أحلام اليقظة .. هل هي مرض نفسي؟ .. ما أسبابها وما هي طرق العلاج؟
أحلام اليقظة هي إشغال الخيال في تحقيق الرغبات، وتعتبر في علم النفس تعبيرا للشخص عن رغباته المكبوتة لتحقيق إشباعاً على مستوى الخيال للرغبات التي لا يستطيع تحقيقها في الواقع، ويعد هذا النوع من الأحلام من الظواهر المنتشرة بكثرة بين الشباب في سعيهم للهروب من الواقع.
ويؤدي الاستغراق في أحلام اليقظة المفرطة إلى درجة استنفاد جزء كبير من الطاقة النفسية إلى مرض عصبي قد يؤدي بالنهاية إلى صعوبة التمييز بين الواقع والخيال، وعدم القدرة على التركيز في الحياة الواقعية، وبالتالي التشتت الذهني وفقدان التركيز والتأثير بشكل سلبي على الحياة اليومية.
وفي هذا المقال سنتناول موضوع خطورة أحلام اليقظة بشكل مفصل، ونبين الأسباب التي تؤدي إليها وطرق الوقاية والعلاج للتخفيف من أثرها السلبي على الشخص.
احلام اليقظة هل هي مرض نفسي؟
وفقا لما يقوله علماء النفس في هذا الباب، فإن أحلام اليقظة ليست مرض نفسي بحد ذاتها، وهي عبارة عن استجابة دماغية لما يتمنى الشخص تحقيقه أو الوصول إليه، حيث أن الدماغ بعمل على تحقيق وإشباع رغبات الشخص بشكل جزئي عن طريق التخيلات والأحلام.
وتكمن الخطورة عندما تصبح أحلام اليقظة مفرطة بشكل يؤثر على سلوكياته ودوافعه ويجعله يهرب من الواقع الذي يعيشه، الأمر الذي يحتاج إلى تدخل علاجي ونفسي من قبل مختص استشارات نفسية.
أحلام يقظة إيجابية وأخرى سلبية
تنقسم أحلام اليقظة والتخيلات إلى أحلام إيجابية وأخرى سلبية، أما الإيجابية فهي التي تلعب دوراً بناء؛ لأنها تنشط الشق الأيمن من الدماغ وتقوي الروابط العصبية، كما أنها تنمي عملية الذاكرة، وتؤدي إلى الإبداع وحل المشاكل، التي يتعرض لها الفرد. وهذا له دور في التحفيز الذاتي والتخطيط للمستقبل، وبالتالي دعم الاستقرار النفسي والعصبي.
أما أحلام اليقظة السلبية تجعل المراهق يغوص في أحلامه وتدخله في معمعة من الأفكار والصور القاتمة والمواقف السلبية، وهذا يدفعه للغرق في بحر من الصراعات الداخلية، التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات واضطرابات على مستوى الشخصية تقوده إلى الهاوية.
عوامل خطورة أحلام اليقظة
يمكن أن تشكل هذه النوعية من الأحلام خطراً على الأشخاص الذين تسيطر عليهم التخيلات بشكل مفرط والتي بدورها قد تؤدي إلى أضرار متعددة منها:
- الفشل في الدراسة والعمل نتيجة عدم التركيز والتشتت الذهني والبطء في أداء المهام وإنجازها.
- النسيان الزائد وزيادة احتمالية الانفصال عن الناس والمجتمع.
- الانحراف إلى طريق المخدرات وإدمان المواد المغيبة للعقل من أجل الهروب من الواقع.
- الاصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والاكتئاب والوسواس القهريّ.
أسباب أحلام اليقظة
وجد الباحثون في مجال علم النفس أن هناك عدة عوامل مشتركة وجدت في الأشخاص الذين يعانون من أحلام اليقظة المفرطة والتي من أهمها:
- التعرض إلى تجارب سلبية وإساءات وتنمر في الطفولة، الأمر الذي يعزز رغبة الضحايا للهروب من الواقع.
- عدم الثقة بالنفس الناتج عن نقص المهارات الاجتماعية والعاطفية التي تجعل الشخص يتخيل البيئة والعلاقات التي يطمح للعيش فيها.
- كثرة المشاكل والأماني، وتطلعات الشخص لتحقيقها عن طريق الأحلام والتخيلات، فيعيش قصة نجاح لا توجد إلا في خياله.
- تعويض لبعض الإعاقات الجسمية أو النفسية التي يعاني من الشخص.
- التفكير المفرط في الجنس الآخر وفي المركز الاجتماعي مستقبلا.
- التفكير في أمور يخجل الشخص من الجهر بها والتحدث عنها أو أنها محرمة دينياً أو اجتماعياً.
طرق علاج أحلام اليقظة عند الأطفال والكبار
يعتمد العلاج على رغبة الشخص في تجنب الأسباب والعوامل التي تؤدي إليها، وهو الأمر الذي يتطلب منه تغيير في سلوكياته ونشاطاته من أجل استعادة الثقة بالنفس لمواجهة الواقع بكل تحدياته ومعيقاته. حيث يأتي ذلك إلى جانب دور البيئة المحيطة به في تعزيز ذلك. وفيما يلي أبرز الممارسات التي تساعد الأطفال والكبار في التخلص من هذه الأحلام والتخيلات.
كيفية العلاج عند الأطفال
يبرز دور الأسرة والوالدين بشكل كبير في مساعدة أطفاله على التخلص من الخيالات اللامنطقية من خلال:
- تعزيز ثقة أطفالهم بنفسهم وتوفير جو اسري مترابط لما له دور في تعزيز استقرارهم النفسي.
- توفير البيئة المناسبة الطفل لممارسة نشاطات ذهنية وألعاب ترفيهية تعزز من تفكيره ومهاراته وشعل أوقات فراغه بها.
- التقرب من الطفل وتعزيز شعوره بالأمان لكي يتحدث عن مشكلات أو إساءات تعرض لها، وبالتالي العمل على حلها.
- استشارة أخصائي نفسي للحصول على نصائح وإرشادات للتعامل مع الطفل.
التخلص منها عند الكبار
قطع سلسلة الأفكار السلبية التي تسيطر على التفكير، والتي قد تقود إلى الهروب نحو الأحلام والتخيلات والأوهام.
- تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الشخصية من خلال ممارسة الأنشطة التي تعزز من التفكير والمهارات.
- التصالح مع النفس وتقبل الأمور السيئة كما الجيدة في الحياة.
- تنظيم الوقت وترتيب الأولويات والإقبال على انجاز المهام اليومية بكل حيوية ونشاط.
- طلب المساعدة من استشاري نفسي لوضع برنامج علاجي مناسب يساهم في التخلص من هذه العادة بشكل كامل.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
منصة وتطبيق فسرلي تتيح لك التواصل مع طبيب نفسي متخصص وطلب استشارة بكل خصوصية وأمان، وتقدم الحلول العلاجية لصحة نفسية أفضل وتساهم في تحسين سلوكك ورفع استحقاقك ونوعية حياتك لتكن قادرًا على التعامل مع المحيطين بك بشكل جيد باستخدام أفضل التقنيات العلاجية الحديثة.