fbpx
الاستشارات النفسية

العلاج المعرفي السلوكي للقلق: كيف يعمل وما مدى فعاليته؟

هاجس القلق هو اضطراب نفسي يؤدي إلى شعور مستمر ومفرط بالخوف والتوتر تجاه المواقف والأحداث العادية، مما يعيق استمتاع الشخص بحياته اليومية، ويسبب في خفض إنتاجيته وقدرته على العمل، والأسوأ من ذلك أن يصبح جل اهتمامه وتركيزه على الطريقة التي يراها بها الآخرون، بالتالي تتدمر حياته الاجتماعية والذاتية وسوف يصاب بعقدة الدونية، وتزداد حاجته إلى علاج سلوكي معرفي للقلق يساعده ويعيد بناءه إدراكيًا وسلوكيًا من جديد.

ما هو العلاج المعرفي السلوكي للقلق؟

العلاج السلوكي للقلق هو أهم الأساليب الشائعة والفعالة والمعروفة بنتائجها الرائعة التي تحدث فرقًا في حياة المريض، وهو علاج قصير المدى تعتمد منهجيته على تغيير استجابة المريض للمواقف التي تزيد من توتره وقلقه، عن طريق تدريبه على التكيّف مع مشاعر القلق والتحكم بها، وذلك بتغيير طريقة تفكيره في المشاكل التي تثير قلقه بعد تحليلها ومناقشتها، حتى لا تتطور وتسبب هدم للذات والحياة والمجتمع.

ويتم ذلك من خلال جلسات علاجية تمثل استراتيجيات صحية ومفيدة، هدفها الأساسي هو تخليص مرضى القلق من الأفكار التي تراودهم، وإعادة هيكلتها واستبدالها بأفكار إيجابية وواقعية، وتعتبر الحل الأفضل لمعالجة جذور المشكلة من الأساس بدلًا من العلاجات الدوائية التي تعالج عوارض بشكل مؤقت فقط.

كيف يعمل العلاج المعرفي السلوكي للقلق؟

3 نقاط أساسية هي بؤرة تركيز المعالج السلوكي بالمشاكل المتعلقة بالقلق وهي:

  • الأفكار
  • المشاعر
  • معتقدات الذات

فجميع الناس يمتلكون عقول متشابهة لكنهم يختلفون في طريقة عمل العقول، ويكمن دور المعالج في إيجاد الطريقة التي تتوافق مع مختلف طرق التفكير، فبالتريّث والنظر العميق يتمكّن المعالج من إبداء النصح والرأي السديد بهدف تحقيق الهدف المرجو من هذه الجلسات.

ما هو نموذج كلارك وويلز المعرفي لعلاج القلق؟

يستخدم العديد من المعالجين النفسيين المختصين في علاج اضطرابات القلق نموذج كلارك وويلز للعلاج المعرفي السلوكي، والذي يهدف إلى دفع المعتقدات السلبية التي يفرضها الشخص الخاضع للعلاج عن نفسه، التي تعتبر السبب الأول في تدمير وجلد الشخص لذاته واستجابته للأحداث بطريق سلبية، ووفقًا لنموذج كلارك تتمثل استجابة الشخص للمواقف السلبية بالتالي:

  • تحويل الشخص القلق تركيزه إلى داخله عند تعرضه لموقف سلبي يسبب له التوتر، من أجل تحسين شكله الخارجي أمام الآخرين.
  •  يقدر الشخص أعراض القلق الجسدية والعاطفية بشكل مبالغ فيه فهو يعتقد أنه يبدو بالشكل الخارجي كما يشعر من الداخل.
  • استخدام سلوكيات السلامة لتقليل عواقب القلق والتوتر، مثل تجنب الاتصال بالعين واستخدام أسلوب المراوغة في الحديث.

وهنا يأتي دور المعالج المتمثل باستخدام الكثير من التقنيات النفسية للحد من هذه الاستجابة السلبية التي يعرضها تحليل كلارك، من خلال الطلب من الشخص الخاضع للعلاج تخيل مواقف حدثت بالفعل وكانت السبب في إصابته بالقلق حينها، يتم ذلك من خلال تطبيق تمارين العلاج المعرفي السلوكي.

ما هي تقنيات العلاج المعرفي السلوكي للقلق؟

القلق شعور مزعج يعكر صفو حياة صاحبه، ولكن غالبًا لا يدرك صاحبه سبب هذا الشعور، نعم هو يعلم أنه يتوتر ويخاف ومصاب بالقلق الدائم، لكنه يجهل أسباب هذا الشعور أو مصدره، فمن خلال الجلسات سيقوم المعالج بالتحليل والاكتشاف عبر تقنيات مختلفة:

مناقشة أسباب القلق

جلسات العلاج المعرفي السلوكي للقلق لا تكشف فقط المواقف التي تثير الشعور بالقلق، بل تناقش الشعور وكيفية الاستجابة له، وتحدد الأسباب الكامنة وراء طريقة التفكير السلبية من خلال التحدث مع المعالج حول المخاوف التي يواجهها المريض والتي قادته إلى القلق المفرط.

كتابة الأفكار السلبية

يساعد كتابة قائمة الأفكار السلبية وقائمة أخرى بالأفكار الإيجابية المقابلة لها والتي تعتبر الحل الأمثل لتسهيل عملية استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية أكثر منطقية وموضوعية.

التدريب على العلاج

العلاج السلوكي للقلق يتمثل في التدريب على التعامل السليم مع المواقف الصعبة والضغوطات النفسية، عبر إرشاد المريض إلى أنماط التفكير المعرفية والسلوكية بصورة أكثر موضوعية تغيّر فكرته الراسخة داخله عن ذاته.

ولن نغفل عن أهمية تطبيق تمارين العلاج المعرفي السلوكي التي أثبتت فعاليتها في علاج القلق، وهي ممارسة التأمل والاسترخاء وممارسة الرياضة وأخذ قسط كافي من الراحة من العمل والدراسة، بالإضافة إلى أهمية النوم الكافي والغذاء المتوازن في الحد من شدة الأعراض المصاحبة للقلق.

كم تحتاج جلسات العلاج المعرفي السلوكي للقلق حتى تؤتي ثمارها؟

من أهم مميزات العلاج المعرفي السلوكي هي أنها جلسات قصيرة المدى ولا تستغرق وقتًا طويلًا حتى تظهر نتائجها، فيتم تحديد عدد الجلسات للمرضى بناءً على عوامل مختلفة وعديدة وهي:

  • مدة معاناة المريض من الأعراض.
  • شدة أعراض القلق المصاحبة للمريض.
  • حالة البيئة المحيطة بالمريض ومستوى التوتر.
  • نسبة تقدم واستجابة المريض للجلسات العلاجية.

وأخيراً، إنها بالفعل تقنيات تغير سلوك، ومهارات تعيد ترتيب حياة مفتقرة إلى الإجتماعيات، بسبب سيطرة المشاعر السلبية عليها، فبعد الآن أنت لست مضطرًا للعيش بالخوف والقلق طوال الوقت، أنت تستحق حياة ملؤها الراحة وتقدير الذات سواء اخترت الخضوع لجلسات العلاج المعرفي السلوكي بواسطة معالج مختص، أو اخترت ممارسة مهارات العلاج السلوكي للقلق بنفسك.

هل تحتاج إلى مساعدة؟

يمكنك عبر منصة وتطبيق فسرلي التواصل مع استشاري نفسي متخصص يساعدك في التخلص من القلق عبر العلاج السلوكي المعرفي بكل خصوصية وأمان، كما تقدم المنصة الحلول العلاجية لصحة نفسية أفضل وتساهم في تحسين سلوكك ورفع استحقاقك ونوعية حياتك لتكن قادرًا على التعامل مع المحيطين بك بشكل جيد باستخدام أفضل التقنيات العلاجية الحديثة.

اطلب استشارتك الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى