فن اللامبالاة
إنَّ الإفراط في الاهتمام بالأشياءِ والأهدافِ غالبًا ما ينالُ منّا بالتّأثيرِ سلبًا على ذواتِنا وحياتِنا. وفي هذا الكتاب «فنّ اللّامبالاة» يطرح الكاتب مارك مانسون مجموعةً من الأفكار المبتكرة لإيجاد القدرة على اللّامبالاةِ وتنميتها حتّى نصل إلى السّعادة الحقيقيّةِ. ونحقّق أهدافنا المنشودة.
ماذا تريد من الحياة!
«ماذا أريد فعلًا من الحياة؟»؛ سؤال طالما يتكرّرُ في ذهنِ كلِّ واحدٍ منّا. وإذا وجّهت هذا السّؤال لأيّ شخص فإنّ الإجابة غالبًا ما تكون: تحقيق السّعادة؛ سواء كانت تلك السّعادة متمثّلة في الزّواج وتكوين أسرة، أو الحصول على ثروة، أو منصب، أو ربّما السّفر إلى بلاد شتّى في العالم!
غير أنّ التوقّع الرّوتيني لهذه الإجابة يفقدها معناها. إذ إنّ الشّخص ليس قادرًا على تحقيق تلك الأهداف لعدم توفّر الوقت والجهد، فتكون النّتيجة لدى أغلبنا عادة لا شيء. ولا نحقّق ما كنّا نصبو إليه. ممّا يصيبُنا بالإحباط والتّعاسة والقلق والتّوتّر، وهنا يأتي دور فنّ اللّامبالاة وهو تعلّم عدم الإفراط في الاهتمامِ. والعيشُ وأنت تؤمن بأنّ الحياة في هذا العالم تستوجب منّا ذلك، وأنّ هذا الشّيء لا بأس به في مجمله.
ويرى مارك مانسون أنّ وسائل التّواصل الاجتماعي قد لعبت دورا كبيرا في تنمية وإظهار الشّعور بعدم الاكتفاء، وعدم الرضى، وانظر إلى أولئك الذين يتحدّون بعضهم بعضا وكلّ منهم ينشر ما يملك وما لديه. وأنه يعيش حياة أفضل، وهو ما يجعلنا نحن نتساءل: «لم نحن لسنا مثلهم وما الخطأ الذي ارتكبناه حتّى لا نصل إلى ما وصلوا إليه؟».
ويشير الكاتب إلى أنّ السّعي لتجربة أكثر إيجابية هو في حدّ ذاته تجربة سلبيّة. في حين أنّ تقبّل التّجربة السّلبيّة والرضى بها وإظهار القناعة هو في حدّ ذاته تجربة إيجابيّ. فبمحاولة تفادي الألم نعطيه الكثير من المبالاة. بينما أنت في حاجة إلى إعطاء أقلّ قدر من الاهتمام و اللّامبالاة لألمك، فتتمكّن حينها من بلوغ حياة أفضل.
فنحن نمتلك نسبة محدودة من المبالاة في حياتنا ولا يجب إهدارها على ما يستنزفنا. بل يجب إعطاء الأمور أقل قدر من المبالاة ممّا سيساعدنا في تحرير أوقاتنا ومواردنا العقليّة للأشياء المهمّة.
كيف تطبق أفكار الكتاب للوصول إلى فن اللامبالاة:
وكي تتمكّن من تطبيق الأفكار التي وردت في الكتاب. فعليك أن تختار الأشياء التي تريد أن تهتمّ بها. واختر ما يثير شغفك واهتمّ به جيّدًا، لأنّ اختيار ما يهمّك في حياتك من الطّرق المفيدة لتحسينها.
واعتمد على قاعدة: «في النّهاية ستموت» لإدراك ما تريده، فالفصل الأخير جميل لأنّه يذكّرنا بأنّنا جميعا سوف نموت، وهذا وإن كان أمرا محزنا إلّا أنّه يذكّرنا دائما بأنّ لكلّ شيء نهاية، تأمّل ذلك ثمّ اسأل نفسك إن كانت من الجيّد أن نضيّع وقتنا ونهدر طاقتنا في أشياء لا نحبّها ولا نهتمّ بها!
لتمتلك فن اللامبالاة , اعتمد أيضا على قاعدة: «أنا أملك يوما واحدا» فاهتمّ بشيء أكبر من نفسك، وهو ما سيجعلك لا تهتمّ بالأشياء التي لا ينبغي لك أن تهدر ذلك اليوم لأجلها.