التفكير الزائد: هل هو مرض نفسي؟ ما هي أسبابه وأعراضه؟
التفكير هو عملية تشغيل العقل من أجل الوصول إلى التحليل المنطقي والحل الإبداعي لكافة المشاكل التي تواجه الإنسان، لكن عندما يفرط الإنسان في التفكير بشكل مبالغ فيه، يدخل في شباك التفكير الزائد أو التفكير المفرط، سوف نتناول في هذا المقال تعريف واعراض التفكير الزائد
ما هو التفكير الزائد؟
التفكير الزائد أو التفكير المفرط هو أحد الاضطرابات العقلية التي تسيطر على الإنسان، وتجبره على تحليل كافة الأمور والمواضيع التي يمر بها بشكل مبالغ فيه، تصيب الرجال والنساء على حدٍ سواء، ويعود سبب التفكير الزائد لعوامل وراثية وسيكولوجية واجتماعية، تؤثر على قدرته على ممارسة الحياة اليومية. ويعرف التفكير الزائد في علم النفس بأنه التحليل المستمر المؤدي إلى فقدان المشاعر والعواطف.
ما هي أعراض التفكير الزائد؟
تتمثل معاناة أصحاب التفكير الزائد بالنقاط التالية:
1. صعوبة اتخاذ القرارات مهما كانت بسيطة
طرح الكثير من الأسئلة وتكرار نفس الأسئلة، التردد الزائد عن الحد، التراجع عن اتخاذ أي قرار بشكل مفاجئ، جميعها أعراض تدل على إصابتك باضطراب التفكير الزائد، مما يؤثر سلبًا على حياتك وحياة عائلتك، خاصة إذا كانت هذه القرارات هي قرارات مصيرية في الحياة.
2. التفكير في الماضي والقلق من المستقبل
قضاء الوقت في تحليل الأحداث الماضية، واسترجاع المواقف السابقة، بشكل يصل بك إلى مرحلة جلد الذات ولوم النفس بشكل مرهق، بالإضافة إلى القلق الشديد من المستقبل، ونسيان اللحظة الحالية حتى لو كانت من أجمل لحظات العمر.
3. الشعور المستمر بالوحدة
مرض التفكير الزائد يجعل الشخص منعزل ومنطوي على نفسه، لا يشعر بالأشخاص المحيطين به بتاتًا، فهو منشغل دائمًا بالتفكير المفرط وكأنه يعيش في سراب من الأفكار التي تطارده في الليل والنهار.
4. الشعور بالتوتر والقلق
نعلم أنك تقول أن الشعور بالتوتر والقلق وحتى الخوف من المشاعر الطبيعية التي يمر بها أي إنسان، لكن هناك بعض الحالات التي ينتج عنها هذا الشعور لأسباب مبهمة وغير واضحة أو للمبالغة في التفكير في بعض الأمور العادية كثيرًا، مثل سماع صوت غريب.
5. ضعف الثقة بالنفس
إذا كنت تعاني من التفكير الزائد سوف تجد نفسك تلقائيًا تبتعد عن الآخرين، وتتجنب مواجهتهم أو سماع ردة فعلهم، وذلك بسبب تزاحم الأفكار وتراكمها في رأسك حول المعنى الخفي من كلامهم.
6. تقليل عدد ساعات النوم
ذهاب النوم من عينك، والسهر لفترات طويلة، أحد أهم أعراض التفكير الزائد، وحتى عندما تنام تتجول الأفكار في عقلك على هيئة كوابيس، مما يوقظك من نومك بشكل مفاجئ.
ما هي أسباب التفكير الزائد؟
1. عوامل وراثية وجينية قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء.
2. تغيرات متعلقة بكيمياء الدماغ وتكوين الشخصية.
3. التعرض للتحرش وإساءة المعاملة في الصغر.
4. عدم الاستقلالية في اتخاذ القرارات وصعوبة مواجهة المواقف.
5. تدني احترام الذات وانخفاض الثقة بالنفس.
6. التجارب الصادمة والخوف من إعادة تكررها.
7. الإصابة بالاضطرابات العقلية والمشاكل النفسية
ما هي اضرار التفكير الزائد؟
– أضرار نفسية
1. الإصابة بالاكتئاب والعصبية الزائدة.
2. الإصابة بالأرق واضطراب النوم.
3. التأثير على خلايا المخ وضعف التركيز.
4. الشعور بالملل والخوف والتوتر.
– أضرار جسدية
1. التأثير على الشهية و الإصابة بالقولون العصبي.
2. ضعف مناعة الجسم والتعرض للأمراض السرطانية.
3. ضعف عضلة القلب والإصابة بالأمراض المزمنة.
4. الإصابة بالطفح الجلدي وحب الشباب.
ما هي طرق التخلص من مرض التفكير الزائد؟
1. التصالح مع الماضي ومحاولة نسيان الأحداث السابقة، وتقبل الأخطاء بتعلم الدروس منها، دون جلد الذات ولوم الآخرين.
2. العيش في الحاضر، والتخطيط للمستقبل بوضع الخطط البديلة لتجنب المخاطر المحتملة، دون إرهاق النفس في التفكير المفرط.
3. البحث عن حلول للمشاكل وعدم تركها حتى تتراكم، واستشارة الأهل وأصحاب التجارب السابقة وطلب المساعدة منهم.
4. النظر للأحداث بتفاؤل وإيجابية، والتركيز على الجانب المشرق من الحياة، لا التركيز على النواقص.
5. محاولة الاسترخاء وتحرير العقل من الأفكار السلبية وذلك من خلال ممارسة تمارين التنفس والتأمل.
6. ممارسة الرياضة والانشغال بتطوير المواهب والمهارات التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية.
7. طلب المشورة من الأطباء النفسيين المختصين للحصول على خطة علاجية تحد من تفكيرك المفرط.
هل تحتاج للمساعدة ؟
إذا كنت تعاني من اضطراب التفكير الزائد فإن منصة وتطبيق فسرلي نخبة من الاستشاريين النفسيين لا تتردد عن طلب العلاج المناسب، حتى لو لم يكن مرض خطير يؤدي بك إلى الموت، إلا أنه قد يزعجك و يعكر حياتك، ويبقى العلاج مهما اختلفت طرقه هو السبيل للوصول للحياة الطبيعية السليمة.