التكنولوجيا والاطفال
التكنولوجيا والاطفال, لقد غيرت التقنية والتكنولوجيا التي نعيشها اليوم حياتنا بشكل كبير. كما غيرت أطفالنا وأثرت بشكل كبير في طريقة تربيتنا لهم. وأطفالنا يتعرضون يوميا عبر الشبكة العنكبوتية للإيحاءات الجنسية هذا عدا المحتوى العنيف.
يقول الطبيب النفسي دان سيجال أن قدرات الأطفال الاجتماعية تتغير وتطور اعتمادا على علاقاتهم ومشاجراتهم مع أصدقائهم.
والملاحظ أن قضاء وقت طويل على الانترنت يؤثر سلبا على قدرات التواصل الاجتماعي. وقد أجريت في جامعة ستانفورد أكثر من سبعين دراسة على الطلاب ولاحظوا أن ظاهرة ضعف النمو الاجتماعي قد تفاقمت بين سنتي 1970 و2009 . السبب في ذلك يعود للتكنولوجيا. كما أثرت الانترنت سلبا على قدرة الأطفال على التركيز.
من الضروري جدا أن يدرك الآباء أهمية التواصل البصري مع أبنائهم. وفي المقابل خطورة الانشغال بهواتفهم.
فالطفل يحتاج رعاية واهتماما حسيا، والتفاعل البصري من الأهمية بمكان حيث أن نظر الأب في عيني طفله والابتسام له يساعدان الطفل على تعلم معاني هذه الحركات. وقد توصل فريق من المختصين في جامعة كاليفورنيا أن التواصل الكامل بين الآباء والأبناء يساعد على تطوير عقل الطفل لغويا وحسيا.
وأن برامج التعليم على الانترنت لا يمكن الطفل إلا من التواصل البصري. في حين يفتقر ذلك إلى تنمية بقية حواس الطفل.
وبحسب الباحثة باتريشيا كوهيل فإن ضعف التواصل البصري بين الآباء والأبناء قد يتسبب في حالة من الاكتئاب للطفل
توجد ألعاب كثيرة كان يلعبها الأطفال قديما واليوم تمت محاكاتها على الانترنت. ولكن هناك فرق كبير بين اللعبة في الواقع واللعبة على جهاز الكمبيوتر. فالأخيرة تقلل من تفاعل الطفل، وقد لاحظ كثير من المعلمين أن الأطفال في الحضانة لم يعودوا يميلون إلى الألعاب الحقيقية. ويفضلون في المقابل ألعاب الانترنت. وهو ما سبب نقصا في قدرات الطفل الإبداعية.
اللعب مع الاطفال وبناء علاقات بعيدا عن علاقة الاطفال التكنولوجيا
بعيدا عن تاثير التكنولوجيا والاطفال, ان ما يحتاجه الأطفال هو اللعب وبناء علاقات إيجابية وناجحة في مرحلة الابتدائية مع مدرسيهم وزملائهم.
من المعلوم أن التكنولوجيا اليوم تعرض للأطفال مشاهد غير مناسبة كالإيحاءات الجنسية والمشاهد العنيفة. بل بات من السهل تعرض الطفل للتحرش الجنسي أو التعنيف من خلال البريد الالكتروني مثلما حدث مع أحد الأطفال حيث تعرض للشتم بألفاظ جنسية نابية. أدت به إلى الدخول في حالة اكتئاب استمرت ستة أشهر، وكان المعتدي صديقه!
ألعاب الفيديو لها تأثير كبير على سلوكيات الطفل وهو ما أكدته دراسات تم عرضها في كتاب صدر سنة 2006 بين مدى تأثير تلك الألعاب في عقل الطفل. فمن هم دون الثالثة أصبحت لديهم نظرة سلبية تجاه البدينين. أما الفتيات فأصبح الجمال أهم ما يسعين إليه وأنه أهم شيء في الحياة، كما عززت ألعاب الفيديو الفكر العنصري في نفوس الأطفال البيض.
للتكنولوجيا أثر عميق قد يجعل من حياة المراهقين أكثر تعبا وشقاء؛ فهم لم يعودوا قادرين على الحفاظ على علاقات سوية، وأيضا فقدوا هوياتهم حيث أصبح بإمكانهم التواصل والدردشة بأسماء وهمية ودون إذن والديهم. وهو ما يؤثر سلبا على حياتهم ويفقدهم الصدق والحب.
ينبغي للآباء السعي لكسب ثقة أبنائهم وبناء علاقة آمنة معهم. لأن المراهقين عموما يميلون إلى كتم أسرارهم ومشاكلهم عن آبائهم. ولبناء الثقة المطلوبة لنجاح العلاقة ينبغي للأب أن يحرص على التحلي بما يعلمه لأولاده؛ فعلى سبيل المثال أب يصطحب ابنتيه إلى المدرسة يوميا ولكنه لا يلتزم بقوانين القيادة. وإذا تشاجرت البنتان يصرخ في وجهيهما! هذا الأب لن ينجح قطعا في كسب ثقة ابنتيه!
الخوف وانعدام الثقة يدفعان الطفل إلى الكتمان وعدم البوح وهذا ما سيعرضهم للعديد من المشاكل.
ختاما؛ إن ما يتوجب عليك فعله كأب هو أن تحرص على تحفيز ابنك على التواصل الاجتماعي الحقيقي خاصة قبل بلوغه سن الخامسة. واحرص جيدا على الحفاظ على طفلك من محتوى الانترنت الجنسي والعنيف. ونحن لا ندعوك إلى حرمان الطفل من التكنولوجيا. ولكن ننصحك بتقنين ذلك وتعليمهم كيفية استعمالها بشكل آمن وصحيح.