادله بشأنها ولكن على الطفل أن يعي أنه وفي نهاية المطاف سينفذ ما أمرته به، أما إن كان في أوامرك ضعف وتأخذ وتعطي مع طفلك بشأنها وقد تستجيب له أحيانا، فهذا سيقلل من احترام طفلك لك، وسيجعله في المستقبل يتمرد على قراراتك والمبادئ التي ربيته عليها، لأنه يراك شخصا مزاجيا تتأرجح بين نعم ولا.

وجود الحزم يشعر الطفل بالأمان داخل البيت، وحتى إن غبت فستكون لديه رقابة ذاتية وهذا سنتحدث عنه بعون الله في مقال منفصل على مدونة فسرلي الإبداعية.

لا تجعل طفلك يشعر بشكك فيه وارتيابك منه لأن هذا قد يقوده للزلل والكذب، فإن ارتبت من أمر ما راقبه ولكن دون أن ينتبه لمراقبتك.

الحوار الإيجابي:

  • وهذا لا يعني الحوار التوجيهي الذي يقوم على الأمر والتوجيه،
  • وإنما الحوار الإيجابي أن تتعرف على طفلك كشخص؛
  • ودعه يعرف تفاصيل يومك، فالطفل بصدد التعلم والتشبع منك والتطبع بطباعك،
  • فدعه يعرفك عن كثب، وفي المقابل تعرف أنت على تفاصيل يومه،
  • وانظر فيما قد يواجهه، والشبهات التي قد تعرض له،
  • خاصة في زماننا هذا حيث الانترنت والأجهزة الذكية وما يبث من خلالها،
  • بل إن فئة الأطفال والمراهقين فئة مستهدفة بالترويج لما يهدم دينها وأخلاقياتها،
  • فإن لم يتوفر حوار إيجابي بينك وبين طفلك، وعرضت له شبهة ما أو سؤال ما،
  • فحتما سيبحث طفلك عن الإجابة خارج البيت وعند غيرك،
  • وهذا “الغير” قد يكون الشخص غير المناسب لطرح السؤال،
  • وقد يجيب طفلك إجابة خاطئة تكون لها آثار سلبية وعواقب وخيمة،
  • وعليه فمن الضروري جدا أن تخلق بينك وبين طفلك حوارا إيجابيا أساسه الثقة والمودة.

ما يجب فعله أثناء الحوار مع الطفل

وأثناء حواركما، لا تستهن بطفلك وقدرته على الفهم والاستيعاب، فالأطفال لديهم قدرة عجيبة على التقاط المعلومات والكلمات، وعند حديثك معه ستتفاجأ أنه يستعمل نفس أسلوبك أنت، واسأله عن تفاصيل يومه بطريقة ذكية لا تشعره بأنه تحقيق.

نحن عادة نستغرب من علاقة الطفل بأصدقائه التي تصل أحيانا حد الذوبان! لم؟ لأن الطفل يجد في صديقه الطفل تشابها ولا يشعر بالاستعلاء  الذي يتولد من كون هذا أب وهذا ابن وبالتالي العلاقة بينهما يجب أن تكون قائمة على الحزم والشدة!

  • وهذه الفوارق تذوب بينه وبين أصدقائه فيقلدهم ويتأثر بهم، وينجذب نحوهم شيئا فشيئا.
  • عليك كأب أو كأم  كمربي عموما أن تعي أن جميع من حولك يساهمون بشكل أو بآخر في تربية طفلك والتأثير عليه،
  • ولأن الحياة قد تغيرت فقد أصبحت تربية الطفل تحتاج من الآباء إلى تعلم أساسيات التربية:
  • حتى تكون أنت المربي الوحيد لطفلك، والمؤثر الوحيد في شخصيته،
  • وبالتالي فإنه حتى لو قابل في حياته أناسا سيئين فلن تخشى عليه لأنك قد كونت عنده أرضية صلبة؛
  • من الأخلاق والقيم وعليه فإنه سيرى تصرفاتهم السيئة بعين الناقد والرافض لها لأنها تخالف ما تربى عليه وغرس فيه.

ولكن اعلم أن من محظورات الحوار الإيجابي ما يفعله بعض الآباء من الجلوس والحديث أمام الأطفال بما لا يليق، أو بأمور تعد خطرا على الطفل، بل يجب أن تكون هناك خطوطا حمراء في المواضيع المطروحة أمام الطفل، ولكن يمكنك تحذيره من أشياء خطرة بطريقة ذكية دون الخوض في التفاصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى