رايان هوليداي كاتب أمريكي تمكن وهو في سن الحادي والعشرين من تقلد منصب مدير التسويق في شركة كبيرة في الولايات المتحدة. إلا أنه لقي عدة مشاكل خلال مسيرته بسبب الغرور. وهو ما سعى لعرضه في كتابه هذا «الأنا هي العدو»، مبينا مدى خطورة هذه الصفة ووقوفها دون نجاحنا.
إن مفهوم الغرور بحسب الكاتب هو تكوين صورة غير صحية عن أنفسنا. فنتجاوز التفكير بأنفسنا إلى حد الهوس. وهو الغرور الذي يعترضنا في كثير من مراحل حياتنا ليقف حاجزا بيننا وبين تحقيق النجاح.
والغرور نجده في ثلاث مراحل مهمة من الحياة:
• مرحلة الطموح:
وتكون عندما تبدأ الأنا بتعبئتنا بالأفكار المتفائلة جدا. كالنجاح الكبير الذي سنحققه. ومدى انبهار الآخرين وإعجابهم بنا، ونبقى كذلك نفكر بالنجاح والعظمة ونحلم. فيمضي الوقت دون العمل على تحقيق ذلك، تماما كإحدى الكاتبات التي كانت تحلم بنشر كتاب لها عند الانتهاء من كتابته. ولكنها كانت وبسبب غرورها ملما عرضت لها فكرة وعوضا من كتابتها في الكتاب، تقوم بنشرها على مواقع التواصل لترى تفاعل جمهورها معها، وهكذا مرت سنة كاملة ولم تكتب شيئا!
• ثمّ تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة النجاح:
والتي يخدعك فيها الغرور ويجعلك تظن أنك بلغت ما لم يبلغه أحد قبلك، وأنه لا شيء قادر على هزيمتك، وهكذا تتوقف عن التفكير والعمل حتى يوقعك في شباك الفشل، وخذ مثالا على ذلك ما حدث لهارلد هيوز الذي أخذ ثروة عائلته والتي كانت تقدر بمليون دولار ونجح في مضاعفاتها إلى مليار دولار، فأصابه هذا النجاح الباهر بالغرور مما دفعه إلى استثمار المال في مشاريع لا يفهم فيها شيئا مما تسبب ي خسارته لكل تلك الثروة!
• وأخيرا نصل إلى مرحلة الفشل والتي يمنعنا فيها الغرور من الاعتراف بفشلنا والبحث في أخطائنا، وإنما يجعلن نهرع إلى اختلاق الأعذار، والبحث عمن يمكننا تحميله مسؤولية فشلنا من أشخاص وظروف خارجية.
ثم ولمواجهة هذا الداء المقيت طرح الكاتب معادلة بسيطة أسماها «زائد ناقص يساوي»؛
• زائد:
تتمثل في البحث عن شخص ناجح يكون أفضل منك، تتعلم منه ويذكرك دائما بأن هناك من هو أفضل منك، مما يحفزك على العمل، وهذا الشخص تحتاجه في مرحلة النجاح.
• ناقص:
تتمثل في إيجاد شخص أقل منك، وأنت من تعلمه وتؤطره، وسيكون تلميذك الذي تنقل إليه الدروس التي تعلمتها، وبالتالي ستجعل تركيزك معه وليس مع البحث عن مبررات لفشلك، وهذا الشخص تحتاجه في مرحلة الفشل.
• يساوي:
ينبغي أن يكون في حياتك شخص طموح مثلك ويسعى لتحقيق النجاحات، فتشجعان بعضكما البعض، وهذا الشخص تحتاجه في مرحلة الطموح. ختاما؛ اعلم أن الأنا عدوك فاحذرها، فتحقيق النجاح أيسر بكثير من المحافظة عليه، فالغرور يدفع بك نحو السقوط المدوي فتنبه.
