التنمية البشرية
كتمان الأخبار الشخصية ومدى ارتباطها بثقافة المجتمع المحيط بنا
علاقة كتمان الأخبار الشخصية بالبيئة والمجتمع المحيطين بالشخص
كتمان الأخبار الشخصية ضرورة اجتماعية؛ إن الشائع عند كثر من الناس أن الكتمان كصفة، يتعلق بالأسرار فقط، غير أن من الملفت في هذا الزمان أن ثقافة الكتمان تتعلق بأمور كثيرة ولعل واحدة منها كتمان الأخبار الشخصية، وهو من المواضيع الملفتة للنظر في هذا الزمان الذي صار فيه التفتح على العالم، بسب هذه الوثبة العلنية الرائدة في تقنيات التواصل على اختلافها وتنوعها أعني سمعية وبصرية ومكتوبة، فضلا عن الكم الهائل من تطبيقات التواصل، وحينها انتقل الأمر من كونها أخبار شخصية، إلى كونها أخبار شخصية يمكن الاحتفاظ بها مرة أخرى و التصرف بها.
كتمان الأخبار الشخصية ثقافة الراقين من المجتمع
- من سمة الارتقاء في المجتمع أن نجد من الشخصيات ممن يجتنب الخوض في القضايا الخاصة للناس،
- ويكون هذا بأمرين هامين؛
- الأول: عدم التركيز على حياة الناس ومحاولة التطلع إلى أخبارهم، والتعرف على جيديهم في كل مرة وحين،
- والثاني: ترك الخوض في هذا الأمر بكثرة الأسئلة الخاصة،
- وليس من الطبع السليم الراقي كثرة الأسئلة ولا الخوض في الخصوصية،
- كالسؤال عن العمر والوظيفة والراتب ووجهة السفر وسبب الغياب، والامتناع عن الزواج أو الدافع للطلاق …إلخ.
الأخبار الشخصية والتوسع فيها قد يؤذي
- إن من طبيعة كثير من الأشخاص ميلهم إلى التكتم على أحوالهم الشخصية وظروفهم الشخصية
- ولهذا ينزعجون من كثرة سؤال الناس لهم عن تفاصيل حياتهم الدقيقة والعميقة
- وهذا يتسبب لهم في إحراج وكسر الخواطر وجرح قلوبهم ومشاعرهم
- ومن ثم إنهاء العلاقات
- ولربما تغير محل السكن
- ثم يؤدي إلى الاختفاء عن الأنظار و التواري عن الناس
- ثم كراهية المجتمع
- والانكفاء عن التعاون والتكافل الاجتماعي.
حماية الخصوصية ضرورة شخصية
- من الواجب حتمًا في هذا الزمان، التقليل من التحدث في المواضيع، والكلام في كل المواضيع،
- والانتباه إلى فئة من الناس قد تظهر في صورة الحرص على غيرها، بكثرة السؤال عنها ، وإظهار المحبة والشفقة لهم،
- وليس من المروءة كثرة سؤال الأخرين عن دقائق حياتهم ،
- بل من تمام المروءة الإقلال عن التطلع إلى حياة الناس،
- ومحاولة التغول في تلك المساحات المتعلقة بالذات وبالعلاقات الخاصة،
- هذا من جهة ومن جهة أخرى قد يكون في هذا التطلع والتعرف الوقوف على بعض الحقائق الصادمة
- والتي تركها أولى من معرفتها،
- وقد تنقلب حينها الأحكام رأسا على عقب ويكون الأفضل والأسلم حينها ترك فضول السؤال،
- وممكن أن تكون بعض تفاصيل الحياة التي يراها الإنسان صغيرة تحمل من الحقائق الكبيرة عند البعض الآخر،
- وقد تكون بعض الأخبار الشخصية كنزا ثمينا عند الآخرين، و منصة للإضرار بهم بقصد أو بغير قصد.
الأخبار الشخصية وخطورة تأويلها
- من أخطر الأمور التي تحصل في حياة الناس؛
- أن يسيء بعض الناس فهم بعض الأخبار وبالتالي تأويلها على نحو يسيئ إلى الشخص،
- ثم يجعل الأخرين يرسمون صورا خاطئة جدا،
- ليجد الإنسان الذي تتعلق به القضية الشخصية يواجه عملية تصحيح صورته والدفاع عن نفسه،
- ثم في هذا من هدر الطاقة والجهد الشيء الكثير،
- ولكان الأولى ابتداء وانتهاء لزوم الصمت،
- ثم عدم الانجرار بالجواب عن كل سؤال.
الكاتب:
كتب بواسطة الكاتب (د. عبد الرحمن جلال الدين ) اطلب استشارتك الآن.