fbpx
الزوجية والعاطفية

ما يخفى و ما لا يحفى

ما يخفى و ما لا يحفى : إن هذا العالم و هذا الوجود، متميز في ذاته ، وهو في حذ ذاته مركب من أمور تخفى وأمور

لا يمكنها أن تخفى اصطلح بعض العلماء على تسمية هذه الظواهر بعلم الكمون أو البروز،

وعين الإنسان إن كانت قاصرة في الإدراك ن فكذلك عقله و لا بد، إنه عالم من الحجب غير المتناهية ،

ترتفع فيها الحجب مع قوة النور الذي يفكر به الإنسان ، ويتحسسه ويشعر به عبر الأثير المنبع من نفسه

والواصل إليه في قلبه عبر ما يجد م العواطف و المشاعر، وأما ما لا يظهر يخفى أي الواضح و المعلوم

الذي تدل عليه الأدلة و الشواهد والقرائن والحجج ، كما قيل : * الدُّرُّ لا يخفى لجوهره … وكذا البدورُ تُنير في الظُّلَمِ*.

ما يخفى و ما لا يحفى ، ومن طرق إدراك ما لا يخفى:

أما إدراك ما لا يخفى، فيمكن بأشياء كثيرة، والتي منها:

الأول: تمام العلم، وتوظيف الفكر، فينظر العاقل إلى الأشياء بنظرة علمية دقيقة.

الثاني: التفقد: عل العاقل أن يتفقد أموره وأمور غيره إذا كان مسؤولا عنه حتى لا يخفى عَلَيْهِ إحسان محسن ولا إساءة مسيء.

الثالث: التحقيق، وهو الطريق الأمثل لدفع كل شك وريبة.

الرابع: القريب لا يخفى، إن حالة القرب تجعل الإنسان يلحظ كل ما يدور حوله، وهو أمر جيد للغاية.

الخامس: المخالطة، كل الإنسان يحتاج أحيانا إلى المخالطة حتى تنكشف له الحقائق التي حوله.

السادس: المشاهدة والتجربة، فمن اعتبر بما يدور حوله، وكان كثير التنقل من حال لحال،

وبالتالي كثير التعامل مع الآخرين، وكثير من التجارب يسمح للإنسان.

ما لا ينبغي أن يخفى: لا ينبغي على العاقل أن تحقى عنه كثيرا من الحقائق المهمة، و التي من أهمه ما يلي :

الأول: نفسه، فلا ينبغي على العاقل أن تخفى عَلَيْهِ عيوب نفسه لأن من يخفى عَلَيْهِ عيوب نفسه خفيت عَلَيْهِ محاسن غيره،

وإن من أشد العقوبة للمرء أن يخفى عَلَيْهِ عيبه، لأنه ليس بمقلع عَن عيبه من لم يعرفه وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها وما أنفع التجارب للمبتدئ.

الثاني: الحسن والقبح،

لا ينبغي الإنسان أن يخفى عليه من الحسن والقبح بكل أشكاله وصوره، والحسن فيه من الجاذبية ما يقتضي،

كما أن القبح فيه من النفور ما يجب الابتعاد عنه ولابد.

الثالث: المعقول، لا يبغي للعاقل أن لا يدرك المعقول، لأن الغالب على ما يكون معقولا أن يكون واضحا.

الرابع: ما يريد الإنسان من نفسه، من الرغبات و الطلبات ، لأن الدافعية في النفس توضح حقيقة الطلب و حقيقة الوسائل الموصلة .

الخامس: مرور الزمن، لا ينبغي للعاقل أيضا أن يخفى عليه مرور الزمن خاصة في الظرف الخالي الذي نعيش فيه،

فإن من كثرة الأشغال أو لكثرة الخصومات، يصير الإسنان لا يشعر بمرور الزمن،

وهذا له آثاره السلبية على مستوى الاستعداد والتخطيط.

السادس: الأدب لا يخفى فضل ذي الأدب وإنْ أخفاه الشخص بجهده كالمسك الذي يخبأ ويستر ثم لا يمنع ذلك ريحه من التذكي.

السابع: محيطه، يقال لا ينبغي للعاقل أن يغفل عن علم ما في نفس أهله وولده وإخوانه وأصدقائه ف

ي كل لحظة وحركة وكلمة وفي القيام والقعود وفي كل حالة، فإن هذه كلها شواهد لا يخفى معها ما تحنّ له القلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى