fbpx
التنمية البشريةالزوجية والعاطفية

الابتزاز العاطفي

إنّ المفهومَ السّائدَ عن الابتزاز العاطفي هو ما نراه غالبًا في الأفلام والمسلسلات. أو نسمع عنه ويكون باختطافِ شخصٍ مقرّب من الضّحيّة أو تهديده بكشف شيءٍ معيّن يخصُّه. ممّا يضطرّ الضّحيّة لدفع مالٍ، أو الاستجابة لأيّ مطالب أخرى قد يطلبها المُبتزُّ مقابل عدم فضحِه والكفّ عن مضايقاته. هذا في الأفلام والمسلسلات كما قلنا وقد تعرّضت له الكاتبة سوزان فوروارد في كتابها «الابتزاز العاطفيّ» حيثُ ذكرت في البدايةِ قصّة رجلٍ يدعى إبراهيم، قام أحدُ البلطجيّة بخطفِ ابنه وابتزازه لدفع مبلغ من المال،  ولكنّ الكاتبة  ترى أنّ هناك صورًا أخرى مختلفة للابتزازِ.
تقول الكاتبةُ أنّ الابتزازَ لا يكونُ دائمًا من قبلِ أشخاص أشرار. فقد يتعرّض الشّخصُ للابتزازِ من قبلِ أناسٍ مقرّبين منه ويعرفونه كالأب والأمّ والأخت والزّوج والزّوجة … إلخ. أو من قبل شخص غريبٍ عنه كما حدث مع إبراهيم. والتّهديد من الشّخص المقرّب يكون مثلا بالتّهديد بكشف معلومات أو أمور خاصّة إذا لم يستجب الضّحيّة لما يطلبه منه. وفي مثل هذه الحالة فإنّ الضحيّة لن يستعين بأحد كالشّرطة لأنّ الجانِي مقرّب منه ويهمّه أمره.

وترى الكاتبةُ أن الأسلحة في الابتزاز العاطفي تنقسم إلى أربع مجموعات أساسيّة:

•التّهديد بالعقاب الخارجيّ واستشهدت بقصّة ميّ التي تتعرّض للتّهديد من قبل عائلتها بالمقاطعةِ والحرمان من الدّعم الماديّ والمعنويّ إن هي لم تدخل كلّيّة الطّبّ مثل ابنةِ عمّتها.

التّهديد بالعقاب الدّاخليّ وهو أن يتعرّض الشّخص للتّهديد من قبل شخص قريب منه ويحبّه بمعاقبة هذا الشّخص لنفسه إن لم يفعل الضّحيّة ما يطلبه منه. وقد ذكرت الكاتبةُ هنا قصّة أمّ رجب التي تهدّد ابنها بعدم الأكل مطلقًا إن هو لم يتزوّج ابنة خالته. أم بعدم النّوم إن هو تأخّر عن العودة إلى البيت.

تهديد المعاناة وهو ما تعرّض له كريم التي طلبت منه مخطوبتُه شيئا ولم يستجب لها فجاءت بصورة يد مريضة عليها مصل ووضعتها حالة على الواتساب. كما طلبت من صديقاتها الدعاء لها بالشفاء على الفيسبوك كلّ ذلك حتى يراها كريم ويشعر بالذّنب تُجاهها.

الإغراء وهو تهديد ضمنيّ فيربط الشّخصُ المكافأة بحسنِ المعاملةِ تماما كما فعل زوج هند الذي طلب منها أمرا فرفضته. بالتالي, يلجأ إلى مقاطعتها وتنغيص حياتها للضّغط عليها وجعلها تغيّر رأيها وتستجيب له.

ثمّ تعرّضت الكاتبة إلى أعراضِ الابتزاز العاطفيّ وقد لخّصتها في: الرّغبة، والمقاومة، والضغط، والتّهديد، والالتزام، والتّكرار.

ثمّ تطرّقت الكاتبةُ إلى مسألةِ الضّبابيّة في الابتزاز العاطفيّ ولم لا يكونُ ظاهرا للعيان؟

فتردّ ذلك إلى العلاقة الحميمة التي تربطنا بالشّخص الذي يبتزّنا عاطفيًّا. فنظرًا للمحبّة والقرابة بيننا نحنُ لا يمكننا ان ننتبه او نقرّ بصفة الاستغلال الموجودةِ في ذلك الشّخص. والمُستغلّ يعتمد على ثلاث حيل ألا وهي الخوف والالتزام والذّنب.
فالبلطجي في قصّة إبراهيم استغلّ خوفه على ابنه. وكذلك المستغلّ في الابتزاز العاطفي يعتمد الأسلوب ذاته كما فعل هشام مع أمّه حيث اعتمد على تخويفها. وعليها الالتزام بشراء السّيّارة، ثمّ جعلها تشعر بالذّنب وأنّها مقصّرة وليست كبقيّة الأمّات.

بعد ذلك تحدّثت الكاتبةُ عن الضّحيّة وهي تعتبر أنّنا جميعنا معرّضون للابتزازِ العاطفيّ ولكن هناك فئة من النّاس هم أكثر عرضة لذلك. وهم عامّة الأشخاص الذي ينتظرون دائما من الغير تقييمهم كي يشعروا بذواتهم، أو الذين يعانون من ضعف عند المواجهة. أو أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن إنقاذِ كلّ النّاس.

طرقِ معالجةِ الابتزاز العاطفي:

فإبراهيم مثلا عليه أن يعلّم ابنه أن لا يتحدّث إلى الغرباء ولا يستجيب لهم، وهنا نصحت الكاتبة بضرورة وضع وتوضيح الحدود للشّخص الذي يُحاول استغلالنا، حتّى وإن كان مقرّبا منّا، فالشّخص الاستغلاليّ هو شخصية نرجسية يرى الاستغلال حقّا من حقوقه.
ومواجهة أمثال هؤلاء تكون برفض ما يطلبونه دون إشعارهم بأنّنا خائفون منهم لأنّ إظهار الخوف لهم هو سلاح يستغلّونه عند ابتزازنا.
وعندم الابتزاز العاطفي و تشعر أنّ هذا الشّخص يتلاعب بك ولا تحسن التّصرّف فلا تجبه فورًا واطلب منه وقتًا للتّفكير، فحصولك على ذلك الوقت كفيلٌ بأن يجعلك ترى العيوبُ والألاعيب فتستطيع بعدها الرّدّ على المستغلّ برفض طلبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى