fbpx
التنمية البشرية

لغاتُ الحبِّ الخمس

قد يظنّ القارئ من خلال عنوان لغات الحب الخمس أنّه كتاب خاصّ بالعاشقين أو المتزوّجين. ولكنّه ليس كذلك فحسب. وإنّما هذا الكتاب عبارة عن دليل لك ولغيرك لاكتشاف لغة الحبّ الخاصّة بكم. ولكن قد تكون طريقتك في التّعبير عن محبّته لا تروق للآخر. أو لا تجدي نفعا معه، لذلك يقدّم جاري تشابمان في كتابه هذا ما سمّاه خمس لغات للحب: لغة الوقت، ولغة الهدايا، وكلمات التّشجيع، والأعمال الخدميّة، والاتّصال البدني.

اولا: لغة الوقت: إذ يعتبر بذل الوقت وتكريسه للشّريك أوّل لغة أساسيّة من بين لغات الحبّ. والمقصود بالوقت الوقت الخاصّ الذي تخصّصه لشريكك وحده، وتكون فيه معه بكافة جوارحك. ليس هو الوقت الذي تجلسان فيه لمشاهدة التّلفاز! وإنّما هو الوقت الخاصّ للتّحدّث.


وليسَ الهدفُ من بذل الوقتِ القُرب المكانيّ فقط فكم من أزواج يجمعهم المكانُ ولكنّ المسافة بينهما بعيدةٌ جدّا، وإنّما المقصود أيضًا التّركيز.
ومن الأمور المهمّة أيضا الحوار العاطفيّ أي تبادل الشّريكين لمشاعرهما وما يفكّران به في سياق حميميّ.
ولكسبِ شريكك شاركه اهتماماته أو هواياته، لخلق حوارًا بينكما، واستمع إليه، لا تنتظر منه أن يحدّثك عن يومه وإنّما بادر أنت بسؤاله عن حاله في كلّ مرّة. لغات الحب الخمس هي:

ثانيا: لغة عبارات التّشجيع وكلمات التّقدير: فالإطراء والمديح وألفاظ التّقدير تعدّ عاملًا جيّدا في تقوية الصّلة بين الشّريكين، فكلّ منّا معرّض للمرور بأوقات صعبة يفقد فيها شعور الإيمان. لذلك من المهمّ أن يهوّن الشّريك على شريكه في مثل هذه الظروف بعبارات تشجيعيّة. وأيضًا قد تساعده بألفاظك على صقل موهبة ما كانت خافية.
ولأنّ الحبّ هو الرّقّة فعليك انتقاء كلماتك مع الشّريك بمنتهى اللّطفِ والعنايةِ والاهتمام. وأن تراعي أسلوبك أثناء الحديث جيّدًا. فالشّريك يهتمّ بأسلوب تلفّظك أكثر من اللّفظ نفسه.


وفي الحبّ ابتعد عن صيغة الأمر عند طلب شيء ما من شريكك لأنّ الأوامر تقضي على الحميميّة بينكما.

ثالثا: لغة الهدايا الرّمزيّة والمعنويّة: وواحدة من لغات الحب الخمس السهلة من حيث تعلّمها، فالهدايا الغالية ليست شرطًا لكسبِ ودّ الشّريك، بل يكفي أن تكون هديّة بسيطة بكثير من الحبّ كأن ترسم قلبًا على ورقة ومعها عبارات جميلة تعبّر عن مدى حبّك ووفائك.
أمّا الهدايا الرّمزيّة فتتمثّل في تواجدك بجانب الشّريك في الأوقاتِ الصّعبةِ.
وإليك بعض الاقتراحات عن الهدايا  التي بإمكانك تقديمها لشريكك:
ادفع صدقة جارية أو منحة لإحدى الجمعيّات الخيريّة باسم شريكِك.
اترك له زهرة أو علبة من الحلوى صباحًا.
قدّم له وقتك وحضورك إلى جانبِه كهديّة.
ازرع وردة أو أيّ شيءٍ في المنزل حتّى يتذكّرك كلّما نظر إليها.

• مساعدة الشّريك في بعضِ الأعمال المنزليّة؛ إذ إنّ مجرّد مساعدة بسيطة كالطّهي، أو ترتيب الغرفة، أو إلقاء القمامة ستسعد الشّريك جدّا، تعبير منك على حبّك وتقديرك لما يفعله من أجلك.
فمثلًا؛ إذا كانت زوجتك خارج البيت استعن بالأبناء وقوموا ببعضِ الأعمال المنزليّة وفاجئوها بذلك.
أو قصّ ورقة على شكل قلوب واكتب عليها سأعبّر لك عن حبّي لك بمساعدتك اليوم.

  • رابعا : لغة الاتّصال البدنيّ: من أهمّ وسائل إيصال الحبّ بين الشّريكين، كالأحضان والأيدي المتشابكة وغيرها، والتي دونها يشعر أيّ شريك بأنّه غير محبوب. ويُشيد جاري تشابمان بأهمّية هذه اللّغة وخاصّة في الأوقات العصيبةِ، لأنّ مثل هذه الحركات تساعدنا على تجاوز المحن والظّروف الصّعبة.

يطرح الكاتبُ سؤالًا وهو هل تنطبق لغات الحب الخمس على الأطفال؟
والإجابة من وجهة نظره نعم، وذلك من خلال:


خامسا : لغة التّشجيع يحتاجها الطّفل في جميع مراحل حياته، إنّ لها آثارًا طويلة المدى على حياتِه وشخصيّته، على عكس لغة التّخويف والأمر التي ستؤثّر عليه سلبًا.
• بذل الوقت مع الطّفل وذلك بقضاء وقت جيّد معه ومشاركته ألعابه وهواياته.
• منح الطّفل الهدايا ولكن من الخطأ اعتبار أنّها الطّريقة الوحيدة للتّعبير عن الحبّ تجاه الطّفل، كما أنّ ليس كلّ الأطفال تجدي معهم الهديّة.
• الاتّصال البدنيّ في حياة الطّفل كضمّه وتقبيله والتّربيت على رأسه وكتفه.
• الأعمال الخدميّة للطّفل وهي إن كانت واجبًا على الوالدين إلّا أنّها تُشعر الطّفل بالحبّ.

يرى جاري تشابمان أنّ لكلّ شريك لغة الحبّ الخاصّة به، ومعرفة لغة شريكك تسهّل عليك كثيرًا التّعامل معه، ولكي تكتشف لغة شريكك إليك ثلاث طرق:


• تعرف على ما الذي يتضايق منه شريكك إذا لم يحصل عليه منك.
• حدّد ما الذي تريده من شريكك باستمرار.
• الطّريقة التي تعبّر بها بانتظام عن حبّك للشّريك هي لغتك الأساسيّة في الحبّ.

يحتاجُ كلّ شخص إلى الشّعور بأنّه محبوب ومرغوب فيه دائمًا، والحياة الزّوجيّة بحاجة إلى خزّان مليء بالحبّ كوقودٍ لها.
وللحفاظ على خزّان  الحبّ ممتلئًا على كلّ شخص اكتشاف لغة الحبّ الخاصّة بشريكه وذلك هو مفتاح الخزّان.
ختامًا يقرّ الكاتب بأنّ الحبّ وحده ليس كافيًا لإشباع احتياجاتِنا النّفسيّة، بل نحتاج أيضا إلى الثّقة والأمان والإحساس بالأهميّة، وعلينا تعلّم لغة الحبّ الخاصّة بكلّ شريك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى