fbpx
التنمية البشرية

ما لا يعجبك قد يتعبك ويغير من ذوقك ويؤثر براحة بالك!

الطبيعة الانسانية يختلف الذوق فيها من شخص لشخص فيسبب ما لا يعجبك تعبك

ما لا يعجبك: من طبيعة الإنسان أن لها ذوق، وقد يتفق الناس في أذواق كثيرة، غير أن لكل واحد منا الذوق الخاص، والذوق يرتبط ولابد بالحواس والخواص، والذوق له أهمية لأنه بعكس جانب اللذة في الإنسان، وإذا افترق الذوق افترقت اللذة؛

  • فلذة الذوق الطعام والشراب
  • أما لذة النظر رؤية الأشياء الجميلة،
  • غير أن لذة الأنف شم الروائح الطيبة،
  • ولذة الأذن سماع الأصوات الطيبة،
  • ولكن لذة اللمس الأشياء الملساء والباردة عند الحر والعكس صحيح،

ما لا يعجبك يؤثر على راحة بالك

اختلاف الأذواق واللذات يؤثر عليك بحيث يعكس كل هذا راحة البال، وحالة من الاسترخاء، والذوق كما يكون من الجانب يكون من الجانب النفسي، والذّوق وإن كان من جهة وكان سليمًا، فإنه يخدم النفس، وارتياح النفس يخدم الفكر، والفكر المستنير يأتي بكل خير، فإن الذوق أول المواجيد أي الوجد، فمن يذق ذوقا صحيحًا لابد أن يجد من لذات هذا الذوق.

وقد يأتي الذوق بمعنى التجربة، فإن للتجربة انعكاسًا على نفسية الإنسان وأفكاره وخططه، كقول القائل:

* وَمَا الْحَرْبُ إلّا مَا علمتمْ وَذُقتُم … وَما هوَ عَنها بالْحَديثِ الْمُرَجَّمِ*

الذوق:

التجربة

والحديث الْمُرجَّم:
  • الذي يرجم فيه بالظنون أي يحكم فيه بظنونها
  • وهذا الذي نسميه المعرفة الذوقية أي التي تحصل بعد التجربة،
  • وهنا ملاحظة مهمة؛
  • وهي أن بعض الناس يتربى على أمور كثيرة،
  • ومن كثرة ممارستها تصير داخلة في طبعه،

بينما نجد آخرين لا يدركون هذه الأمور إلا بعد التذوق، وبالتالي الحكم عليها؛

  • فالطبع الصحيح يوافق الذوق السليم،
  • واستطابة الشيء تحتاج إلى الشخص المناسب الذي يحسن في حكمه على الأشياء،
  • وفي هذه الاستطابة نوع من الاستمتاع ولابد.

ما لا يعجبك قد يتعبك

أما ما لا يعجب الإنسان فهي أشياء كثيرة؛

  • قد لا يرتضيه من جهة الطبع أو العقل أو الدين أو النفس أو المجتمع الخ،
  • وهذا من حق كل شخص،
  • واتفاق العقلاء على كثير من الأذواق جميل جدا، لأنه يعكس بدوره ذوقا عاما في المجتمع،
  • وبالتأكيد أن بعض الأذواق تختلف من مجتمع لآخر،
  • والإنسانية في عموم الحال تتفق في أذواق كثيرة،
  • ولكن من المؤسف بحال أن تفرض الأذواق علينا، وهذه مشكلة عويصة،
  • ويزداد الأمر سوءًا إذا كان من يريد فرض ذوقه لا ذوق له،
  • ومن يراد أن يفرض عليه ذوق ما هو صاحب الذوق السليم،
ولتطرح هذه المسألة بين الزوجين، والشريكين، والمسافرين؛

أي في طل علاقة اجتماعية مبنية على الشراكة والجوار والترابط، فإن محاولة كل طرف فرض ذوقه على الآخر يبعث على الصدام، ويحضرني أن:

شخصا كان يتناول سمكا على مأدبة عشاء، فوجد شيئا من مرارة السمك، ومن باب الحياء امتنع عن رميها و اضطر إلى بلعها، فكانت نهاية مسايرة من يجلس حوله والاستحياء منه أن أثرت هذه المادة السمية عل بصره إلى حدود العمى، وليقاس على ذلك.

كم من إنسان صاحب ذوق سليم، اضطر إلى مسايرة غيره، فأتعبته هذه المسايرة في التوقيت الخطأ والمكان الخطأ:

  • إن في هذه المسايرة جناية على النفس،
  • لا ينبغي لأي عاقل أن يفرض عليه معينا لا يرتضيه،
  • ومن جهة الطب؛
  • فإن عادة كل إنسان في سلوكاته الصحية محكمة، أي يجب اعتمادها،
  • ومن الناحية النفسية على الإنسان أن يستفتي قلبه
  • فيسأل قلبه و ضميره
  • فإن الطريق الصحيح مستنير،
  • فحافظ على ذوقك ،
  • وعلى سلامته دومًا و أبدًا.

كتب بواسطة الكاتب (د. عبد الرحمن جلال الدين ) اطلب استشارتك الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى