fbpx
الأسرة والطفلالتنمية البشرية

الكتاب الذي كنت تتمنى أن يقرأه والدك وكذلك سيكون طفلك سعيدا لو فعلت أنت

 الكتاب الذي كنت تتمنى أن يقرأه والدك وكذلك سيكون طفلك سعيدا لو فعلت أنت، كيف تبحث في ذكريات طفولتك عن تلك الأشياء التي أسعدتك وأحزنتك،

ثم وبالاعتماد عليها تكتشف ذاك الأب الذي كنت تتمناه أن يكون أباك، لتكونه أنت اليوم مع أبنائك.



ترى صاحبة الكتاب الذي كنت تتمنى فيليبا باري أنه ليس من الضروري أن يكون للآباء أبناء حتى يكتسبوا خبرة ومهارة في التربية والتأسيس

، ففي داخل كل منا طفل يجب على هؤلاء الآباء البحث في طفولته حتى يتمكنوا من فهم أطفالهم،

فعلى سبيل المثال كما أوردته في كتابها الكتاب الذي كنت تتمنى؛

كان أوسكار أبا لرضيع لم يتجاوز ثمانية عشر شهرا، وكان كلما رفض الطفل الطعام يغضب أوسكار ويحنق عليه بشدة ويلقيه أرضا،

فنصحت فيليبا أوسكار بالبحث في ذكريات طفولته لفهم حقيقة ردة فعله المبالغ فيها تجاه ابنه.


وعندما فعل تذكر أوسكار أنه كان إذا رفض الطعام مثل ابنه يربط أبوه رجليه ويحبسه في الغرفة.

وهكذا يتبين لنا أهمية بحث كل منا في طفولته وتذكر تلك المشاعر الإيجابية والسلبية لترشدهم إلى كيفية تربية أبنائهم،

وحتى السلبية قد تنقلب مع أبنائهم اليوم إلى إيجابية بحيث تتحول إلى عطف وحنان.

تحتاج الشجرة وكي تنمو جيدا إلى أرض خصبة، وماء وهواء وأشعة الشمس،

ومن دون هذه العناصر فلن تكون شجرة قوية جيدة حتى وإن نمت.


وكذلك طفلك يحتاج إلى بيئة سليمة وجيدة لنموه، ومن أهم عناصر تلك البيئة علاقته بمن حوله كالأبويين والأشقاء والأصدقاء،

والتي ينبغي أن تتسم بالقوة والحميمية وتقدير واحترام المشاعر والأفكار.


قد يكون الطفل لأبوين منفصلين وهو يعيش مع أحدهما والذي يجب أن يحرص على ذكر إيجابيات الشريك الآخر،

وتجنب الحديث عن سلبياته، كل ذلك لأجل بناء شخصية إيجابية لهذا الطفل،

فمحاولة كثير من الشركاء المنفصلين زعزعة وتشويه صورة الشريك الآخر في نظر الطفل ما هو في النهاية إلا زعزعة لشخصية الطفل نفسه.


وإن لم يكن الأبوان منفصلين فعليهما تجنب النقاشات العنيفة في حضور الأطفال،

لأن ذلك قد يحطم نفسية الطفل ويصيبه بالاكتئاب، لذلك ينبغي للأبوين التضحية والتنازل

عن بعض الأشياء لأجل أبنائهم، لأن العلاقات السيئة بين الزوجين الخاسر الأكبر فيها هم الأبناء.



طفلك لا يعتمد في تعامله على عقله وإنما على مشاعره

، ومن الخطأ معاملته اعتمادا على العقل والمنطق، ولكن عليك أن تقدر مشاعره وعواطفه ولا تساهم في كبتها،

فلا ترغم ابنتك التي تكره شوربة الخضار على الذهاب لتناول العشاء في بيت جدتها واحتساء تلك الشوربة لأنها إن لم تفعل فإذا ذلك يعد سوء أدب،

وثق أن ابنتك هذه إن تعرضت مثلا لتحرش من مدرس الموسيقى فغالبا لن تخبرك لأنها اعتادت منك كبت مشاعرها وعدم احترامك وتقديرك لعواطفها.


في علاقتك بطفلك أنت بحاجة لروابط قوية وهذه الروابط تبدأ في التكوين منذ ولادة المولود

بحيث لا نترك الرضيع يبكي لوقت طويل في انتظار الطعام أو أن يحمله أحدهم،

لأن تلبية رغبات الأطفال بسرعة تساهم في توطيد العلاقة معهم،

ولا يعد هذا تدليلا لهم لأنهم لا يزالون في سن صغيرة يحتاجون فيها لتلبية حاجياتهم بسرعة فهم لا يستوعبون مسألة الوقت وبعدك عنهم،

ولكن عندما يكبرون قليلا ستصبح لديهم القدرة على استيعاب أنك لست بعيدة ولكنك فقط في الغرفة المجاورة والقريبة منهم.

احرص على تنمية قدرات طفلك الفكرية والعقلية ويكون ذلك أولا بالاستماع الجيد لطفلك أثناء حديثه معك،

وثانيا بالتقليل من استعمال الهاتف المحمول والتخلص من إدمانك عليه؛ فالوقت الذي يقضيه الآباء مع هواتفهم المحمولة وقت طويل جدا أطفالهم أولى به.


وأثناء انشغالك بهاتفك سيفعل طفلك أي شيء في سبيل لفت انتباهك، ولذلك ترى الفوضى حوله دائما.

أمر آخر عليك مراعاته كما أوردته في كتابها الكتاب الذي كنت تتمنى؛

وهو ايلاء أهمية للألعاب التي يلعبها طفلك، فهي مفيدة وتساعد الطفل على تنمية قدراته الخيالية والفكرية، منا يسهل عليه عملية التواصل مع من حوله.

سردت الكاتبة حادثة وقعت لها مع ابنتها فلو ذات الثلاث سنوات؛ ففي أحد الأيام اصطحبت الأم فلو معها للتسوق، ولكن فلو وعلى غير عادتها اختارت الذهاب مشيا لا في عربة الأطفال، وعند عودتهما إلى البيت جلست فلو أمام أحد البيوت مما أحبط الأم وضايقها ولكنها لم تبد ذلك لابنتها.
بعد ذلك تركت فلو المكان وذهبت برفقة أمها، وبعد الوصول إلى البيت لامت الأم نفسها على شعورها بالضيق والاحباط من تصرف ابنتها، في حين أن الطفلة لم تكن تريد سوى أن ترتاح قليلا.



هناك صفات رئيسية ينبغي للآباء التحلي بها في تعاملهم مع أطفالهم:


_ امتلاك القدرة على تحمل شعور الاحباط والضيق وهو ما فعلته الكاتبة مع ابنتها.
_ المرونة والرفق في التعامل وهو أيضا ما فعلته الكاتبة.
• تنمية مهارة حل المشاكل وامتلاك القدرة على تجاوزها مثلما فعلت الكاتبة عندما تجنبت معاندة ابنتها وتفادت الاصطدام بها.
• التعاطف مع الطفل ومحاولة رؤية الأمور من وجهة نظره هو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى