fbpx
الزوجية والعاطفية

الحظ بين مفاهيم الناس

الحظ بين مفاهيم الناس، الحظ الكلمة الفخمة التي يبحث كل الناس عنها، فهي تعني لكثير من الناس استقامة أحوال الإنسان،

وتميزه عن غيره، حين تكون الحياة على أبهة وجمال وتمام صحة وعافية وسلامة، وحينها تتجه أعين الناس بالنظرات

، وقلوبهم بالأماني يا ليت لنا مثل حظ فلان، إنه له رفعة ومكانة ووجاهة.وقد ينعدم نظر الإنسان في ذاته وتتجه نظراته إلى غيره،

ولكن أول الحظ بين مفاهيم الناس في تقديري:

أن الجظ الأوفر للإنسان تمام عقله، فإن من روق عقلا ناضجا، وتفكيرا صائبا، فقد وفق إلى خير كثير،

وبعد كل هذا تهون كثير من الأشياء، إذ بتمام العقل حسن التصرف وجميل التألُف.

ومن أجمل الحظوظ أن يطبع الإنسان على الخير في معدنه وجميع ديدنه، ومن أعلاه مرتبة، مرتبة التقى، كما قيل:

* إذا انتسب الناس كان التقي * بتقواه أفضــــــــل من ينتسب*

*ومن يتقى اللَّه يكســــــب به * من الحظ أفضل مَا يكتسب *

* ومن يتخذ ســـــــببا للنجاة * فإن تــــــــقى اللَّه خــير السبب *

وعلى أن من جميل شكر الله على نعمة الحظ، أن لا يقتصر لسان الإنسان بالشكر، بل تمتد يده بالإعانة و المساعدة،

و بذل الخير و نشر الإحسان، فالحظ إن صادف نفسا شريفة نفع، وكان نعمة عامة.

ولا ينبغي أن يربط مفهوم الحظ بمتاع الدنيا، فيجري الإنسان من وراء كثير من النعم والملذات، فيكون مفهومه قاصرا جدا.

وأما فلسفة

الحظ فلا يمكن لأحد أن يفهمها، لما فلان على رزق وصحة وغنى ومكانة وحكم وإدارة،

وهو في ظاهر الأمر وبحكم أعين الناس قد لا يستحق شيئا، وأما من هو على خلق وأدب وعقل وعلم

ليس يوازيهم فيما هم عليه من نعمة، لسبب بسيط أن الدنيا هكذا، هي دار ابتلاء ومحن، وفي هذا قيل:” الحَظ يأتي مَنْ لا يَأتِيهِ”، وهذا لا يعني أن الإنسان لا يحاول جلب حظ بل يحض نفسه على جلب الحظ وينهض لذلك ويقوى ويشتد.

وقد يتردد الإنسان في معرفة ما هو حظه، وما هو الأليق به، فيتعذر عليه أي اختار و لا إمكانية اتخاذ أي قرار، و في هذا قيل:

وأصبحت لا أدري أفي البعد راحتي * فأجعله حظي أم الحظ في القرب *.

وبالمقابل إذا وفق الإنسان للحظ فأدركه، فينبغي أن يعرف قيمته وقدره، فيدرك الإنسان قيمته في هذا الوجود، وما يتميز به من خصال حسنة وميزات فاضلة، ويُعرف قدر الزوج والزوجة، والوالدين والأبناء، والصحة والفراغ، والأصدقاء والأحباب، والوظائف والمراتب غير ذلك.

والحظ قد يكون مستعجلا وقد يكون مؤجلا، ومن الواجب عقلا أن تكون للعاقل موازنة في الاختيار الباقي على الفاني والنافع على الضار.

قد يكون ثانويا لا أصليا

وذلك إذا أراد الإنسام هدفا ولم يمكنه الوصول إليه كليا، ولكنه يصل إلى بعض الأمور الثانية، فإذا فاته الكل أخذ الأقل، فيطلق على ما أخذ الحظ تجوزا.

وقد يكون عكس ذلك تماما

بأن يكون الوصول إلى الحظ على التتابع، أي إذا وصل الشخص إلى أمر ما، وكان له من الأهمية الشيء الكثير، تتابعت عليه بقية الحظوظ، وهذا من الخير الكثير.

و أما الأمر المهم

وهو فهو أن يحاول الإنسان أن يتم فضائله و معاليه و إن فاتته كثير من الحظوظ، و في هذا قيل : * وما فاتني شيء سوى الحظ وحده * وأما المعالي فهي في غرائز * ، و أخيرا نسأل أوفر الحظ في الدنيا و الآخرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى