هو كتاب سبنسر جونسون، يعرض فيه طريقة تعاملنا مع التّغييرات التي قد تطرأ على حياتنا الشخصية أو العملية، وقد طرح جونسون ذلك بالاعتماد على قصة جميلة أبطالها أربع شخصيات؛ رجلان قزمان وهما هيم وهاو. وفأران وهما سنيف وسكوري. يعيشون داخل متاهة بحثا عن الجبن.
ففي كل صباح كان الأربعة ينتعلون أحذيتهم ويسرعون إلى المحطة «س»، غير أن الفأرين كانا يستيقظان قبل الرجلين ويسبقانهما إلى المحطة، لأن هيم وهاو كانا يستيقظان متأخرا ويمشيان نحو المحطة ببطء. وهما على يقين أن الجبن هناك في مكانه، ولكن في أحد الأيام. وصل الفأران إلى المحطة ولكنهما لم يجدا الجبن في مكانه. فبدآ فورا بالبحث عنه في كل مكان، على خلاف الرجلين هيم وهاو الذين استشاطا غضبا وبدآ بطرح العديد من الأسئلة: «أين الجبن الخاص بي؟ من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟»،
وكان هيم وهاو يذهبان يوميا إلى المحطة لعلهما يظفران بالجبن ولكن دون جدوى، بينما كان الفأران قد وجدا كمية كبيرة من الجبن.
وقد اقترح هاو على هيم تغيير المكان بحثا عن الجبن، ولكن الأخير لم يأبه لكلامه وقال أنه سينتظر عودة الجبن. فتركه هاو وذهب حتى وجد الفأرين والجبن في منطقة «نون»، فأدرك هاو أنه كان على حق حينما تحدى مخاوفه وتعامل مع التغيير الذي طرأ بلين ومرونة.
في هذا الكتاب رمز الكاتب بالجبن إلى أمور كثيرة في حياتنا. قد يكون عملا، أو مالا، أو علاقةً، أو وضعًا أفضل سواء كان صحيا أو اجتماعيا، فلكل منا هدف يصبو إلى تحقيقه، وقطعة جبن يتوق لإيجادها.
إن حياتنا تتسم بالتغيير، وليس كل ما نتمناه ندركه. وقد نضطر لتغيير أهدافنا وخططنا ولكننا نخاف التغيير ونخشاه. ومن هنا ينصح الكاتب بأمر مهم. لا تخش التغيير ولكن تقبله وتقبل أن تتغير الظروف من حولك.
واسأل نفسك عند بداية التغيير: أين أجد فرصة أفضل يا ترى؛ بقبولي لهذا التغيير أم بمقاومته؟ ماذا لو غيرت هذه الظروف الجديدة حياتي نحو الأفضل؟
وعليك أن تعي أن مخاوفك من التغيير لا داعي لها، وهي غير عقلانية. وينبغي أن تتدخل في سير الأمور من حولك، وتجاوز مخاوفك.
وينبغي لك أن تدرك جيدا أن الظروف لا تثبت على حال. وهي دائمة التغير فتجهز لذلك حتى لا يفاجئك التغيير، وتعلم من أخطائك السابقة.
ختاما في كتاب سبنسر جونسون هذه الحياة تحتاج منا إلى مغامرة ومخاطرة فلا تخش التغيير.
