fbpx
التنمية البشرية

فهم الذات هل يحتاج إلى مرآة؟ ليتوغل في أسرار نفسه!

هل من الضروري فهم الذات والوقوف على أهم ما يختلج النفس البشرية

فهم الذات والتوغل في أسرار نفسك! إن من المشاكل العويصة التي تعترض حياة الناس في هذا الزمان، مشكلة فهم الذات، وهي مشكلة بالفعل إذا نظرنا على عدد من يسأل عن حقيقة ذاته، وعدد من يحاول فهم ذاته، وعلى النحو يعتبر فهم الذات أمر أساسي، ومنطلق ضروري، لكل مشروع مهما كان الفائدة المنتظرة منها، وفي هذا يقول سقراط:” النفس جامعة لكل شيء فمن عرف نفسه وما عرف كل شيء ومن جهل نفسه جهل كل شيء”، وقال أفلاطون:” وسئل أي شيء أنفع للإنسان فقال إن يعنى بتقويم نفسه أكثر من عنايته بتقويم غيره”.

أهمية فهم الذات في حياتنا

فهم الذات إحدى ضروريات الحياة: المراد بالذات أن يفهم الإنسان نفسه ويدرك طبعه وأخلاقه وطبيعة أفعاله النفسية و انفعالاته، ولعل في إدراك هذه الغاية أن يستثمر الجوانب الإيجابية كما يعمل على التخلص من الجوانب السلبية التي تعيقه وتجعله يعيش في سوداوية قاتلة ، ولعل السؤال المهم في هذا الجانب هو ما هي أليات فهم الذات وهل بالإمكان أن يفهم ذاته ، أم أن الأمر يحتاج إلى مرآة تعكس له الجوانب الخفية التي يمكنه الوصل لها ، و تكون هذه المرآة في المجتمع الذي من حوله ، و لأن المرآة توصف بالصفاء ، فكذلك كان من المشروط حسا أن يكون من يتولى وظيفة المرآة صافي الحواس ، قوي الحواس ، وراقي في أسلوبه، و في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : “إن أحدكم مِرآةُ أخيهِ، فإنْ رَأى به أَذى فَلْيُمِطْ عنه أي ليشتغل بإصلاح حاله بأيِّ طريق أمكنه، وليعلم نفسه كنفسه. وفي رِواية: “المُؤْمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ، والمُؤْمِن أخو المؤمنِ، يَكُفُّ عنهُ ضَيْعتَهُ، ويَحُوطُه مِن وَرائِهِ”. أي المؤمن في إراءة عيب أخيه كالمرآة المجلوة الي تحكى كل ما ارتسم فيها من الصور، ولو كان أدنى شيء”.

المرآة آلة الجلاء وآلية الوضوح!

المرآة آلة الجلاء و آلية الوضوح: من تمام الامتناع أن يدرك الإنسان حقيقة نفسه، ويكفي في الاستدلال عل ذلك أمرين:

  1. الأول: أنه ليس كل واحد يمكنه أن يقرأ حقيقة نفسه، صحيح قد يعرف الإنسان طبعه الظاهري، ويفهم نفسه إجمالاً، ولكن قد يعجز عن الوصول إلى بعض التفاصيل فضلاً عن حجم التغير الذي يمر به،
  2. والثاني: أن من طبيعة الإنسان و هو في عين الحدث، لا يمكنه أن يدرك نفس ، و لعل ما يدل على ذلك حالة الإنسان في حالة الغضب أو الفرح إلخ.

فإن الغضب حالة من العمى العقلي كمالاً.

مدح النفس حالة من الوهم النفسي.

لأن الإنسان مفطور على مدح نفسه والتبرير لها، وقلَّما من يعترف بخطئه.

وبالتالي لابد للإنسان أن ينتبه إلى من ينتقد شخصين سلبًا و إيجابًا.

وأحيانا يكون النقد السلبي إيجابيًا وهذا حيث يكون النقد يشمل الحقيقة.

ويترك تلك المجاملات الخادعة، وفي هذا قيل:

” لا يزال الناس بخير ما تنافروا؛ فإذا اصطلحوا هلكوا”

أي إذا كتموا عيوبهم أصابهم الهلاك، وفي هذا المقام لابد من اختيار طريق تمرير الرسائل في تقويم الذات.

والتنبيه على حقيقة تكوين الشخصية، وكيفية إمكانية تنمية المواهب والقدرات؛

ما أجمل أن يكتشف الإنسان غيره، وما أجمل أن يذهب الإنسان ما يعتريه من شكوك في معرفة حقيقة نفسه، ليقول:

“وأخيرا وجدت من يفهمني “، أو:” أخيرا اتضحت لي الرؤية و ارتاحت نفسي”، إنها حالة تحقيق و تصحيح الذات و حالة ميلاد وانطلاقة جديدة.

كتب بواسطة الكاتب (د. عبد الرحمن جلال الدين ) اطلب استشارتك الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى