fbpx
الاستشارات النفسية

الوصمة الاجتماعية تلاحق المريض النفسي

فيما يخص الوصمة الاجتماعية التى تلاحق المريض النفسي, ما زالت المجتمعات تنظر إلى المريض النفسي على أنه مختل عقليا. وتنشئ الحواجز خوفاً منه و خوفاً من التعامل معه. وهم على خير دراية بأن المرض النفسي شبيه بالأمراض العضوية التي قد تصيب الإنسان في أي وقت. وأنه مع العلاج سوف تتحسن صحته دون أدنى شك. الأمر الذي جعل الكثير من المرضى النفسيين يهابون الذهاب والتردد إلى الطبيب المختص لتلقي العلاج خوفاً من نظرة المجتمع لهم. و قد يضطر البعض الآخر أيضاً الى السفر هرباً من محيطه بحثاً عن مكان آخر للعيش بسلام. وذلك بسبب ما يواجهُ  الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية من العنصرية والتمييز بشكل يومي. بما في ذلك في مجالات التعليم والتوظيف والسكن،  وتقوم بعض البلدان حتى بمنعهم من التصويت، أو الزواج، أو إنجاب الأطفال.

وحسب خبراء الطب النفسي قالوا ان المريض النفسي من يعاني من مشكلة نفسية. ويود زيارة الطبيب النفسي يعتبر مجنوناً من وجهة نظر المجتمع ويبتعدون عنه. ولهذا نجد أن من يريد أن يرتاد الطبيب النفسي يضطر إلى السفر للخارج كل هذا خوفا من أن يعلم أحد بأمر ذهابه للطبيب.

إن النظرة السلبية انتقلت حتى عن طريق الإعلام المتمثل في الأفلام. التي أظهرت الطبيب النفسي أنه غير طبيعي ويعاني من اختلال عقلين مما شوه الصورة امام الافراد. فطبيعة المجتمع والعادات والتقاليد حكمت على عيادات الطب النفسي بالجنون. مما انعكس بالسلب على غالبية الأفراد وعيادات الطب النفسي.

كما أن الناس في المجتمعات لا يستطيعون التفريق بين حالات الاختلال العقلي. والجنون وبين بعض المشكلات النفسية البسيطة. فالحكم على الجميع متساوي فالأولى لهم مستشفيات وعنابر خاصة بهم. أما المشكلات النفسية فهم يحتاجون فقط بعض الاستشارات الطبية لتجاوز المشكلة. سواء كان علاجا سلوكيا أو علاجا دوائيا فهم أناس طبيعيون فقط ضغوط الحياة أو بعض الصدمات العاطفية هي التي تسبب بعض المشكلات النفسية والتي يمكن تجاوزها.

ماذا يقول خبراء الأمراض النفسية:

وحسب الخبراء الأمراض النفسية هي ايضا أمراض موسمية مثل الاكتئاب الذي يكثر مع فصل الشتاء. بالإضافة إلى حالات القلق والخوف وهذه الأمراض تعد مشكلات طفيفه وغير خطيرة. أيضا بعض السلوكيات الخاطئة والتي تتحول إلى مرض نفسي ويكون من الضروري تقويم هذه السلوكيات وتجاوزها مع الطبيب النفسي.

مشيرا إلى ان الأمراض النفسية اذا لم تعالج من البداية فقد تتزايد المشكلة وتتحول إلى مرض عضوي. فخوف المجتمع او الناس عن الطب النفسي جعل الأمراض النفسية تزداد من حدتها وتتكاثر بين الأفراد. لذا لابد من الذهاب فورا إلى العيادات الطب النفسي او الأخصائي النفسي أو الطبيب مختص في هذا المجال للعلاج ووضع الحلول  في حال شعر الفرد بأمر .

وبتالي نظرة البشر للأمراض النفسية لا تتغير ورغم وجود ثقافات قد تغيرت بفعل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي او وسائل الاعلام

◄ حكم المجتمع

ان نظرة المجتمع الى المريض النفسي لها اثر سلبي على زيادة نسبة الأشخاص في المجتمع. وهناك ما يطلق عليها الوصمة الاجتماعية فكل من يفكر أن يزور الطبيب النفسي فقد حكم عليه المجتمع بالجنون وأنه شخص غير سوي.

على الجانب الآخر الكثير من الأشخاص اختلطت عليهم الأمور في تخصصات العلوم النفسية. حيث يوجد فرق ما بين الطبيب النفسي وهو الذي يعالج بالأدوية والعقاقير وما بين طبيب الأمراض العصبية. وهو الذي يقوم بإجراء العمليات على المخ والجهاز العصبي وخلافه. إضافة إلى الأخصائي النفسي والمرشد الطلابي والمرشد النفسي وجميعها تخصصات في علم النفس.

اما وسائل لإعلام في السنوات الأخيرة كان له دور سلبي في تصوير الطبيب النفسي والمجال النفسي عموما بالمجال غير السوي مما وضع هالة عاتمة حول هذا المجال. كما أن المستوى التعليمي للأفراد يؤثر على مدى نظرتهم للطب النفسي، ولهذا نعول على دور المؤسسات الإرشادية والمؤسسات التربوية في تغيير النظرة واتجاهات الأفراد نحو الطب النفسي.

وأوضح أن للطبيب النفسي مكانة كبيرة وهامة في المجتمع الأوروبي. فالصحة النفسية للفرد تنعكس على جميع مظاهر حياته فتجعله متفائلا منتجا في عمله وسعيدا في حياته. وإن لم تكن للطب النفسي أهمية لما وجدناه في عدة اماكن هامة في المشكلات الأسرية في المحاكم يتم تحويلها إلى مراكز الإرشاد والتوجيه والمراكز النفسية لحل هذه المشاكل. حيث يمتلك الطبيب أو الأخصائي النفسي مهارات في تعديل الأفكار والسلوكيات التي تكونت بين الزوجين. ايضا جميع المدارس أصبح يتواجد بها الأخصائي النفسي.. كما أن جمعية أصدقاء الصحة النفسية تقدم استشارات نفسية للمرضى في سرية تامة.

من جهة أخرى يقول الداعية الدكتور محمد المريخي: خلق الإنسان وهو معرض للابتلاء والابتلاءات كثيرة منها الأمراض وليس شرطا أن يكون الابتلاء مرضا عضويا قد يكون مرضا نفسيا. ولهذا عليه أن يتجاوب مع هذه الابتلاءات بأن يكون لديه رصيد من الإيمان بالقضاء والقدر ولا نعني هنا الاستسلام ولكن نعني الرضا والأخذ بالأسباب بالسعي لعلاج هذا المرض النفسي الذي قد ينغص على الإنسان حياته.

◄ آراء المواطنين

وللمواطنين رأي في هذا الموضوع، حتى الطبقة المثقفة في مجتمعنا التي تقبل كل ما هو علمي ومنطقي إلا أنه عندما يتعلق الأمر بطبيب نفسي يضطربون ويتراجعون. بحكم ما بنيت عليه فكرة زيارته بالمراحل الحرجة والمتطورة أكثر، أما عن نفسي فإني مررت بمشاكل نفسية عويصة ولكنني استطعت أن أعالج نفسي بنفسي. دون مراجعة الطبيب النفسي لأن لدي البديل الذي يُغنيني عنه وهو الإيمان بالله، الصلاة، الدعاء وقراءة القرآن.

اما من ناحية المواطنين فكان نظرتهم مختلفة حول مراجعة الطبيب النفسي لا تختلف عن مراجعة الطبيب العام أو المختص، إنما نحن في مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص لنا نظرة خاصة تجاه الطبيب النفسي وأنا واحد منهم عندما نسمع عنه يتبادر إلى الذهن أن الشخص أصبح مجنونا، وهذا طبعا مفهوم خاطئ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى