لا يعتبر رهاب الموت أمراً غيرَ مألوف بالنسبة لكثير من الناس، ولكن بالنسبة للبعض منهم، فإنَ الخوف من الموت يمكن أن يمنعهم من السيطرة على حياتهم. رهاب الموت هو خوف عارم من الموت له آثار جانبية جسدية مثل نوبات الهلع وضيق التنفس والدوخة والارتعاش والتعرق وسرعة ضربات القلب وألم الصدر والغثيان. من الشائع أن يكون لدى البعض خوف من الموت، لكن الناس الذين يخشون الموت قد يصلون إلى حد قطع أنفسهم عن العالم الخارجي تماماً.
الخوف من الموت هو شعور طبيعي يختبرهُ الجميع، ويعزى ذلك إلى الحاجة إلى البقاء. ولكن قد يكون أحد الأشخاص المصابين برُهاب الموت قد تعرض لحادث مؤلم أو ربما تعرض لحادث جعلهُ قريبا جداً من الموت. يعتبر تحقيق الموت جزءاً طبيعياً من الحياة وأمراً سهلاً بالنسبة للبعض. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يتغلبون على حياتهم بسبب خوفهم، فسيكون كابوس يراودهم طول فترة حياتهم.
أسباب رهاب الموت؟
قضايا دينية
يرتبط الكثير من الناس بالخوف من الموت في معتقداتهم الدينية، لا سيما إذا حدث لهم المرور بفترة من الاستجواب.
يعتقد بعض الناس أنهم يعرفون ما سيحدث بعد الموت. لكنهم يخشون من أن يكونوا على خطأ. يعتقد البعض أن طريق الخلاص صريح جدا وضيق، ويخشون من أن أي انحرافات أو أخطاء قد تتسبب بإدانتهم إلى الأبد.
مخاوف حول الأقارب
كثير من الناس الذين يعانون من وسواس الموت لا يخافون من الموت نفسه قدر خوفهم على ما سيحصل لعائلاتهم بعد وفاتهم. ويبدو أن هذا الأمر شائع بشكل خاص بين الآباء والأمهات الجدد ومقدمي الرعاية. قد يشعرون بالقلق من تعرض عائلاتهم للمعاناة المالية أو عدم وجود أي شخص يهتم بهم.
الخوف من فقدان السيطرة
مثل المعرفة، فإن السيطرة شيء يسعى إليه البشر. ومع ذلك، فإن فعل الموت خارج سيطرة أي شخص. قد يحاول أولئك الذين يخشون فقدان السيطرة، السيطرة على الموت من خلال فحوصات صحية صارمة وأحيانا متطرفة وطقوس أخرى. بمرور الوقت، من السهل أن نرى كيف يمكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الرهاب معرضين لخطر اضطراب الوسواس القهري والتفكير الوهمي.
الخوف من المجهول
قد يكون لدى المصابين بوسواس الموت أيضاً جذور في المخاوف من المجهول. إنه جزء من الفطرة الإنسانية التي تريد معرفة وفهم العالم من حولنا وما يحدث بعد الموت. ومع ذلك، لا يمكن إثباته بشكل لا لبس فيه ونحن ما زلنا على قيد الحياة. الشخص الذي يكون ذكياً للغاية وفضولياً غالباً ما يكون عرضة لهذا النوع من وسواس الموت، وكذلك أولئك الذين يتعمقون في المعتقدات الفلسفية أو الدينية الخاصة بهم.
أعراض رهاب الموت؟
- إذا كان الخوف من الموت يسيطر على الشخص ويجد المرء نفسه يعاني من أعراض جسدية
- يدرك المرء أن رؤية الأشياء الميتة أو التقرب منها يسبب ضائقة غير طبيعية
- تجنب المقابر أو المنازل أو الأماكن التي حدثت فيها الوفاة
- استمرت الفوبيا لفترة طويلة من الزمن وأصبحت تؤثر على صحة المرء أو تسببهُ في الاختباء من العالم الخارجي
- ويشار أحياناً إلى الخوف من الموت على أنه الخوف من المجهول.
سواء كان الخوف يتعلق بفعل الموت أو أشياء ماتت بالفعل أو ما يأتي بعد ذلك ، فلا ينبغي أن تمنع أي شخص من المشاركة في أحداث الحياة العظيمة.
علاج رهاب الموت
يمكن تحقيق التغلب على رهاب الموت بعدة طرق مختلفة مثل العلاج المعرفي السلوكي، والأدوية أو مزيج من الاثنين معا. يؤدي استخدام العلاج بتعريض الشخص المصاب ببطيء إلى بعض حالات الوفاة، أولاً في الجلسات مع الطبيب النفسي ثم في مواقف الحياة الحقيقية. على مدى فترة من الزمن ، اعتماداً على شدة الحالة، يمكن للعلاج أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الموت على تعلم كيفية إدراك أنه جزء طبيعي من دورة حياة الإنسان.
يمكن للأشخاص الذين يخافون من الموت مساعدة أنفسهم بالإضافة إلى العلاج. على سبيل المثال، يعد الحصول على معلومات حول الموت الخطوة الأولى في التغلب على الخوف. سواءٌ تعلّمت الموت عن طريق الدين أو كتب العلوم أو الأفلام، فتذكر أنها جزء من الحياة اليومية. من المفيد أيضاً الحفاظ على الإيجابية عندما تبدأ الأفكار السلبية عن الموت بالتسلل. وأخيراً، فإن ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق واليوغا والاسترخاء العضلي يمكن أن يساعدك على التعامل مع الأعراض العاطفية والجسدية بشكل استباقي.
إن المهنيين المتخصصين في معالجة مرضى الوسواس موجودون دائما لمساعدة الناس على اكتشاف الأسباب الكامنة وراء الخوف من الموت والتغلب عليها. فالخطوة الأولى تكمن في الإفصاح عن الوسواس، وبعد ذلك، من المهم العثور على محترف يعرف كيف يقودك إلى طريق فهم مخاوفك وقهرها.
