fbpx
التنمية البشرية

الاتساع المعرفي ودوره في الهدوء النفسي في الحكم على الأشياء

لو وصل الانسان إلى الاتساع المعرفي سيصل للهدوء النفسي والثبات الانفعالي

نعرف في الأول مفهوم الاتساع المعرفي بالمعنى اللغوي والبيئي: الاتساع المعرفي؛ عبارة عن مرحلة من المعرفة يصل إليها الإنسان، والاتساع المعرفي، يراد به أن يكون الإنسان على جانب معرفي يدعوه إلى ملاحظة الأشياء والحكم عليها بطريقة سلسة جدًا، بعيدا عن الاستعجال وعدم التروي، وبعيدًا عن قصور الفهم، بل تكون فيه الرؤية من كل الجوانب، ولا يقتصر النظر والتفكير حينها على معرفة الأسباب بل يشمل كل النتائج، وهذا أمر أساسي جلي لكل عاقل.

الاتساع المعرفي وتأثيره النفسي على صاحبه

  • الغالب على النفس الاضطراب إذا اتسمت بقصور في العلم، فإن غياب الرؤية حاله كالعَشَى في العين،
  • كما أن اتضاح الرؤية ووضوحها سبب في سكون النفس،
  • وشاهده أن النفس تطمئن بالوجود لما تكسبه ولما تحرزه،
  • وتضطرب لكل ما هو غائب وبعيد عنها،

وعلى هذا ففي الاتساع المعرفي؛ بيانٌ لكل معضلة، وحلٌ لكل مشكلة، فإن العلم الصحيح يبعث على الهدوء والطمأنينة وهذا الأمر ذاته ينعكس على النفس الإنسانية، هذا الانعكاس الذي له تأثيره للشخص ذاته و على غيره، فأما التأثير الذاتي، فالاستبصار أي رؤية الأشياء كما هي قال سقراط فيها: “النّفس الفاضلة لا تطغى بالفرح، ولا تجزع من الترح، لأنها تنظر في كلّ شيء كما هو، لا تسلبه ما هو له ولا تضيف إليه ما ليس منه، والفرح بالشيء إنما يكون بالنّظر في محاسن الشيء دون مساوئه، والتّرح إنما يكون بالنظر في مساوئ الشيء دون محاسنه، فإذا خلص النظر من شوب الغلط فيما ينظر فيه انتفى الطّغيان والجزع، وحصل النظام وربع ، وأما على غيره فالاتصال النفسي و التواصل السريع “، قال أفلاطون: العلم مصباح النفس، ينفي عنها ظلمة الجهل، فما أمكنك أن تضيف إلى مصباحك مصباح غيرك فافعل، وقال أبو سليمان: ما أحسن المصباح إذا كان زجاجه نقية، وضوءه ذكيًا، وزيته قويّا، وذباله سويّا.

حاجة الناس إلى الاتساع المعرفي في زماننا الحالي

  • إن من المزايا الحسنة في هذا الزمان هذا الاتساع العلمي في المصادر العلمية، وفي إمكانية الرجوع في حالات كثيرة من المسائل على اختلافها علمية واجتماعية و اقتصادية إلخ، ومن المفروض أن يكون هذا الكم العلمي والمعرفي عونًا فعليًا على مواجهة المشاكل النفسية التي تعيشها كثير من المجتمعات، ومن مقتضيات ذلك الاهتمام باللغة كونها طريق للمخاطبة، و الانتباه إلى أهمية تقدير واحترام التخصص العلمي، و أسلوب التحاور والمناقشة، وطرق العلاج، ومناهج الاستشفاء، وهذا يفترض أن يلقي بظلاله على واقعنا الحالي، فتكون النفس الإنسانية أكثر هدوء، كما تكون المجتمعات أكثر استقرار، و في هذا كله لابد أن تتسم حياتنا بشيء من الاتزان، والاتزان هو أحد الأساسات التي تبنى عليها الحضارات، والكلام في الهدوء النفسي والاتزان الروحي و الاعتدال المعرفي من أهم ما يجب الاهتمام به في هذا الزمان، وانتهاء يقول أحد الفلاسفة : الإنسان إمّا أن يكون ملك النّفس والحال، أو يكون ملك النفس غير ملك الحال، أو يكون ملك الحال غير ملك النّفس… وملك النفس والحال من أهم الأمور التي يجب عدم الإغفال عنها.

الكاتب:

كتب بواسطة الكاتب (د. عبد الرحمن جلال الدين ) اطلب استشارتك الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى