fbpx
الاستشارات النفسية

كيف أتخلص من ذكريات التحرش الجنسي؟

يعتبر التحرش الجنسي من أسوء أنواع العنف تأثيراً على النفوس و أكثرها دماراً على المدى البعيد نظراً لما يحدثه من مشاكل نفسية من خوف و عدم أمان و إهانة و ترويع و انتهاك، مشاعر قد تستمر لسنين، فمن يتعرض للتحرش تصيبه صدمة نفسية تجعله يرغب بالانفصال عن الحدث، وإبعاده عن ذاكرته ومحاولة نسيانه تمامًا، وفي هذا المقال سوف نوضح كيفية التخلص من ذكريات التحرش.

تشير العديد من الدراسات إلى أن محاولة التخلص من ذكريات التحرش يكون صعباً في كثير من الأحيان، ويزيد من الشعور بالقلق والعزلة عند ضحاياه. لذلك، فإن السلطات أيًا كانت، تطلب من ضحايا التحرش الجنسي التوجه إلى مراكز المساعدة وأجهزة الدعم المختلفة، التي يمكنها أن تسهم في التعامل مع هذا الاعتداء . وللأسف فإن التحرش الجنسي موجود في كل المجتمعات، وعلى نسب متفاوتة،  فليس هناك مجتمع محصن من سوء المعاملة هذه. بالرغم من أن الوازع الديني له تأثير كبير في منع سوء المعاملة هذه، إلا أن هذا الوازع الديني عند الناس شديد التفاوت من شخص لآخر.

أسباب التحرش الجنسي

توجد العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تزايد ظاهرة التحرش في المجتمعات على اختلاف ثقافاتها، ومن أبرز هذه الأسباب:

  • التفكك الأسري والتربية الخاطئة.
  • تأخر الزواج والكبت الجنسي.
  • قلة الوازع الديني.
  • عدم وجود قانون رادع.
  • الإدمان على المخدرات.

أنواع التحرش الجنسي

من الممكن أن يأخذ التحرش أشكالًا وأنواعاً متعددة، وقد يتضمّن شكلًا واحدًا أو أكثر في الوقت نفسه مثل:

  • النَظرات الجنسيّة المتفحصة: التحديق غير اللائق في جسد شخص ما أو في عينيه، والنظر إليه بتمعُّنٍ نظرات حاملةً في طياتها إيحاءات جنسية.
  • تعابير الوجه: عمل تعبيرات وجه تحمل نوايا جنسية مثل الغمز، وفتح الفم.
  • النّداءات: الأصوات التي تحمل إيحاءات جنسيّة كالتّصفير، الصراخ، الهمس، والبسبسة.
  • التعليقات: إبداء الملاحظات ذات الطابع الجنسي عن جسم أو ملابس شخص ما، أو قول النُكت أو القصص الجنسية المُسيئة.
  • التحرش عبر وسائل التكنولوجيا: وذلك من خلال إرسال التعليقات أو الرسائل أو الصور أو الفيديوهات المسيئة أو غير اللائقة عبر الإيميلات، والرسائل الفورية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمنتديات، والمدونات أو مواقع الحوارات عبر الإنترنت جميعها ذات طابع جنسي.
  • الإشارات الجنسية: وهي إصدار إشارات ذات طابع جنسي موجه لشخص ما كاللمس، والتحسس، والنغز، والحك. والاقتراب من جسد الشخص كثيرًا، والإمساك العنيف، والشد.
  • التَعرِي: خلعِ الثياب ونزعِها أمام شخص ما ليرى الأعضاء التناسلية.

هل التحرش في الصغر يؤثر في الكبر؟

تختلف آثار التحرش الجنسي على الأطفال في الكبر بحسب عدة عوامل مثل عمر الطفل وتكرار التحرش، كما أن ملابسات الواقعة مثل العنف والخطف تزيد من الآثار السلبية على المدى البعيد، وهو الأمر الذي يستلزم تدخل علاجي نفسي للتخلص من هذه الآثار من قبل الأسرة ومعالج نفسي متخصص.

أبرز آثار التحرش الجنسي في الكبر

يعاني الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش في مرحلة الطفولة عدد من الآثار السلبية عند الكبر، ومن أهم هذه الآثار:

  • السلوك العدواني: تظهر السلوكيات العدواني عند الذين تعرضوا للعنف أثناء التحرش، وقد يكون السلوك العدواني تجاه النفس أو تجاه الآخرين.
  • الانحراف الجنسي: من الممكن أن يصبح الطفل ضحية التحرش منحرف جنسياً ويقوده ذلك إلى إدمان الإباحية وتصرفات جنسية شاذة.
  • رفض الزواج: يميل الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش في طفولتهم إلى رفض فكرة الزواج والنفور منه.
  • العزلة الاجتماعية والانطواء: يتجنب الأشخاض الضحايا الاختلاط بالمجتمع ويفضلون العزلة نتيجة قلة ثقتهم بأنفسهم والخوف الشديد من التعرض لحوادث أخرى.
  • اضطرابات النوم وكثرة الكوابيس: يستمر ضحية التحرش في تذكر حادثة التحرش ويعيش في صراع داخلي يسبب عدم قدرته على النوم بشكل جيد.

كيف أتخلص من ذكريات التحرش؟

يرغب ضحايا التحرش دائماً بنسيان تلك الذكريات الصعبة لما تسببه من آلام و أوجاع نفسية. ولعل من أبرز تساؤلاتهم دائماً كيف أتخلص من ذكريات التحرش، حيث أنهم بالغالب يلومون نفسهم و يتمنون لو أنهم فعلوا المزيد ليحموا أنفسهم عند تعرضهم لهذا الهجوم الشنيع. ولكن بالرغم من ذلك يجب أن تصنع مع نفسك حالة من السلام و التأكد من أنك قمت بكل ما بوسعك لحظتها. ولا ينبغي أن يتوقع أحد منك أي شيء.

وتشير العديد من الدراسات إلى أن الطفل ضحية التحرش يظل متذكراً للحادثة لسنوات طويلة ولا يبوح بما تعرض له، الأمر الذي يترك آثاراً سلبية على المدى البعيد كلما تقدم في العمر، ويقول علماء النفس أن أول خطوة في التخلص من ذكريات التحرش هي التحدث عن الأمر مع شخص ثقة، سواء من الأهل أو من الأصدقاء أو حتى المعالج النفسي.

وعلى الرغم من الكثير من المخاوف و التردد عندما يتعلق الأمر بالتحدث عن الأمر، خاصة مع مشكلة كهذه، يجب المحاولة قدر المستطاع التحدث عما حدث مع شخص ثقة. فعدم التحدث لن يسهل عملية الشفاء. لذلك من المهم التحدث مع شخص ما حتى يتم تدمير شعور الخجل والانطواء واستعادة الثقة بالنفس.

وإذا كان التحدث مع شخص أو صديق أمر لا يمكن تحقيقه لأي اعتبارات شخصية أو اجتماعية، يمكن الحصول على استشارة نفسية بكل خصوصية وسرية مع أخصائي موثوق عبر منصة أو تطبيق فسرلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى