تحويل الفشل الى نجاح,استيقِظ وعِش
لكلٍّ منّا قدرات ومهارات قد تكون خافيَة. وفي هذا الكتاب «استيقظ وعِش» تقدّم دوروثي براند مجموعةً من النّصائح والإرشادات للتّغلّب على معوقات الحياة وتحويل الفشل إلى نجاح.
تُشير الكاتبة في البداية أنّ الوقت الذي نقضيه في تحقيق الفشل. كان بإمكاننا أن نقضيه في تحقيق النّجاح، وترى براند أنّ الفشل إرادة كما هي إرادة القوّة وإرادة الحياة.
إنّ أولى خطوات تحويل الفشل إلى نجاح هي إدراك وجود إرادة للفشل تعمل في نفوسنا. وأيضا وجود تيّار هدّام يسري فينا عكس تيّار النّموّ والصّحّة.
تقول براند أنّنا في شبابنا قلّما ندرك أعراض الفشل فينا. ونعزو عزوفنا عن المواجهة والمضيّ في أيّ عمل إلى ضعفنا وجبننا، ويستمرّ العزوف. والعمر يمضي لنستيقظ فجأة وندرك أنّ ما كنّا نعتبره في شبابنا أمرًا طبيعيًّا لم يعد كذلك.
إنّ ضحايا إرادة الفشل يتصرّفون وكأنّهم سيعيشون لآلاف السّنين، منهم من ينام أكثر من حاجته. و من يحصي وبدقّة عدد ساعات نومه، فنومه الزّائد تفرضه عليه إرادة الفشل.
وعليه فينبغي مجابهة إرادة الفشل والإقرار بأنّها حقيقة واقعة. وتعتبر الكاتبة أنّ للفشل أيضا ثمارًا كثمار النّجاح. وهي ثمار حقيقيّة علينا أن نقرّ بوجودها وهذا يسهّل علينا مواجهتها. فأنت عندما تفشل تتفادى الكثير ممّا يلاقيه الشّخص النّاجح، عدا تفاديك للتّعب والعناء.
بما أنَّ النّجاح هو الهدف الطّبيعي للمرءِ في الحياة برغم إرادة الفشل وثماره فإنّه ينبغي للشّخص أن يتذكّر أنّه يجب أن لا يبالغ في تقدير إمكانياته حتّى تكون فكرته عن النّجاح ضمن ما يستطيع تحقيقه.
من منّا لم يمرّ في حياته بمواقف صعبة فيها ألم ومرارة. ولكن استطعنا تجاوزها ونسيانها بعد أن سلمناها للنّوم فلم تعد تقف في طريق نجاحنا وتسبّب لنا الفشل.
تقول الكاتبة: «تصرّف كما لو كان من المستحيل أن تفشل !» نعم، هذا ما يلزمنا عمل في نطاق نجاح متيسّر مع قليل من الخيال يمحيان عنّا قلّة الثّقة والجبن.
تشيرُ الكاتبة إلى أهمّية دو الخيال في حياتنا. وهو ملكة نافعة ومفيدة إذا أحسنّا توجيهها. لتصل بنا إلى الخيال الإنشائي، فنتمكّن من النّظر إلى أنفسنَا من بعيد متجرّدين من مشاعرنا وهواجسنا التي تعيقنا عادة. كما يمكنه أن يفحص لنا شخصيّة منافسة لنستفيد من تجاربها ونتعلّم من أخطائها.
ولحياة ناجحة تنصح دوروثي براند الشّخص بعدم تسليم نفسه للنّوم المغناطيسي أو ما يتفرّع عنه كالإيحاء الذّاتي. وكلّ ما يحتاجه هو أخذ نفسه بإرادة. وأن لا يقطع التأكيدات لنفسه، أو المبالغة في ادّعاء ما لم يحدث.
وينبغي أن يتذكّر أنّ النّجاح يقوم على حالة إيجابيّة تسيطر على العقل والبدن، وأيضا عليه العمل بمثابرة والتّحلّي بالشّجاعة والإقدام، حتّى يفرّق بين الوهم والخيال المطلوب.
عليك أن تترك النّجاح يسطر على فكرك وحواسك واستعد دائما ذكريات النّجاح حتّى لو كان نجاحا في الطّفولة.
لكي نُكسب العقل حدّة ومرونة تنصح الكاتبة بالآتي:
• قضاء ساعة يوميّا لا تكلّم فيها أحدًا إلّا إذا وُجّه إليك سؤالًا مباشرا، دون أن يبدو منك اكتئاب لمن حولك، المطلوب السّيطرة على اللّسان خلال هذه السّاعة.
• احصر تفكيرك ولنصف ساعة يوميًّا في شيء واحد وهو ما يُسمّى بالتّركيز الذّهنيّ.
• اكتب خطابًا لطيفًا جذّابًا خالٍ من كلمة أنا.
• تحدّث عن نفسك دون تفاخر أو شكوى.
وختامًا علينا أن نعي أن الهدف من التّعليم هو مساعدة مل فرد على إدراك مفاتيح مستقبله من خلال معرفته بنفسه، ويجب أن يفهم الطّلّاب أنّه من الخطأ التّعلّق بالبطولات وصفات لا تتوفّر في كلّ شخص.