fbpx
التنمية البشرية

كن شجاعا ولا تكن أرنبا

كن شجاعا ولا تكن أرنبا، الشجاعة في مطلب عزيز في واقع عنيف نعيشه، ولا تزال يتجسد هذا العنف يوما بعد اليوم،

إنها صفة يحتاج إليها الكثير في مثل هذا الزمان، و لكن بشي من الشروط المفروضة عنها حتى يمكننا بها أن نصل إلى المقصود،

و لعل سؤال غيرك لك : هل أنت شجاع ، قد تمتلك الشجاعة في الإجابة ، وإن كنت كذلك لعلك تكتفي بالابتسامة ،

لأن تتفكر من المشاهد ما ترجع بها الذاكرة فيها إلى صور كثيرة من تلك الشجاعات و البطولات ،

ولعل الأمر يكون عكسيا تماما ، حين تتذكر صورا كثيرة من الخيبات بصبغة من الندامة حين لم يمكن أن تعمل شيئا ،

وحالت بينك ظروفا قاهرة على أن تكون شجاعا ،

وقدر رغبت حينها أن تكون شجاعا و لكن ، وإن يكن لعل هذا المقال فيه من الإفادة بالتجديد لمفهوم الشجاعة، ويتجدد معها دورك ودورها في حياتك .

والشجاعة من صفات الكمال التي لذا اتصف بها الإنسان ، فقد نال خيرا كبيرا،

ولا ينبغي أن يكون أرنبا أي جبانا لا يمكن أن يكون شجاعا مهما تدرب على ذلك .

هذا، وقد يمتلك الإنسان الشجاعة، وقد يحتاج إلى شيء من التحفير،

وفي هذا قيل: * أضحت تشجّعنى هند وقد علمت * أنّ الشّجاعة مقرونٌ بها العطب* حينها يمتلك الشخص من الشجاعة

ما لا يلحظ فيه من العطب، حينها تصرف و لم يلحق نسبه في بني العجائز أي فيمن لا إرادة له و لا نخوة .

ولا ينفي غياب الشجاعة في قوت ما، أن تنتفى الشجاعة عن صاحب الشخص،

وفي هذا قيل: * وما بفرار اليوم عارٌ على الفتى * إذا عرفت منه الشّجاعة بالأمس *.

وللشجاعة فضل كثير، ومن بينها:

الأول: الإنباء عن كبر النفس، فلا يكون شجاعا إلا من رأى في نفسه قيمة وعظمة، ولا ينبغي لأي أحد أن ينقص من كرامته، ويحاول أن يلغي طبية شخصيته.

الثاني: النجدة وهي ثقة النفس عند المخاوف حتى لا يخامرها جزع، أي يثبت عند حصول المشاكل،

ويقوى على مواجهتها وحلحلتها والخروج منها منتصرا.

الثالث: عظم الهمة والتي يعبر عنها عن قوة الإرادة، وفائدتها تحمل المشاق من أجل تحقيق الأهداف ونيل السعادة.

الرابع: الثبات فهو فضيلة للنفس تقوى بها على احتمال الآلام ومقاومتها في الأهوال خاصة.

الخامس: الحلم فهو فضيلة للنفس تكسبها الطمأنينة فلا تكون شغبة ولا يحركها الغضب بسهولة وسرعة.

السادس: السكون الذي نعني به عدم الطيش فهو إما عند الخصومات وإما في الحروب التي يذب بها عن الحريم أو عن الشريعة،

وهو قوة للنفس تقسر حركتها في هذه الأحوال لشدتها.

السابع: الشهامة فهي الحرص على الأعمال العظام توقعا للأحدوثة الجميلة.

الثامن: احتمال الكد فهو قوة للنفس بها تستعمل آلات البدن في الأمور الحسية بالتمرين وحسن العادة.

و مما ينبغي أن ينتبه إليه العاقل أن الشجاعة وسط بين رذيلتين إحداهما الجبن والأخرى التهور،

فلا ينبغي أن يكون الشخص في أحد الطرفين فإن في الجبن من العار ما لا يخفى ، في التهور من التسفيه ما لا يخفى ،

حقيقة الشجاعة كما قيل : قال: العَزْمُ على التقدمِ، والتَّثبتُ قَبْلَ التَّنَدُّمِ، إن أردت أن تعرف حقيقتها فهي في النفس

فصرامة القلب على الأهوال، وربط الجأش في المخاوف،

وإن اعتبرت بالفعل فالإقدام على موضع الفرصة، وهي فضيلة بين التهور والجبن كما تقدم ، وهي تتولد من الفزع والغضب إذا كانا متوسطين،

فإن الغضب قد يكون مفرطًا كمن يحتد سريعًا من أشياء صغيرة، وقد يكون مقصرًا كمن لا يغضب من الاجتراء على حرمه وشتم أبيه وأمه، وقد يكون متوسطًا على ما يجب في وقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى