تربية طفل آمن
تربية طفل آمن، هذا الكتاب لمجموعة من أخصائيي التربية،
يقدمون من خلاله جملة من النصائح التربوية الهامة:
• الملاذ الآمن:
نظرية الملاذ الآمن تعني تعلق الطفل بشخص معين يمثل له الأمان والعاطفة والاستقرار،
وهي نظرية ظهرت في القرن العشرين، فقد لاحظ الأخصائي النفساني جون بولبي
أن الأطفال الذين يعيشون في الملاجئ إبان الحرب العالمية الثانية،
لم يكونوا يشعرون بالسعادة، وكذلك على الرغم من توفر الملبس والمأكل بالنسبة لهم،
فتوقع بولبي أن هؤلاء الأطفال هم بحاجة أكبر إلى ملاذ آمن وهو شخص يشعرهم بالأمان
ويعاملهم بعاطفة وحنان.
ويحذر علماء النفس من خطورة غياب الملاذ الآمن عن حياة الطفل،
إذ قد يتسبب له ذلك في مشاكل صحية تنجم عن توتر الطفل وقلقه مما يؤدي إلى إفراز مادة الكورتيزون
والتي بدورها ترهق الطفل وتضعف جهاز المناعة لديه.
وأيضا يحذر العلماء من عدم قدرة الطفل على التواصل وبناء علاقات اجتماعية إذا لم يعش في كنف ملاذ آمن.
• ضرورة فهم احتياجات الطفل:
من المعلوم أن الأطفال لا يمتلكون القدرة على التعبير على ما يريدونه ويحتاجونه،
وهنا يأتي دورك كأب أو أم لفهم وإدراك ما يحتاجه طفلك؛ الاستقلالية أم الأمان والراحة؟
أنت مطالب بعد كل انطلاقة يومية لطفلك بمراقبته ومساعدته على معرفة الأشياء واكتشاف المحيط من حوله.
عند الانتهاء من يومه سيكون طفلك بحاجة إلى ثلاث أمور وهي الراحة، والحماية، والتقدير.
• طرق تلبية احتياجات طفلك:
_ بما أن الأطفال بحاجة إلى توجيه الآباء ومساعدتهم على استكشاف الأشياء،
فعليك أن تعرف متى ينبغي لك أن تتدخل، ومتى ينبغي لك أن تتركه يعتمد على نفسه،
وإليك مثال على ذلك؛
تشاهد ابنتك وهي بصدد تسلق سلم في الحديقة،
قد تشعر بأنها في حاجة لتدخلك لمساعدتها، ولكن قد يكون عدم التدخل وتشجيعها على مواصلة التسلق بمفردها أفضل.
_ إذا نجحت ابنتك في تسلق السلم لوحدها فاحتفل معها بذلك تشجيعا لها واعترافا بمجهودها وتقديرا لها على ذلك.
مشاركة ابنتك اللعب.
_ مساعدة ابنتك على القيام بأمر صعب في الحديقة مثل مشاهدة القرد في قفصه وهو أمر لا تقدر عليه ابنتك دون مساعدة منك.
_ دع طفلك يشعر بالأمان عند الانتهاء من يومه المدرسي.
_ من الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف والتوتر في أول يوم له في الروضة، وعليك أن تطمئنه وتشعره بالراحة.
_ ساعد طفلك على أن تصبح لديه القدرة على فهم المشاعر والتفريق بينها وقم أنت بتنظيم مشاعر ابنك.
• لا آباء من دون أخطاء:
الأب من البشر، والبشر خطاؤون بطبيعتهم، وقد تعتري الآباء لحظات من التوتر والإرهاق تحول بينهم وبين التصرف بحكمة تجاه أطفالهم.
ولكن من الممكن إصلاح الخطأ بل واستغلاله لتحسين العلاقة بطفلك وتوطيدها أكثر.
عليك مثلا أن تسارع إلى الاعتذار منه فور شعورك بالخطأ، ثم عوضه عن خطئك بشيء يحبه كقراءة قصة أو ما شابه،
وثق أنك بهذه الطريقة تعلم طفلك أولا أن جميع العلاقات الإنسانية قد تعتريها أخطاء
وإن كانت ناجحة ومميزة، وثانيا أن الحسنة تمحو السيئة.
وإياك وتجاهل ابنك واللامبالاة بمشاعره، فإن ذلك يرسخ في نفس الطفل أن طريقة تعبيره كانت خاطئة،
مما يؤدي به إلى إخفاء مشاعره.
إن كنت تشعر أنك لست أبا مثاليا فلا بأس، فقط اعترف بأخطائك واسع لإصلاحها واعلم أن كثيرا من المشاعر
قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء.
واهتم بطفلك جسديا وفكريا وعاطفيا ولكن دون الوقوع في شراك التدليل والتمييع.
• علم طفلك الاعتماد على نفسه:
من الواجب عليك كأب معرفة ميولات طفلك واحتياجاته، وتذكر أنه وعندما يطلب منك ابنك المساعدة
فهو يريد منك التواصل معه، واعلم أن المدح إذا زاد عن حده فسيؤثر سلبا في بناء شخصية طفلك.
ومن الضروري أن تخصص بعض الوقت لطفلك تشعره فيه بالأمان والعاطفة، وأنك ملاذه الآمن.
موضوع قد يهمك أيضاً مهارات إدارة الوقت وتنظيمه والذي يهمك بتنظيم وقتك والتفرغ لأبنائك