fbpx
التنمية البشرية

كتمان الأسرار بين مشقة الكتمان ومخاوف الإذاعة وإفشاء السر

المحافظة على كتمان الأسرار يشق على النفس ولابد من تعلمه

محاولات كتمان الأسرار العسيرة الشاقة على النفس؛ الأسرار حالة يوصف بها الإنسان، فما منا من أحد إلا وله الأسرار التي يختص بها، أو يذيع بعض الناس أسراره فيكون بين حالتين، إن اختص الحال بنفسه، قد يثقله حمل السر نفسيًا، فيجد مشقة كتمانه، وقد تدعوه الناس إلى البوح به، وفيها من المتنفس له ومن أسباب الراحة الشيء الكثير، وقد يذيع سره أو يذاع إليه سر، فهو بين حالتين أيضًا بين أن يكتم سر غيره، ويكتم سره، وبين أن مخاوف إذاعة سر نفسه أو إذاعة الغير سره، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :” ما أفشيت سري إلى أحدٍ قط فأفشاه فلمتُه؛ إذ كان صدري به أضيقَ”.

كتمان الأسرار شيمة الأحرار

  • إن كتمان الشر شيمة للأحرار،
  • وصفة لأصحاب الرجولة،
  • ومن المعيب أن يضيق صدر المريء، فيذيع سره فضلاً أن يذيع سر غيره،
  • فالأسرار بمثابة الأمانات،
  • والأمانة من أجمل الصفات التي يتحلى بها الإنسان،
  • إنها صفة العقلاء و الفضلاء،
  • وسمة النبلاء و الشرفاء،
  • وفي هذا قيل: ” صدور الأحرار قبور الأسرار”،
  • وما أجمله من مثل سائر لمعنى جميل ناثر،
  • فإن الصدر يماثل القبر، كمماثلة الأحرار للأسرار،
  • فالحر من لا يشتري بثمن، والسر لا يذاع عبر الزمن،
  • ولا يكون هذا إلا من اتسم بالصدق كما قيل:

*** وفتيان صدق لست مطلع بعضهم *** على سر بعض كان عندي جماعها ***

*** يروحون مثنى في البلاد وسرهم *** إلى صخرة أعيى الرجال انصداعها ***

مخاوف إذاعة الأسرار

  • غالب ما تتعلق الأسرار بحقوق الناس وبحياتهم الخاصة، وأما تعلقه فهو يحمل في طياته صورا كثيرة، فقد يتعلق ببعض الحالات المرضية، بأمور نفسية، وأعراض بدنية، وعلاقات اجتماعية، وطموحات مستقبلية، وبعص الأخطاء والهفوات، والوقوع في الذنوب والمعاصي، وفي كل هذا يجب الستر على الناس وعدم استباحة خصوصيتهم، وهتك ما يجب كتمانه وعدم إذاعته، وهنا تأتي المسألة الأخلاقية والشرعية والقانونية، فمن باب الأخلاق يجب كتمان الأسرار وعدم إذاعتها، ولهذا بالغت الشريعة الإسلامية في وجوب كتمان الأسرار وتحريم إذاعتها ، ومن الناحية القانونية تترتب قوانين شديدة وحازمة اتجاه من يعمل على إذاعة الأسرار، لما في ذلك من الأضرار النفسية والمادية على الأشخاص والمؤسسات و الدول.

كيف يمكن كتمان الأسرار:

  • لكتمان الأسرار أسباب كثيرة، والتي منها ما يلي:
  • الأول: سبب في كتمان السر أن يجتهد الإنسان في عدم البوح به ويتحمل مشقة الكتمان، فلئن يجود العاقل بماله، ويبخل بسره أفضل له.
  • والثاني: أن يدرك خطورة البوح بالأسرار، فيصير في يده، يمكنه أن يتلاعب به، كما يمكن أن يبتزَّه ويساومه.
  • والثالث: أن بعض الأسرار فيها من الخطورة الشيء الكثيرة، فمنها ما يتعلق بالشخص ذاته، فتتعطل حياته، وتنصرف عنه أنظار الناس، وقد يلحقه من الاحتقار ما يجعله منبوذا في المجتمع ومرفوضا.
  • ثم يأتي الرابع: أن في إذاعة الأسرار تحطيم للأسرة والمجتمع، وقطع للعلاقات، خاصةً فيما يتعلق بالأسرار الزوجية.

وفي الختام تجب الإشارة إلى أن كتمان الأسرار لا يتعلق بالجانب السلبي منها بلي تعلق بالجانب الإيجابي، فمن تمام المروءة والعقل عدم إذاعة ما ينجزه الإنسان من عمل صالح، وما يقدمه للناس من هون ومساعدة على جهة الإحسان، فكن ممن يكتم سره وأسرار غيره أبدًا ما حييت.

الكاتب:

كتب بواسطة الكاتب (د. عبد الرحمن جلال الدين ) اطلب استشارتك الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى