تدمير النفس, توقّف عن تدميرِ نفسِك
بما يخص تدمير النفس هنا هذا الكتابُ لغاري جون بيشوب، وقد سعى الكاتبُ من خلاله إلى توعيةِ الفردِ بضرورةِ الخروج من دائرةِ الأفكار إلى الواقع، وذلك بتقبّل هذا الواقع والتّأقلم معه.
ويرى غاري جون أنّ المرء نتاج أفعاله وليس أفكاره. لذلك عليك بالجدّيّة في العمل واستغلال مهاراتك وقدراتك الحقيقيّة كي تتمكّن من تغيير واقعك، واعلم أنّ الحياة لا تأبه بظروفك، وأنّ الحاجز بينك وبين ما تريده هو المماطلة في العمل.
ولتحقيق النّجاح والتّوقّف عن تدمير النفس يقدّم الكاتبُ بعض النّصائح المهمّة:
• غيّر حالتك العاطفيّة عن طريق خلق عالمك الخاصّ:
نحن نتحدّث بالطّريقة التي نفكّر بها، وهي التي تخلق واقعنا. وأنت في كلّ مرّة تحاول إقناع نفسك بأنّك غير مستعدّ للقيام بعمل ما، وأنّك لا تملك القدرة والمهارات اللّازمة لذلك. ونحن في الحقيقة نضيّع على أنفسنا الكثير من الفرص لأنّنا نعتقد أنّنا لا يمكن أن ننجح في عمل لم نقم به من قبل. ويجب أن تضع حدّا لنفسك إن حدّثتك بذلك؛ ففي المرّة التي ستقول فيها لم أجرب الأمر من قبل وهو صعب. توقّف قليلًا وقل: «نعم، لم أجرّبه ولكن لم لا أحاول؟»، عليكَ أن تحاول وتتعلّم من أخطائك.
• توقّف عن إلقاء اللّوم على الآخرين:
إنّ أغلب النّاس الذين تجدهم يتذمّرون ويلقون باللّوم على الآخرين هم أولئك الذين لا يرغبون في تحمّل مسؤولياتهم. وهم فئة يحبّون ذواتهم جدّا. ولا يحبّون الاعتراف بأخطائهم ويجرّون غيرهم إلى دائرة فشلهم. واعلم إنّك بإلقاء اللّوم على الآخرين وعدم الاعتراف بخطئك أنت تجرم في حقّ نفسك وتمنعها من التّعلّم من الخطأ. وهذا ما يجعلك تفشل في تنمية مهاراتك وقدراتك. وهذا يسبّب فشل الكثيرين من النّاس فتجد أحدهم يردّد: «زوجتي لا تدعمني، أو والدي لم يترك لي ما يعينني. أو مشروعي فشل بسبب سوء الأوضاع الاقتصاديّة…» وإلى آخره من الأعذار الواهية التي يحاولون من خلالها الحفاظ على كبريائهم.
استبدل الحسد والشّهوة بالرّغبة في تغيير حياتك نحو الأفضل: نحن نعيش وفق اعتقادنا أنّنا عقلانيّون. ولكنّنا نتحدّث عن العلم والمنطق في حياتنا ثمّ لا نلبث أن نفعل خلاف العلم والمنطق فأنت تتناول كمّية من الشوكولا وأنت تحاول تخفيف وزنك!
نحن مخلوقات عاطفيّة تتأثّر أفعالنا وأفكارنا بمشاعرنا، ولا يمكننا التّخلّي عن مشاعرنا مطلقا. ولكن يمكننا التّحكّم في عواطفنا، ورغم كلّ ما تشعر به عليك القيام بعملك، وتأدية مهامك؛ ابدأ عملك والتق بالنّاس وتحدّث معهم، وإذا انتقد شخص ما منتجك الجديد فلا تبدأ بالبكاء ولا تتخلَّ عن العمل، ولكن اطلب منه مزيدا من الملاحظات لعلّك تنجح في تحسين الأمر.
وختامًا عليك أن تدرك أمرا مهمّا للغاية؛ أنّ هذه الحياة ماضية وغير آبهة بك سواء كنت مريضا أو متعبا أو منهكا أو لا رغبة لك في العمل أو ما شابه ذلك من الأعذار التي قد تلتمسها لنفسك ؛ الحياة لن تنتظرك وهي مستمرّة شئت ذلك أم أبيت، وكلّما استوعبتَ هذا كان أفضل بالنّسبة لك.