اضطراب الشخصية الوسواسية: الصفات والسمات وطرق العلاج
أنت موسوس وتنظر إلى أدق الأمور! هل تعرضت في حياتك إلى هذا الاتهام الصعب؟ هل تنظر لأمور حياتك بدقة شديدة وتشعر بأن هذا الفعل يؤثر عليك؟، بعد أن تعرفنا على ما هو اضطراب الشخصية، نتابع هذا المقال كل ما يتعلق باضطراب الشخصية الوسواسية من تعريف وأسبابه وسماته وطرق العلاج.
ما هو اضطراب الشخصية الوسواسية؟
هو أحد اضطرابات الشخصية التي تصيب العقل، يراعي به المصاب جميع تفاصيل حياته بدقة، ويعاني من صعوبة في التفكير وفهم المواقف التي تواجهه، مما يجعله يتصعّب من التفاعل مع الآخرين، بالإضافة إلى حب تنظيم الأمور بشكل مثالي.
يبدأ اضطراب الشخصية الوسواسية من مرحلة المراهقة ويصل إلى مراحل متقدمة في العمر، ينتج عن أسباب وراثية وحب الشخص للكمال.
ما هي سمات الشخصية الوسواسية؟
تختلف صفات الشخصية الوسواسية من شخصية إلى أخرى، البعض منهم يمتلك عرض واحد من أعراض الوسواس القهري، والبعض الآخر يمتلك جميع الأعراض معًا، والتي منها:
- الاهتمام المفرط بتفاصيل الأمور والقواعد والالتزام الدقيق بجميع الأشياء حتى الصغيرة.
- الاهتمام بالروتين اليومي وممارسة الحياة بصلابة كالمعتاد وكراهية التغيير.
- التشاؤم والتوتر الدائم والصرامة الشديدة وقلة المرونة والحاجة للبكاء الشديد.
- الحساسية الشديدة تجاه أي كلمة تسبب له الضيق وكراهية الحصول على المساعدة.
- عدم القدرة على التخلص من الأوراق القديمة والمستلزمات الشخصية.
ما هو الفرق بين الشخصية الوسواسية والوسواس القهري؟
هناك الكثير من الفروقات بين الشخصية الوسواسية والوسواس القهري، اضطراب الوسواس القهري هو عبارة عن فكرة غير مرغوب فيها يندرج عنها أفعال وعادات مزعجة تختلف عن اضطراب الشخصية الوسواسية، تتمثل هذه الفروقات بالتالي:
- يعتقد أصحاب الشخصية الوسواسية أنهم لا يعانون من اضطراب في الشخصية ولا يعترفون بأهمية العلاج النفسي، في المقابل يدرك أصحاب الوسواس القهري أنهم يعانون من مرض نفسي ويدركون أهمية العلاج.
- يعاني أصحاب الوسواس القهري من القلق والتوتر المبالغ به، أما أصحاب الشخصية الوسواسية يوترون الأشخاص من حولهم ويفرضون القيود عليهم.
- لا ينجح أصحاب الوسواس القهري في إنجاز أي مهام فهم يضيعون الوقت في التوتر والتفكير، أما أصحاب الشخصية الوسواسية يدققون في أصغر التفاصيل مما يجعلهم ينجزون أعمالهم على أفضل وجه.
- مرضى الوسواس القهري لا يتفاعلون مع الأشخاص من حولهم، وذلك بسبب التأثيرات التي تصيب شخصيتهم، أما أصحاب الشخصية الوسواسية يتفاعلون بشكل جيد مع المحيطين بهم.
- الوسواس القهري يمكن علاجه في أي فترة من حياة المريض مع مرور الزمن، أما اضطراب الشخصية الوسواسية يؤثر على العلاقات بين الأفراد ويحتاج لجلسات علاجية تعالج السلوك والمعرفة.
ما هي العلاقة بين الشخصية الوسواسية والزواج؟
اضطراب الشخصية الوسواسية يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الشخصية وخاصة علاقة الزواج، تتمثل سمات الشخصية الوسواسية بالزواج بالتالي:
- المثالية تهمه أكثر من العلاقات
صاحب الشخصية الوسواسية يواجه مشكلة في تقبل الأخطاء ولا يسمح بها بتاتًا، فهي الشخصية التي تسعى للكمال في كل أمور حياتها، ويضع معايير صارمة لا يمكنه تجاوزها، سواء في حياته الاجتماعية أو العملية أو مع شريك الحياة.
- يعتقد أنه على صواب دائمًا
يسبب اضطراب الشخصية الوسواسية رغبة لدى صاحبه في السيطرة على حياة شريك حياته، لاعتقاده أن أسلوبه في الحياة هو الصحيح، مما يجعله يضغط على شريك حياته وأبنائه.
- يكرس حياته للعمل
يرى أصحاب الشخصية الوسواسية أن الأمور الترفيهية في الحياة ما هي إلا عبارة عن مضيعة للوقت، فهو يكره المتعة والسفر والمرح، ويغضب إن لم تتبع أسرته أوامره، فإنجاز المهام هي اهتمامه الأول.
- يتصف بالجمود العاطفي
يعاني أصحاب الشخصية الوسواسية من الجمود العاطفي، فهو لا يعبر عن محبته ولا يفصح عن مشاعره لشريك حياته، بل يستخدم أسلوب الإهانة والشك المفرط والجدال لأقل الأسباب.
كيفية التعامل مع الشخصية الوسواسية؟
الشخصية الوسواسية القلقة تحتاج إلى تعامل خاص، وإلا يصبح التعايش معها صعب جدًا، فأفعالهم ما هي إلا نتيجة خوفهم على الآخرين، وأفضل الطرق للتعامل معها هي:
- تجاهل أفعالهم وعدم التركيز مع أفعالهم
- محاولة التكيّف معهم والنظر إلى إيجابياتهم
- عدم أخذ طباعهم في عين الاعتبار
- تقبل أفعالهم بروح إيجابية ورياضية
وأخيراً، فإن اضطراب الشخصية الوسواسية أو الشخصية الوسواسية القلقة هو مرض نفسي لا يمكن إهماله، وهو بحاجة إلى تدخل علاجي سواء كان نفسي أو دوائي، لأنه يؤثر على علاقة الأشخاص بالآخرين، وبالرغم من أنها رحلة علاجية طويلة الأمد إلا أنها تؤتي ثمارها بالفعل لو تم التعامل معها بشكل صحيح.
هل تحتاج إلى مساعدة؟
فسرلي تقدم موقع وتطبيق استشارات نفسية واجتماعية، وتتيح لك استشارة نخبة من أطباء وخبراء الصحة النفسية في العالم العربي من خلال برنامج متكامل متواجد في هاتفك، يرشدك إلى طرق تحسين الصحة النفسية بسهولة وبسرية تامة.