الزوجية والعاطفية
الأسرار القاتلة في الأسرة بين ضرورة الإخبار ومشكلة الكتمان
افشاء الأسرار القاتلة بالنسبة للعائلة هل نخفيها أم نفصح عنها للوصوصل للحل؟
الأسرار القاتلة وعلاقتها بطبيعة الأسرة؛ الذي يفلت النظر في أي أسرة كما هو مدلولها اللغوي هو أن يقوي بعضها بعضًا أي من الأسر وهو القوة، ويكون كل فرد منها في عون الآخر وطوعه، ولهذا فإن الأسرة الناجحة هي التي يلاحظ فيها مقدار المحبة التي تجمعهم، وحجم الترابط الأسري الذي تترجمه تلك المواقف النبيلة التي ترتقي إلى درجة الإثار و التضحية، ومن غريب ما وقفت عليه من القصص أن تتبرع الأخت بكلية لأخيها غير أن العملية لم تنجح فتبرعت الثانية ولم تنجح العملية فتبرعت الثالثة، ونجت العملية أخيرًا، نعم إنها عاطفة الأخوة الصادقة حيت ترتقي إلى درجة التضحية، والجسد الواحد الذي تتأثر فيه الأعضاء جميعا.
- غير أن بعض الأسر قد تكون على العكس من تمام، فيسود فيها من التباغض والشحناء ما ينتهي الحال به بالتناحر، خاصةً إذا كان عدد الأفراد فيها كثير، وفي عجز الأولياء في تحمل أعباءهم المادية والأخلاقية والاجتماعية، يكون حال الأسرة قد ارتقى أن لا توصف بكونها أسرة بل بؤرة تهدد كيان المجتمع، لترمز إلى المثل السيئ فيها.
- وإنما ذكرنا هذين النموذجين توصيفًا لحالتي الخير والشر وجَمْعًا بين المتناقضين في الطرح، وبينهما تأتي تلك الأسرة التي تشوبها حالات من الاختصام وحالات أخرى من التلاحم والانتظام.
من الأسرار القاتلة في الأسرة
- ومن الأمور القاتلة في هذا الزمان تلك الأسرار التي يكون اكتشافها صدفة، من ثم يكون تأثيرها صدمة،
- حين تذوب تلك الصورة النمطية عن الشخص والمفعمة بشيء من المثالية، وببريق من الفضائل،
- ليجد الشخص نفسه في صحوة عقلية فيقع ضحية حُسن ظنه،
- أم ضحية غباوته،
- وإن يكن فكل أمر كائن فقد كان فعلا،
- وأما مقدار الصدمة فلا شك أنه راجع إلى طبيعة الفعل وقوة ارتداداته،
- وبعيدًا عن مشاكل الخيانة والغش والتزوير المتعلقة بالأموال والإرث والتي تبقى أثرها السيئ على امتداد العمر
- ثم ممكن أن تضمحل مع خسارة الجانين،
- وصعود المجني عليه إلى وضع مالي و اجتماعي قوي بتسليه في ذلك هي أن الأيام دولٌ
- فإن انكشاف الأسرار المتعلقة بالخيانة في الشرف باعثة على الانتحار الفعلي والبطيء بالنسبة للمتلقي خاصةً
- وقد يكون الأمر كذلك بالنسبة للفاعل في حالة صحوة الضمير، وإدراكه لمدى الجرم الذي وقع فيه.
الأسرار القاتلة بين أفضلية الكتمان وضرورة الإعلان
- إن من أشكل الإشكالات أن يكون الإنسان بين خيارين أحلاهما مرٌ وشديد المرار،
- وهل الأوْلى في حالة الخيانة المتعلقة بالشرف الجنوح إلى الصمت وإمساك اللسان، حيث لا يقدر النفس على التعبير، لهول الأمر، وانسداد الحل، أم أن الأمر يقتضي جرأة وضع الأمور في نصابها، وحينها يتحمل كل طرف مسؤوليته، أم أن الخيار الأمثل علاج الأمر بشيء من السرية؟، وبشيء من الحكمة؟، ترسم فيه حدود المشكلة، ليحفظ به كيان الأسرة، فإن من أهم المقاصد الوجودية تحصيل الاستقرار الأسري، وهو أمر صعب في مجتمعات تتميَّز بالانفتاح، إنها معركة الوعي، ومن تمام الوعي ألا يجنح العاقل إلى كتمان سره يكون فيه وبسبب تخريب للعلاقات الأسرية، والمعنى الذي يجب تأكيده هنا أن الطرح يختلف من أسرة إلى أخرى في كيفية علاج الأسرار القاتلة، إنها تحتاج إلى آلية تتعلق بالأسلوب وكيفية تناول القضية وطرحها واختيار الزمان والمكان وطبيعة الشخص و أثار ذلك كله، ويتولاه أهل الاختصاص ولابد، وأن يبقى الستر في حفظ السر الستار الأمثل في الحفاظ على كينونة الأسرة من عدمه.
الكاتب:
كتب بواسطة الكاتب (د. عبد الرحمن جلال الدين ) اطلب استشارتك الآن.