fbpx
التنمية البشرية

مقتضيات الأفضلية للنفس البشرية وعلاقتها بالتميز والوصول للهدف

وصولك لهدفك لابد له من مقتضيات الأفضلية وتأثيره على النفس البشرية

مقتضيات الأفضلية للإنسان؛ في عالم مفتوح تـسبح فيه الذات و الروح، وتحاول أن تتنفس نفس الإنسان من نسيم كل طاقة إيجابية، لتكون في موج شعوري عالي متصف باللطافة و الخفة، لابد حينها من العروج إلى متطلبات الأفضلية، وهي فلسفة كاملة قائمة على مراعاة الزيادة المقتضية للتميز، أقصد بلوغ القصد، وبلوغ الهدف، وبلوغ القمة، وبالتالي العيش في حالات نفسية تترتب عليها سموًا ورفعة يقل نظيره في باقي مناحي الحياة، إنها وجدان الذات بالمعنى الأدق في كمال حالاتها، والوجدان بمعنى البقاء أو بمعنى الشعور مقتضى جميل في حد ذاته، فإن حالات الضياع والتشرد ضرب من الموت المحقق.

النفس البشرية وعلاقتها بما يُسمى مقتضيات الأفضلية

  • إن من مقتضيات الأفضلية؛ بالنسبة للذات أن يتجه الأمر لزومًا فيما يحقق كينونته أولاً،
  • وفيما ينميها ثانيًا، وفيما يحفظ لها كينونتها لاحقًا، خاصةً وأن شعور الظهور بالمثل الأكمل فيها متجسد، والنزوع إلى البقاء، شيء فيها ظاهر ومؤكد، ولا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بالمعرفة، ولهذا سئل قيل لقسّ بن ساعدة: ما أفضل المعرفة؟ قال:
  • معرفة الرجل نفسه.  وقد اشتهر هذا الرجل بالحكمة، والتي من مقتضياتها أن العاقل قبل أن يحاول استكشافه للعالم الخارجي، أن يدرك ذاته في ضروريات وجودها الإنساني، ومقتضيات سلامتها، وأسباب تطويرها، وكيفية الاستفادة من كينونتها، ثم كيفية إفادة الآخرين على الوجه التام،

البحث عن الذات مسألة وجودية قديمة وحديثة والداعي لها أمران

  • الأول موقع الذات من نفسها هي،
  • والثاني: لفهم طبيعة تواصلها مع العالم المحيط حولها، ولا يتم الثاني إلا بالأول،
  • ولهذا نجد أن كثير من الناس يعيش حالات كبيرة  من الحيرة، ليطرح الكل ذاك السؤال الكبير،
  • هل الخلل في نفسي وذاتي أم في المحيط الذي أعيشه أنا ؟،
  • وهل الخلل على مستوى أفكار النفس وكيفية تصرفاتها،
  • أم هو متعلق بطبيعة العالم الذي نعيشه، والظروف المحيطة بنا؟،
  • وكل قسمة ثنائية تقتضي أربع احتماليات، ليس التطرق إليها أفيد إذا ما علم أن العناية بالذات وفهم النفس نصف الجواب في كل السؤال المطروح، وهذا للعلم الحاصل ولابد،  لهذا سئل قسّ بن ساعدة:
  • فما أفضل العلم؟
  • قال: وقوف المرء عند علمه، و هذا كلام بليغ يحتمل أمران، الأول: أن ينتهي المرء في حدود علمه في الوضع المعيشي الطبيعي، أي يتعامل بوضع: أدري لما يعلمه، و بلا أدري لما لا يعلمه، و الثاني : أن يتجه إلى العلم كون عملية الإدراك تبنى عليه، فلكما ازداد علما ازداد وقوفًا، وهنا يأتي دور السؤال والقراءة والمطالعة وحضور مجالس العلم ومتابعة المحاضرات والدورات، وفي معنى الوقوف أيضا أمران، فالأول: الاطلاع الذي يوازي المعرفة، فكلما توسع الإنسان في عملية الاستكشاف، كلما تبيَّنت له حقيقة الأشياء فضلا عن مساحة لا علم الذي كان عليها، والثاني: قد يراد بالوقوف عند الانتهاء عن ادعاء ما لا يعلمه ولا يدريه، فإن ادعاء العلم نوع من العمى، وادعاء الدراية نوع من أنواع الكذب على نفس، والنفس لا تقوم لها قائمة إلا بشيء من المصارحة الذاتية، وبشيء من السلام النفسي، ولا يكون هذا إلا بالمعرفة والعلم.

الكاتب:

كتب بواسطة الكاتب (د. عبد الرحمن جلال الدين ) اطلب استشارتك الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى