fbpx
التنمية البشرية

الاعتزاز بالثقة في زمن اهتزاز المبادئ…نثق أو لا نثق؟ في مقابل الشك والريبة

كيف نصل إلى الاعتزاز بالثقة في عصر اهتزت فيه وتزعزعت ثقتنا في كل شيء

الاعتزاز بالثقة بعد تزعزع الثقة فيمن حولنا: الثقة حالة من الأمان بالنفس يجد الإنسان في ذاته حيَال ما يجده، وقُدام ما يكابده، وبالتالي فهي ليست مسألة عرضية ثانوية بقدر ماهي قضية أصلية وأصيلة أي في حياة الإنسان، وفيمن هم تحت مسؤوليته، ويقابلها في المعنى الريبة، فكما أن للثقة من الآثار القوية على حال الإنسان في مواجهة ما حوله، وفي تأمين مستقبله، فإن للريبة من تكبيل القدرات، وتوهين الإرادات، ما يكون سببًا مباشرًا في دخول الإنسان إلى حالة من اليأس والإحباط.

زمن الاهتزاز وانعدام الاعتزاز بالثقة

  • و يُراد به هذا الزمن المتغير في المباديء والأفكار والقيم،
  • فإن الناس يتعاملون بما تقتضيه ضرورات كل عصر،
  • وبما يُطبع عليه من الأمر الغالب ولابد،
  • غير أن السمات في هذا العصر هي كثيرة،
  • ولعل أبرزها السرعة في مجالات كثيرة،
  • بسبب الارتكاز على الاقتصاد وسائر الماديات،
  • وبالتالي الارتكاز على الاستهلاك والذي يرتكز هو بدوره على الجانب المادي،
  • وفي أكثر من تقاطع للمصالح تجنح كثير من الأنفس إلى تفضيل المال،
  • وتغليب منطقة المصالح تغليبًا يعتمد على الأنانية.

نثق أو لا نثق

  • من المسائل المطروحة بكثرة في أكثر من مجال وفضاء، نثق أو لا تثق،
  • والناس في هذا المجال بين المتوسط والغالي، فأما من لا يثق فالداعي في ذلك له، ألا يقع تحت تجارب الخيانة لمرارتها، فيكون الحذر أسلوبه المتميز،
  • وأما المتوسط فقد يلجأ إلى التمييز بين الأشخاص فيمن يستحق أن يمنح ثقته من عدمها،
  • بالتالي قد يستدعي الأمر هنا عدم التوغل في ذكر الخصوصيات والحفاظ على الأسرار
  • والحذر من الاستدراج، وتعويد النفس على التقيد في الكلام والجواب على القدر الكافي،
  • فيضع الثقة مكانه والحذر مقامه، ولا يبادر إلى التصديق بل إلى التأكد،
  • وبالتالي يتقدم عدم الثقة احتياطًا ثم الثقة لاحقا حيث تبيَّنت دلائل الصدقة وارتفعت شواهد التهمة
  • وفي هذا قيل: “لا تثق بكلّ أحد، ولا تَرْتَبْ بكلّ إنسان، أي لا تشك، فإن كان أهل الثقة كثر، فليتخير الإنسان أهل ثقته، وإن كانوا قليلاً، فليقدم أفضلهم، وإن كان واحدًا فإنه لا يمكن الاستغناء عنه.

كيف نصل إلى الثقة

  • الثقة يوصل إليها مع مرور الأيام، من أهل الصدق والأمانة، الذين يكلفون قلوبهم حفظ الأسرار،
  • كما يكلفون أذهانهم حسن المشورة والنصيحة لمن طلب منهم، وخُلوص الرأي
  • وهذا الحال بين كل طرفين و شركين،
  • كالحال بين الرئيس والمرؤوس والزوجين والإخوة والجيران وقس على ذلك،
  • ثم كان حال الناس في هذه الحياة كخال المسافرين كل يحتاط على النفس وعلى الأمتعة
  • ثم إذا وقع بينهم الإيناس،
  • نطقت الضمائر، وذهبت عقد التحفظ، ولم يحتج الشخص إلى امتحان ليتأكد،
  • ولا يكون هذا كله إلا بصحة النية، فينتفي هنا كل خداع  وغش،
  • وهذه صفة عظيمة في مثل هذا الزمان،
  • ثم إن عدم الوثوق يدعو إلى شيء من الاعتزال والابتعاد عن الحياة العامة
  • كما أن في الوثوق من حصول الطمأنينة والانبساط مع الناس في دعة وسرور،
  • ثم إن الثقات لها مستويات يكون أعلاها أن يفزع إليه في المخاوف فنجده مستعدٌ وراغبٌ،
  • وهو سليمُ القلب، قادرٌ على تلبية أكثر من طلب، وهكذا تحلُو الحياة وتُستدام المسرات.

الكاتب:

كتب بواسطة الكاتب (د. عبد الرحمن جلال الدين ) اطلب استشارتك الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى