تربية الأبناء في الزمن الصعب
تربية الأبناء في الزمن الصعب، لا يخفى على أحد مدى الصعوبة التي باتت تشكلها تربية الأبناء في زماننا هذا،
ولكن مع ذلك فإن اتباع بعض الأساليب واعتماد طرق معينة قد يسهل الأمر ويجعل من تربية الأبناء أمرا هينا وممتعا.
وهو ما سعى الكاتب بنجامين سبوك لطرحه من خلال كتابه هذا.
تنقسم طريقة تربية الوالدين للأبناء في الزمن الصعب إلى نوعين اثنين:
النوع الأول من أنواع تربية الأبناء في الزمن الصعب :
نوع لديه خوف شديد من الوقوع في التدليل مما يولد قسوة بسبب حزم الوالدين المبالغ فيه.
النوع الثاني:
ونوع عاش طفولة قاسية وبالتالي هو لا يحب لطفله أن يعيش ما عاشه هو فيفرط في تدليله.
بينما حقيقة التربية الناجحة تختلف عما عليه كلا النوعين؛
_ فالخوف الشديد من التدليل يولد طفلا قاسيا، والتدليل المفرط يولد طفلا ذا شخصية سلبية يستوي عنده الصدق والكذب، والنجاح والفشل.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن لقوة العاطفة بين الزوجين تأثيرا كبيرا في طفلهما،
لذلك على الزوجين العمل على تقوية أواصر المحبة بينهما في ظل هذا العالم المادي الذي نعيش ضمنه.
إن الزواج مهمة أساسية تحتاج لكثير من التفكير ويعتمد نجاحها غالبا على مدى نجاح الاختيار منذ البداية،
وبالتالي إذا جاء الطفل إلى هذه الحياة كان طفلا ناضجا عاطفيا،
وللبيئة -زمانا ومكانا- التي يتم فيها الزواج والإنجاب تأثير كبير في ذلك،
فزمانيا نحن اليوم في القرن الحادي العشرين حيث نسب الطلاق الخيالية
والعنف الأسري الذي لا يوصف وبيع الأطفال من قبل أبويهم حتى،
ومكانيا نحن على كوكب الأرض حيث فقد أغلب البشر تلك الروح القروية الجميلة وحلت مكانها الروح المدنية والبون شاسع جدا؛
ففي القرى كان للدين سلطان على العلاقات بين الجنسين،
وفي القرى تجد العائلة الكبيرة حيث الجدان والآباء والأبناء مما يهيئ للطفل مناخا آمنا ومتماسكا للتربية،
بينما في المدن فالأمر مختلف.
إن ولادة أي طفل يولد معها شعوران متناقضان لدى الأب والأم؛ شعور السعادة بدور جديد أوكل لهما وهو الأبوة والأمومة،
وشعور الخوف حيال مستقبل هذا الكائن الجديد الذي حل بينهم،
ويتفاقم ذلك ليتحول إلى قلق ومسؤولية حول كل التفاصيل التي تخص الطفل، وهذا أمر فطري لا يمكن منعه،
ولكن يجب أن يكون خوفهم وقلقهم منضبطا وله حدود، فأول وأكثر من يتأثر بهم الطفل هما الأب والأم،
وإذا شعر الطفل بخوفهم الزائد وقلقهم المفرط تجاهه فسيؤثر ذلك على مسار نضجه ونموه.
يحتاج الطفل وبقوة إلى الاهتمام والصداقة من والديه، فيستمعان إليه بحب مبالغ فيه دون مقاطعة،
ويوليانه الاهتمام المعقول والذي يشعره بأهميته واستقلالية شخصيته.
ينمو الطفل ويكبر لتبدأ معه الأسئلة المحرجة، وقد يكون ذلك في حضرة بعض الضيوف فيسأل الطفل
عن كيفية مجيئه إلى الحياة وكيف وصل إلى بطن أمه وما إلى ذلك من أسئلة الأطفال المباغتة والمحرجة،
ومن الجدير بالذكر أن الإجابة على مثل هذه الأسئلة الناضجة تكون بطريقة
غير ناضجة ودون تعبيرات من ملامح الوجه كالضحك أو الخجل،
بل يجب ايلاء الاهتمام للطفل السائل واستئذانه للإجابة لاحقا.
والإجابة إخبار الطفل أن الله تعالى عندما خلق البشر قسم بذور الأطفال بين الآباء والأمهات فوضع نصفها في ظهور الآباء
والنصف الآخر في بطون الأمهات، ثم يلتقيان لاحقا وفي فترة محددة من العمر يكون فيها
الأب قادرا على العمل، والأم مخولة لإدارة الحياة.
وعلى الآباء أن يدركا تماما أن للمعاملة بينهما عظيم الأثر على مستقبل ابنهما لذلك
ينبغي أن يحرصا على أن تكون العلاقة بينهما خالية من شتى أنواع التعنيف سواء اللفظي أو الجسدي،
وأن تكون قائمة على الاحترام والحب ثم الحب ثم الحب.
قد يهمك أيضاً موضوع التربية البسيطة يمكنك متابعة القراءة من هنا