ما بعد التقاعد، ربيع جديد في حياتك
الحياة عبارة عن مراحل تتضمن مرحلة الدراسة ومرحلة العمل ومرحلة ما بعد العمل ويعيش الإنسان كل منها بكامل التفاصيل ،مرحلة ما بعد العمل أو التقاعد هي مرحلة انتقالية للأفضل لمن قام بالتخطيط المسبق لها، على النقيض تعد أكثر المراحل صعوبة والتي يشعر الفرد فيها بالقلق والخوف نتيجة لعدم التخطيط مسبقاً لها مما يؤدي للإحساس بالتواجد على هامش الحياة وفقدان مميزات الدور الوظيفي الحافل على مر الأعوام السابقة والتوجه لا إرادياً بعدم الشعور بقيمة الوقت والكثير من المشاعر السلبية، حيث تتلخص أسباب التقاعد في:
1- التقاعد لأسباب شخصية ( التقاعد الإرادي):
توقف الشخص عن العمل باختياره للشعور بالملل لأنه العمل روتيني أو المرض ورغبته في الاعتناء بنفسه وممارسة كافة الأنشطة والهوايات التي أهملها في ظل الضغوط المهنية والعيش في حياة صحية والبعض أو بدافع اكتشاف ذاته وميله للمشاريع التجارية الخاصة وامتلاكه رؤية جديدة عن مشاريع وخطط جديدة
2- التقاعد لأسباب العمل ( التقاعد القسري):
ترك العمل قسراً بناءً على المعايير الإدارية لمؤسسة العمل أو أن العمل بحاجة إلى طاقات الشباب لمزيد من الأفكار والإبداع أو عدم قدرة الفرد على استئناف مهامه الوظيفية لأسباب صحية وينتج عنه حالة من عدم الرضا أو عدم القدرة على التكيف والتأقلم.
متلازمة ما بعد التقاعد والصحة النفسية
هي متلازمة مرضية يعيشها الإنسان نتيجة الفراغ والملل بعد مرحلة العمل خاصةً إن كان يشغل منصب هام ومؤثر في مؤسسة العمل أو المجتمع بالتالي يصبح رافضاً لهذه الفكرة ويحاربها بالعزلة والصمت والاكتئاب والكثير من الامراض التي تؤثر نفسياً على الفرد.
ما بعد التقاعد و الاضطرابات النفسية:
يبدأ المتقاعد بالإحساس بالملل ويتولد داخله إحساس بعدم الحاجة إليه – إن كان رجل أو امرأة – بعدما بلغ أعلى المناصب الإدارية والترقيات في عمله وشغل منصب مدير أو رئيس على الموظفين من حوله، بالتالي يعد أكثر عرضة لبعض الاضطرابات النفسية التالية:
- اكتئاب ما بعد التقاعد نتيجة التعايش مع أسلوب حياة مختلف عما كان سابقاً
- الشعور بالضيق ومحاولة تفريغ هذه الطاقة من خلال التدخل في شؤون الأسرة بشكل مبالغ فيه
- الشعور بالخوف المستمر وإثارة بعض المشاعر السلبية غير المرغوبة تجاه ما ينتظره مستقبلاً
- عدم القدرة على التأقلم الاجتماعي أو التكيف النفسي
- التراجع الواضح في الصحة الجسدية والكفاءة العقلية
- الميل غالباً للعزلة والانطواء عن المجتمع وقلة التحدث
ومشاعر سلبية أخرى خاصةً إن لم يبحث عن نشاط أو عمل جديد .
ماذا تفعل ما بعد التقاعد؟
إليك بعض الأنشطة الإيجابية لتصبح متقاعد سعيد في حياة صحية خالية من أي ضغوط مهنية أو مجتمعية:
- رسم خطط مستقبلية والتعامل مع هذه المرحلة بشكل أكثر إيجابية وتحفيز الذات على المواصلة وخلق دور اجتماعي جديد لتوليد الإحساس بالمسؤولية وتحسين الحالة المزاجية
- التواصل مع الآخرين وبناء حياة اجتماعية نشطة
- تحدّث أكثر عن مخاوفك ومشاعرك السلبية حتى لا تشعر بالوحدة وطلب الدعم والمساندة من حولك
- النوم لعدد ساعات كافية وتوفير نشاط هادف لصحتك والتغذية بشكل صحي
- زيارة دور العبادة والأماكن المقدسة
- ممارسة هوايات لم يسعفك الوقت لممارستها مسبقاً أو تجربة هواية جديدة
- السفر إلى أماكن جديدة إن كان ذلك متاح وقضاء بعض الوقت في الطبيعة.
- قراءة الكتب والاستماع إلى الندوات الأدبية وتعلم لغة أجنبية جديدة.
- التطوع ومحاولة الانخراط في المجتمع
- الانضمام إلى أندية صحية أو اجتماعية
أخيراً، الإعداد والتأهيل النفسي لمواجهة مرحلة ما بعد التقاعد مهم جداً ويساعد بشكل كبير على تقليل وتخفيف الاثار والمشاعر السلبية، يمكنك أيضا طلب إستشارة نفسية وتحدث مع معالج مختص الان من منصة فسرلي.