الاتزان الانفعالي
يعد الاتزان الانفعالي واحدا من الجوانب المهمة في حياة الفرد. كما أنه واحد من العوامل التي تحدد أنماط الشخصية الإنسانية؛ وقدرته على ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻼ ﺗﻈﻬﺮ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻣﺘﻬﻮﺭﺓ، ﺑﻞ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ، ﻓﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗف.
الاتزان الانفعالي:
ﺇﻥ ﺍﻻﺗﺰﺍﻥ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﻓﻰ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻰ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺤﺐ. ﺃﻥ ﺍﻻﺗﺰﺍﻥ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻰ ﺳﻤﺔ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ. ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻰ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، فالفرد المتزن انفعاليا لا يستفز ولا يستثار من الأحداث التافهة ويتسم بالهدوء والرزانة. ويثق به الناس فهو عقلاني في مواجهة الأمور يتحكم في انفعالاته كالغيرة و الغضب. كما لديه القدرة على تحمل تأجيل إشباع الحاجات. ويؤمن بالتخطيط بعيد المدى، ولديه القدرة على مراجعة التوقعات في ضوء الظروف والمستجدات.
ولا يولد الشخص حاملا لهذا السمة ولكن تنمو معه في ظل اسرة هادئة فيها التعاطف والثقة بالنفس بين افراد الاسرة. ويجب أن يزرعها الاباء في الاطفال منذ الصغر فيجب تدريب وتعليم الأطفال على التحكم في النفس والشهوات. وخير دليل علي هذا الكلام هو تعليم الاطفال الصوم منذ الصغر. فنجد أن الاطفال الذين يستطيعون الصبر على إغراءات الطعام والشراب في الصوم هم أكثر قدرة على التعامل والاجتهاد. ولديهم قدرة أعلى على المثابرة. ومتميزون أيضا دراسيا ولديهم كفاءة وقدرة على العمل الدؤوب، وهم أكثر مرونة في التعامل مع الحياة.
ولكن يجب أن نعترف أننا كبشر لسنا متساويين في قوة الارادة والمقدرة على ضبط النفس والتحكم في النزوات والشهوات بل وفي الثبات العاطفي ايضا
الاتزان الانفعالي في البيت و العمل
اتزانك الانفعالي داخل بيتك يجعلك تواجه مشكلات أبنائك بحكمة وتعقل وكلما زادت درجة تحكمك في انفعالاتك عند العصبية. فكلما كانت أسرتك هادئة يسودها التعاطف وتخلو من التوتر والقلق فيكتسب منك الأبناء هذا الثبات وينمو بداخلهم وبالطبع يقدره لك شريك العمر. واتزانك الانفعالي خارج البيت يجعلك تواجه مواقف الحياة وخاصة المفاجئة منها بالاتزان اللازم لمرورها بسلام
فالاتزان الانفعالي هو عامل أساسي أيضا في نجاح الفرد في حياته اليومية سواء كانت في الحياة العملية او الحياة الشخصية.. فكل منا يأخذ مئات القرارات في اليوم الواحد، منها تحت تأثير الانفعال ومنها تحت تأثير الهدوء. فمثلا في حياتنا العملية من الممكن أن نوضع تحت ضغط شديد في فترة ما كعند اقتراب موعد تسليم مشروع أو ما شابه فتجد أغلبنا يقع تحت ضغط كبير قبل انتهاء المدة الموضوعة للانتهاء من هذا المشروع. وهو ما قد يؤثر علي مدي جودة ما نُقدم. فمن يريد أن يسحن من اتزانه الانفعالي عليه ان يتبع الخطوات التالية
كيفية تحسين ﺍﻻﺗﺰﺍﻥ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎلي :
1- يحاﻭﻝ ﺃﻥ يعرف ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﻮﻝ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﺁﺭﺍﺀﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻰ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻸﻓﻀﻞ .
2- ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
3- ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺃﻡ ﻻ .
4- ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
5- ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪﻯ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻮﻕ. ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻧﺒﺮﺍﺕ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﻛﻰ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ .
6- ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻰ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .
7- ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ ﻭﺍﻟﺒﺪﻧﻰ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻷﻯ ﺍﻧﻔﻌﺎﻝ ﻧﻔﺴﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎ.