حبات القهوة
تتمتع القهوة بقوة جذابة تسحرنا فلا تكاد تخلو أيامنا من كوب القهوة الآسر، ولكن في هذا الكتاب يعرض لنا المؤلفان جون جوردون ودامون ويست قوة القهوة بمفهوم جديد.
تناول كتاب حبات القهوة قصة أبراهام
أبراهام طالب متفوق، مميز وموهوب ويشهد له أساتذته بذلك،
لكن في أحد الأيام لم يكن أبراهام على طبيعته، وكان يبدو عليه الحزن والإرهاق خلال حصة العلوم،
وهو ما اضطر المدرس إلى التحدث معه بعد انتهاء الدرس،
ولم يجد المدرس صعوبة في معرفة سبب حزن أبراهام،
فقد تبين أن الفتى يعيش وضعا أسريا صعبا نتيجة المشاكل الكثيرة بين والديه والتي قد تصل بينهما إلى الطلاق.
وأبراهام لاعب كرة قدم موهوب ولديه مباراة مدرسية مهمة سيتم فيها اختيار الموهوبين، ولكنه وبسبب ظروف عائلته وسوء حالته النفسية يخشى أن يفشل في إظهار مهاراته ومستواه الحقيقي.
لقد كان أبراهام فعلا يعيش ضغوطات نفسية كبيرة وهو ما دعا مدرسه للتصرف معه بحب وحكمة.
• التفكير غير السوي يولد الاستسلام:
بعد أن انتهى المدرس من الاستماع إلى أبراهام طلب منه عندما يعود إلى البيت أن يضع جزرة في ماء مغلي، ويتركها كذلك لوقت طويل، ثم يأتي في اليوم التالي ويخبره بالنتيجة.
وهو ما حدث فعلا؛ في اليوم التالي جاء أبراهام وأخبر مدرسه بنتيجة التجربة والتي مفادها أن الجزرة ذبلت وضعفت وتغير شكلها ولم تعد كما كانت.
كان هدف المدرس من وراء هذه التجربة أن يوصل أبراهام إلى معادلة مفادها أن؛
الماء المغلي يمثل الظروف الخارجية بما فيها المشاكل والضغوطات والعوائق التي يتعرض لها الشخص،
فيتولد عنها الإحباط واليأس والشعور بالضيق والوهن،
وهذا يعتبر تفكيرا غير سوي لأنه من الخلل الفكري الاستسلام أمام مشكلات الحياة وضغوطاتها.
• الظروف قد تكسر الإنسان وقد تجرده من المشاعر:
بعد تجربة الجزرة طلب المدرس من أبراهام أن يضع بيضة في الماء المغلي،
ولكن لم يكن أبراهام بحاجة لهذه التجربة لأنه مثلنا جميعا يعلم تأثير الماء المغلي على البيضة، وقد أخبر مدرسه بذلك فورا.
ما أراد المدرس إيصاله لأبراهام هو الآتي:
أولا اختلاف ردة الفعل تجاه ظروف الحياة من شخص إلى آخر،
فنفس الظروف وضعت فيها الجزرة والبيضة ولكن الجزرة كانت ردة فعلها الذبول والضعف، والبيضة الصلابة والقوة.
ثانيا؛ ردة فعل البيض ليست إيجابية كما يظن كثير من الناس؛
فما يعانيه الشخص من مشاكل وضغوطات نفسية قد يحوله إلى شخص قاس جامد المشاعر.
في النهاية تأثير الظروف الصعبة (الماء المغلي) كان سلبيا على كلتا الشخصيتين.
وقد برر المؤلف ما وصل إليه الناس في زماننا من قسوة وبرود بالتأثير الكبير للأنترنت على حياتنا، فالأنترنت بما فيها من منصات التواصل ومرئيات ومسموعات تمرر لنا الكثير من السلبية وتحيطنا بالكثير من الإحباط، وهو ما يؤثر سلبا على أطباعنا وردود أفعالنا.
ولكن هذا الانترنت نحن قادرون على ضبطه وإدارته وفق ما نريد نحن لا هو، وهنا مكمن قوتنا وتفوقنا عليه.
• كن حبات القهوة ولا تكن الجزرة أو البيضة:
بعد تجربتي الجزرة والبيضة، طلب المدرس من أبراهام القيام بتجربة ثالثة تتمثل في وضع حبات من القهوة في ماء مغلي والانتظار ساعة، ثم يأتي ويخبره بالنتيجة.
كان أبراهام مدهوشا ومعجبا بردة فعل حبيبات القهوة تجاه الماء المغلي الذي وضعت فيه؛ فهي لم تسمح له بالتأثير فيها وإنما هي من أثرت به وحولته إلى شراب.
إن حبات القهوة تصرفت على خلاف الجزرة والبيضة وتأقلمت مع ظروفها، وهكذا نحن إن شئنا ذلك طبعا!
نحن نستطيع إدارة حياتنا والمواقف التي تعتريها إن نحن أحسنا التفكير والتدبير.
• درس حبات القهوة يصنع المعجزات:
لقد تأثر أبراهام كثيرا بتجربة حبات القهوة، حتى أنه غير من سلوكه وطريقته في مواجهة ظروفه ومشاكله، وروج في مدرسته لدرس حبات القهوة ثم أسس هو وثلة من رفاقه نادي حبات القهوة والذي كان الهدف منه نشر المحفزات الإيجابية من قصص نجاح وغيرها بين الطلاب، فكان لذلك أثر جميل ووقع طيب على نفوس الطلاب وأصبح شعارهم في الحياة “نحن أقوى من مشاكلنا”.
• لا تنس أبدا حبات القهوة:
كلما مررت في حياتك بظرف صعب، أو مشكلة عكرت صفو حياتك فلا تيأس ولا تبتئس، لا تكن ضعيفا كتلك الجزرة التي ضعفت وتهاوت أمام الظروف التي حلت بها، ولا قاسيا كتلك البيضة التي أفقدتها الظروف نفسها رقتها وجعلت قلبها قاس فماتت مشاعرها وأصبحت تؤذي من حولها ولا تقيم لمشاعرهم وزنا، تذكر دائما أن داخل كل إنسان منا طاقة وقوة قد أمده الله بها لمجابهة هذه الحياة التي لا تصفو لأحد، وأن تلك القوة بإمكاننا توجيهها وفق ما نريده.
موضوع قد يهمك أيضاً ” الذكاء الاجتماعي” تابع القراءة من هنا